حسين الجغبير يكتب : 250 لقاءا ملكيا في عامين

نبض البلد - حسين الجغبير

لم يكن لتتخيل دولة الاحتلال التي يقودها أكثر الأشخاص تطرفا على مر العصور، أن يأتي اليوم ويرى معظم دول العالم وهي في طريقها للاعتراف بالدولة الفلسطينية، والمظاهرات تجوب شوارع العالم لتعبر عن تضامنها مع القضية الفلسطينية وسكان غزة، وتعلن كرهها لهذا الكيان المصطنع الماسخ القاتل.
لقد دفعت حكومة نتنياهو المتطرفة ثمنا باهظا لسياسة التطهير العرقي وحرب الابادة التي تنفذها بحق الفلسطيين في القطاع، ومحاولتها احتلاله، بالتزامن مع التنكيل بسكان الضفة والقدس المحتلة، ومساع السيطرة على الضفة الغربية، في محاولة رفضها الأردن، والعرب، وقادة العالم.
العزلة التي يعيشها الكيان الصهيوني اعترف بها بنيامين نتنياهو الاسبوع الماضي، وحث شعب دولته المحتلة على الاعتماد على الذات، وهي سابقة تاريخية بعد عقود من الدعم غير المتواصل من العالم، عسكريا واقتصاديا.
يسجل للأردن بقيادة جلالة الملك أنه بذل جهودا جبارة في حشد الدعم الكامل للقضية الفلسطينية، والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، حيث لم يهدأ لجلالته بالا حتى جاب دول العالم واضعا الحقائق أمام أعينهم، وكاشفا خطورة ما يجري في المنطقة جراء سياسة التطرف الصهيونية، والتي جرت الشرق الأوسط إلى مرحلة غير مسبوقة من عدم الاستقرار ما يمس العالم أجمع، خصوصا وأن لجلالته تقدير دولي واحترام لحكمته وثقة برؤيته للأمور، وهو المدافع الشرس على ضرورة احلال السلام العادل الشامل بالمنطقة، والذي يضمن اقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة.
أكثر من 250 لقاء أجراه الملك منذ السابع من أكتوبر، جميعها جاء بهدف وقف اطلاق النار في غزة، والضغط على دولة الاحتلال لوقف عدوانها الذي طال عدة دول، وتقديم المساعدات اللازمة لسكان القطاع، وأهمية اعادة بناء المدينة التي دمرتها قوات الاحتلال بحرب الابادة التي تنفذها، إذ أكد جلالته في كل لقاء وخطاب، على أن حل الدولتين هو الخيار الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل، وأن الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره مصلحة علي، وهذا ما نصل إليه اليوم ونحن على بعد خطوات قليلة من اعتراف تاريخي بالدولة الفلسطينية، وهي الرؤية التي استمر جلالته بتأكيدها خلال أعوام طويلة.
لم يستمع أحد حينها، ولم يكترث لخطورتها، وعاثت دولة الاحتلال بالأرض فسادا، وهاي هي اليوم تعاني عزلة دولة، وتفكك مجمعي داخلي، وهو ثمن لم يكن مجتمع دولة الاحتلال وحكومته تتوقع أن تدفعها يوما من الأيام، وأن استمرارها بذات السياسة يعني أنها في مأزق وإن رأينها على أرض الواقع في أقوى مراحلها جراء صمت العرب والعالمين الاسلامي والدولي، جراء الدعم الأميركي اللامحدود لها.