نبض البلد -
أحمد الضرابعة
في أبلغ رد أردني على التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة، أعلن ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم قريباً. انتظر الأردنيون قراراً كهذا منذ وقت طويل؛ لأن التحولات الإقليمية المستمرة منذ عامين تُؤكد أن الأردن في قلب العاصفة، ولا بد من رفع الجاهزية الوطنية للوقوف بصلابة في وجه التحديات.
جاء هذا القرار في ظل مرحلة إقليمية ضاغطة على الأمن الوطني الأردني بسبب السياسات المتطرفة التي تنتهجها إسرائيل في المنطقة، والتي أنتجت لغاية الآن أربعة تهديدات مركزية ومباشرة في المنظور الأمني الأردني، وهي: طرح المخططات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم إلى جانب الدور الذي تلعبه في جنوب سورية تحت غطاء حماية الدروز، إضافة إلى قيامها بأنشطة تهريب الممنوعات إلى الأردن عبر حدوده الغربية، ومؤخراً، إعلان أرفع مسؤول سياسي إسرائيلي، نتنياهو عن سعيه لإقامة ما يُسمّى "إسرائيل الكبرى" على أراضٍ فلسطينية وأردنية، وعربية.
الاستجابة لهذه التهديدات تبدأ بتجميع عناصر القوة الوطنية وتعبئتها، وقد أشرت في هذه الزاوية قبل أيام إلى ضرورة الاستفادة من الطاقات الشعبية ضمن مشروع دفاعي عنوانه الحفاظ على الأمن الوطني الأردني، وليس هناك أفضل من إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم لاستيعاب الشباب الأردني الذين طالبوا بتفعيله للمشاركة في الدفاع عن أمن الوطن واستقراره.
معسكرات الجيش العربي هي مدارس وطنية تعزز قيم الولاء والانتماء الوطنيين لمنتسبيها، ويمكنها الحد من نسب البطالة في صفوف الشباب فيما لو تَضّمَّنَ برنامج خدمة العلم تأهيلاً تقنياً ومهنياً للخاضعين له بما يؤدي لإكسابهم الخبرات بما يُتيح لهم المنافسة في سوق العمل بعد انتهاء خدماتهم، ولا بد من توجيه الموارد المتاحة لهذه الغاية
وأخيراً، إن إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم قرار وطني جريء ومطلوب، ولكن من الضروري أن يتبعه المزيد من القرارات السيادية في مجال الطاقة بما يسحب أوراق الضغط على الأردن من إسرائيل التي تصنع معادلة جديدة لأمنها القومي لا تأخذ بعين الاعتبار المصالح الوطنية الأردنية التي كانت تدركها فيما مضى الدولة اليهودية العميقة.