نبض البلد - أكد أكاديميون أن الجامعات تعد شريكا استراتيجيا وحقيقيا في دعم وتطوير العملية السياسية بمجملها، ورافدا للقيادات السياسية الشابة الداعمة للمنظومات التحديثية وفقا لمتغيراتها ومجالاتها.
وبينوا في حديثهم لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن الجامعات لطالما كانت داعما وشريكا في عمليات التحديث جميعها، وهي حاضنة لفئة فاعلة وناشطة يعول عليها كثيرا في تشكيل حالة من التقدم السياسي والحزبي وتغيير المعتقدات الذهنية السابقة المكونة لدى الفئات الشبابية حول النشاط السياسي والعمل العام.
وقال رئيس الجامعة الأميركية في مادبا الدكتور مأمون عكروش، إن منظومة التحديث السياسي للبلاد التي تم إطلاقها مع مطلع المئوية الثانية للدولة الأردنية، عكست تطلعات جلالة الملك عبد الله الثاني نحو إيلاء الشباب المزيد من الاهتمام واشراكهم في تطوير المنظومة الإصلاحية وتمكينهم سياسيا وإتاحة المساحات المناسبة لهم للتعبير عن آرائهم وتطلعاتهم.
وأضاف أن تحقيق هذه المفاهيم يتطلب بالضرورة وجود جامعات تؤمن بهذا الدور الشبابي وتعمل على تكوين الفكر السياسي والحزبي والثقافي لدى طلبتها بما يضمن زيادة تفاعلهم مع التحديثات السياسية والتعامل معها كحالة طبيعية للمتغيرات التي تفرضها متطلبات المرحلة الجديدة لإيجاد مستقبل أكثر إشراقا وعدالة للمجتمع بجميع فئاته، مؤكدا أن زيادة انخراط الشباب في الأحزاب مؤخرا يعد مؤشرا على توليد قناعات سياسية جديدة تحمل فكرا شبابيا مبشرا بغد أكثر ازدهارا .
وبين عكروش أن الجامعة ترتبط مع المجتمع بعلاقة وثيقة تنبع من دورها المحوري في التنمية الشمولية وما تقدمه للمجتمعات من خبرات وقيادات بنيت على اسس علمية، ويقع على عاتقها الاشتباك مع كافة القضايا الوطنية وأن تكون على صلة وثيقة مع المنظومات الجديدة ومنها منظومة التحديث السياسي التي يتطلب تحقيق غاياتها.
وأشارت الدكتورة ليندا الخطيب عضو هيئة التدريس في جامعة الإسراء إلى أن نظام الأنشطة الحزبية والطلابية الذي أقر العام الماضي، ساهم وبشكل كبير في مواءمة تعليمات إقامة النشاطات والبرامج والنظام الجديد الذي شجع على انخراط الطلبة بالعمل الحزبي البرامجي وزيادة وعيهم بضرورة مشاركتهم والتعبير عن آرائهم استنادا إلى المنظومات الفكرية.
وبينت الخطيب أن البيئات الجامعية، أصبحت تشهد دخولا لمفاهيم جديدة على منظومتها وبيئتها الداخلية وهي الآن أمام تحد لتقبل هذه المفاهيم ودمجها بالوسائل التعليمية وضمان عدم تأثيرها على الغايات التي تأسست لأجلها بحيث تبقى متوازنة في تحقيق رسالتها وإدماج محورها الأساسي في عمليتها التعليمية المتمثل بطلبتها في الحياة السياسية والحزبية.
وقالت استاذة العلوم السياسية في جامعة الزيتونة الدكتورة رشا مبيضين، إن للجامعات دورا كبيرا في تطوير المشهد السياسي والذي يعد أمرا حيويا وحاسما في بناء المجتمعات المتقدمة والديمقراطية، حيث تعمل على تشكيل وتعزيز الوعي السياسي لدى الطلبة والمجتمع بشكل عام، وتساهم في تنمية القيم وتبرز أهميتها في تعزيز الديمقراطية والمواطنة النشطة في المجتمعات، من خلال بناء مراكز للمعرفة والبعد الفكري، وتقدم برامج تعليمية تساعد الطلاب على فهم الواقع السياسي وتحليله بشكل معمق لإظهار مواطن القوة والضعف.
وأضافت أن للجامعات أثر كبير في إجراء الأبحاث التي تسلط الضوء على القضايا السياسية الهامة، وتقديم برامج تطويرية تساعد الطلاب على اكتساب مهارات الاتصال والقيادة وحل المشكلات، حيث تعد هذه المهارات أساسية في تفعيل المشاركة السياسية، مشيرة إلى أن الجامعات توفر بيئة مثالية للحوار والتفاهم بين الطلاب من خلفيات مختلفة، وتعزز قيم التسامح واحترام وجهات النظر المختلفة، وتنظم فعاليات وندوات تثقيفية حول الشأن السياسي، وتشجع الطلاب على المشاركة في الانتخابات والعمل السياسي.
وبينت أن الجامعات تشجع على الابتكار والبحث العلمي في مجالات السياسة والحاكمية الرشيدة، مما يساهم في تطوير الحلول الإبداعية للتحديات السياسية المعاصرة وزيادة منسوب الوعي السياسي لدى الطلاب وتساعدهم على فهم أهمية المشاركة السياسية وتأثيرها على مستقبل الدولة.