نبض البلد - ترفع القبعات للأطباء الأردنيين في المستشفى الميداني في غزة
غيداء الخالدي
أصيب علي دغمش المواطن الفلسطيني في غزة أصابة خطيرة في يده ناتجة عن شظيه من قذيفه مدفعيه أدت إلى تهتك الاوتار وخساره انسجه و جزء كبير من عظم اليد في يده لتشخص حالته في احدى مستشفيات الشمال عن حاجتها للبتر، ولكن والد علي رفض اجراء البتر واصطحابه للمستقى الميداني" غزة 77 "ليقابل الدكتور صالح السردي حتى يشرف على حالته، الذي ادخله على الفور للعمليات بشكل سريع بسبب خطورة الحالة.
استمرت العملية الجراحية 4ساعات ونصف ،و بعد ١٠ ايام من العملية استطاع علي تحريك يده لتنجح العملية في اصعب ظروف الحرب وقلة الامكانيات دون الحاجة للبتر ،على يد الطبيب الأردني صالح السردي .
هذه ليست أول عمليه يجريها الطبيب صالح السردي بل قام بأجراء 275 عملية جراحية بنجاح اثناء الحرب على غزة .
وتحدث اخصائي جراحه العظام والمفاصل والاصابات الدكتور صالح السردي خلال لقاء خاص مع جريدة الانباط عن حاله المريض علي دغمش مبينا أن حالته كانت حرجه للغاية نتيجة تعرضه لطلقه ناريه اخترقت عظم اليد من الجانب الخارجي إلى الجانب الداخلي ،مسببه ضرر كبير في الاوتار والاعصاب وعظم اليد المتصل بإصبع الإبهام موضحا ان المريض كان يعاني من نزيف شديد نتيجة اصابه احد الأنسجة الرئيسية في اليد.
و يقول السردي :"قمت بإيقاف النزيف باستعمال الطرق البدائية في قسم الطوارئ ،من خلال ربط اليد من الاعلى بواسطه مشد خانق ومن ثم أخذت الصور اللازمة لأرافق المريض بعدها لغرفه العمليات لاستكشاف اليد وتحديد الأضرار جراحيا وإجراء الإصلاحات اللازمة بعملية جراحية استمرت أربع ساعات".
وتحدث الطبيب السردي عن أبرز التحديات التي تواجهه كطبيب عظام في الحرب والتي تتمحور حول شح الإمكانات من عدم توفر الصور الإشعاعية المتقدمة ،مثل الأشعة الطبقية المحورية ،و صور الموجات الصوتية للشرايين ،بالإضافة الى ضعف التزويد وقله الكوادر والاصابات المعقدة.
ولفت السردي خلال حديثه مع الانباط الى أن عدد كبير من العمليات كان غريب نتيجة طبيعة الإصابات من الانفجارات التي تؤدي للحرق والكسور المفتوحة والسقوط من ارتفاعات عالية مبينا إن الاطباء في المستشفى الميداني يستمدون طاقتهم بالرغبة القوية التي تدفعهم لإنهاء معاناة الناس في الحرب.
وتحدث عن أكثر المواقف التي أثرت فيه خلال الحرب وهي طفل يبكي على والده في قسم الطوارئ أذ تم دهسه من قبل شاحنه نقل ثقيل أثناء محاولته إستلام المساعدات ،وللأسف توفي الوالد الشاب داخل غرفة العمليات نتيجه الاصابه القويه ، مما اشعل في داخله حزن كبير على مشاعر الفقد وحالة أطفال غزة التي يرثى لها .
ووجه السردي كلمة الى جميع الاطباء جراحين العظام:" غزه بحاجتكم فأنتم المطلوبين في حالة الحروب والنزاعات لإنقاذ الناس وانتم اللذين تمتلكون تأثير يتجاوزه العقل"
في مناطق الصراع والحرب، كثيرا ما يطلب من الجراحين تقديم المساعدة الإنسانية للمرضى وغالبًا ما تكون رعاية المصابين معقدة بسبب كثافة الحالات المرضية وتعقيدها ،فالكثير من المرضى بلا مأوى ،وعلى الرغم من افتقار غزة إلى نظم الرعاية الصحية، يستمر جنود الوطن الأطباء الأردنيين مُواصَلة أنقاذ أكبر قدر من الأرواح في غزة ، لنرفع لهم القبعات على جهودهم الانسانية ، سائلين المولى عز وجل ان يحفظهم ويحميهم من كل مكروه.
الانباط
