نبض البلد -
أحمد الضرابعة
في سياق الاستجابة للأزمة الإنسانية المستمرة التي صنعتها إسرائيل في قطاع غزة، كانت الأردن أول دولة عربية وإسلامية تُرسل المساعدات جواً إلى القطاع عبر جسر جوي مباشر، مدشّنةً بذلك مبادرة غير مسبوقة في مجال دعم الأشقاء الفلسطينيين، دون أن تكتفي بها، حيث تراكمت جهوده الإغاثية والطبية لخدمة الفلسطينيين بمختلف الوسائل المتاحة، فإلى جانب الإنزالات الجوية فإن الأردن التزم بتسيير القوافل الإغاثية وزيادة عدد المستشفيات الميدانية في غزة والضفة الغربية، وتجهيزه مخبز متنقل بقدرات إنتاجية كبيرة وإرسالة إلى غزة، وما زال يبحث عن وسائل غير ذلك أكثر فاعلية لضمان شمولية سكان القطاع في المساعدات المتنوعة التي يقدمها لهم والتي تندرج تحت عنوان الواجب القومي
هذا المشهد الإنساني الذي تنتجه الأردن بعفوية صادقة وبريئة من أي أجندات خاصة، يُبرز دورها الكبير تجاه أشقائها العرب، ويعيد إلى الأذهان ما قاله رئيس الوزراء الأسبق الشهيد وصفي التل عن الأردنيين بأنهم أحسن العرب، وهي مقولة لا تعكس شعوراً بالفوقية القُطرية أو الاستعلاء الوطني، وإنما تعبّر بعمق عن حقائق راسخة؛ فعلى مدار أكثر من قرن، أي منذ انتظام الأردنيين قي كيانهم السياسي الحديث، لم يتأخروا في تأدية واجباتهم القومية أو الدينية فهم يرون أنفسهم جزء فاعل من أمتهم، ويتفاعلون مع قضاياها بوجدانهم وإمكاناتهم، ويثبتون في كل مرة أن الانتماء ليس شعاراً يتردد، بل فعلٌ مستمر لا ينقطع، وهنا تكمن المفارقة في نتائج ما يُمارُس في الميدان، وما يُقال على المنابر وخلف الشاشات.
الأردن بقيادته الهاشمية ماضٍ في تأديه دوره العروبي ولن توقفه أصوات التشكيك بجهوده أو محاولات تقزيمها