اعلام الدولة وتجربة سابقة يمكنها العودة

نبض البلد -
بهدوء

عمر كلاب


في مساء ليس باليعيد, تلقينا دعوة كريمة من الديوان الملكي العامر, الزميلين بسام البدارين وطارق ابو الراغب وكاتب المقال, والتقينا في مكتب الزميل غيث الطراونة مدير الاعلام في الديوان الملكي العامر, ورأس اللقاء كمال الناصر مستشار الملك انذاك, وتم الحديث عن هموم الاعلام وضرورة انتاج حالة اعلامية متميزة, والانتقال باعلام الدولة الى الامام, واتفقنا على تشكيل لجنة تعمل على وضع منظومة للنهوض بالاعلام الوطني, على ان نقوم بتسمية اللجنة وارسالها الى الديوان العامر.

انتقلنا الى مكتب العبد الفقير الى الله ثلاثتنا, ووضعنا الية لتشكيل اللجنة, بحيث تكون حاضنة لكل التكوينات, تشريع, تطوير, دراما, وادارة , وخبرات سابقة, وتم تشكيل لجنة وازنة, من الذوات: مصطفى الحمارنة, راضي الخص, فيصل الشبول, زيد النوايسة, محمد قطيشات, سامح المحاريق, مفلح العدوان, زهير النوباني, مارغو حداد, عامر السبايلة, وثلاثتنا, وعقدنا الاجتماع الاول في مكتب كمال الناصر, ثم انتقلنا الى المركز الثقافي الملكي, بعد ان وفر لنا الاديب مفلح العدوان مكانا للاجتماعات.

انجزت اللجنة الموكول اليها, وتشرفت بلقاء الملك, ووضعنا التوصيات بعهدة الديوان الملكي, وصبيحة اليوم التالي, كان الهجوم على اللجنة ومخرجاتها حاضرا, رغم ان المخرجات التشريعية المطلوبة مثلا, صاغها المحامي الالمعي محمد قطيشات وهو احد ابرز خبراء الاعلام في الوطن العربي , ولجنة الدراما كانت بعهدة الفنان القدير زهير النوباني والمبدع مفلح العدوان, ولجنة البث والتلفزيون باشراف القامة المهنية راضي الخص, والمهنة وشؤونها كانت شاملة لكل الاطياف, وعلى رأسها فيصل الشبول.

ثلاثتنا كان يعمل بمهام تيسيرة وصياغة المخرجات, التي كان ابرزها تشكيل غرفة اعلام وطنية, " حكومة, ديوان ومؤسسات سيادية " ترسم الخطوط العامة لرسالة الدولة فيما تكون التفاصيل وادارة المهمة للاعلام ذاته, وايضا تشكيل هية عامة للاذاعة والتلفزيون " تضم قناة اخبارية – المملكة -, وقناة مجتمع – التلفزيون الاردني- وقناة رياضية " بمجلس ادارة واحد مستقل ومدير عام واحد, يساعده مدراء المحطات, وتحسين البث وتطوير المهنة ورقمنتها وان تصبح وكالة الانباء الاردنية هي الموقع الالكتروني للدولة, وتقوم ببث الاخبار الى وسائل الاعلام المحلية والعربية والعالمية.

اما المال والمخصصات, فكانت من دينار التلفزيون, ومن المنح الدولية التي تأتي الى الاعلام وشؤونه, طبعا عملت اللجنة بدون اي مقابل, وكانت الضيافة من المركز الثقافي الملكي, وكان الاقتراح ايضا ان يتم دعم الصحف الورقية من هذه المخصصات للسير في الرقمنة, والتحول الى منصات اعلامية, فيما تبقى النسخة الورقية لكتاب الرأي والتحقيقات والتقارير النوعية والتحقيقات الاستقصائية والاخبار الطازجة وليست البائتة, وكل هذا لم يجد اذنا من الحكومة وقتهاو التي كانت تتحدث عن الانفتاح والقد الاجتماعي الجديد, وكل هذا قبل كورونا.

اذكر ان وأد اللجنة ومخرجاتها, تم تبريره بأن النقابة احتجت على غيابها عن اللجنة, وان الحكومة لم تشارك عبر مؤسساتها الاعلامية, كما قال وزير الدولة لشؤون الاعلام انذاك, امجد العضايلة, واظن ان اللجنة ومخرجاتها دفعت ثمن صراع مراكز القوى في ذلك الوقت, الاوراق ما زالت موجودة ويمكن البناء عليها, وتطويرها, والحاجة متصلة الى وجود اعلام دولة فاعل ومشتبك مع الواقع والاقليم, وليس من المفيد للدولة الا يكون لها اذرعة اعلامية مؤثرة وفاعلة وقادرة على حمل رسالتها بوقار وحزم, فلا يوجد في الاقليم من يحمل رسالة الامة غير الاردن, ولا يوجد من يجبر عثراتها غيره, ولا يجوز ان نبفى عرضة لكل راغب بانتصار رخيص.

Omarkallab@yahoo.com