نبض البلد - الأنباط - ليث حبش
على أوتار العود ونبض القصيدة، جاء الصوت السعودي العذب ليُحلّق في سماء جرش، حيث سكنت الحناجر وتكلمت القلوب
في ليلة طربية خالصة، كان المسرح الجنوبي على موعدٍ مع حضورٍ طاغٍ للفنان السعودي الكبير خالد عبد الرحمن، الذي اعتلى الخشبة وسط تصفيق عاصف، وجمهور غفير توافد مبكرًا، احتشدت فيه المحبة من السعودية والأردن وفلسطين، في مشهدٍ جمع الطرب بالألفة.
بدأ عبد الرحمن السهرة بأغنيته الشهيرة "عيني أنا بعينها"، التي أشعلت المدرجات بحماسة استثنائية، تبعها تفاعل جماهيري عارم، خاصة من الجمهور السعودي الذي حضر بكثافة ليردد معه الكلمات من القلب إلى القلب كما حضرت شخصيات فنية وإعلامية بارزة لتشارك في ليلة لا تُنسى.
وتوالت الأغاني التي لامست الوجدان، فكانت "تقوى الهجر" محطة وجدانية تفاعل معها الجمهور بوقفة احترام للماضي الجميل، فيما أشعلت أغنية "فزوا لها" حماس الحضور الذين شاركوا في أدائها جماعيًا، حتى طغى صوتهم على صوت المسرح، مؤكدين عشقهم الأبدي لأعمال خالد عبد الرحمن.
أما أغنيتا "حبيبتي" و "أفراق" فغلب عليهما الطابع الهادئ، وقدّمهما الفنان بإحساس عالٍ، تمايل معه الجمهور في لحظات من الحنين والسكينة وتبعها أداء قوي لأغنية "وش تبين"، التي رددها الجمهور بكل شغف، تزامنًا مع عزف الفرقة الذي أضفى سحرًا خاصًا على الأداء. كما قدّم "زليت" وسط موجة من التصفيق.
وفي لحظة فنية حميمة، أمسك خالد عبد الرحمن بالعود، وغنّى منفردًا أغنيته "أنتِ أجمل" دون مرافقة الفرقة الموسيقية، في مشهدٍ من الصفاء الفني، أثار إعجاب الجمهور وصفّق له طويلًا ثم قدّم أغنية "الله أقوى" التي أعادت للأذهان حضور القوة والعزيمة في صوته وأسلوبه.
وما إن صدح بعبارة "وشلون مغليك" حتى هتف الجمهور بصوتٍ واحد، مرددًا كلمات الأغنية بحنين، ما دفع عبد الرحمن إلى إعادة غنائها مرتين بطلب جماهيري مُلحّ، مؤكّدًا مكانتها الخاصة في ذاكرة عشاقه.
وفي لفتة محبّة لجمهور "النشامى"، قدّم أغنية "توني دريت إن حبك غلطتي" إهداءً خاصًا للأردن، وسط موجة تصفيق امتدت طويلًا، لتتوالى بعدها أعماله المعروفة مثل: "حبيب الأمس"، "خذني بقايا جروح"، "تكرار"، "ورد"، "ليتك العين قريبة"، واختتم السهرة بأغنية "أبصملك بالعشرة" التي شكّلت ختامًا مثاليًا لليلة حافلة بالمشاعر.
هذا وقد تم تكريم الفنان خالد عبد الرحمن في ختام الحفل من قبل معالي وزير الثقافة الأردني مصطفى الرواشدة، ومدير مهرجان جرش أيمن سماوي، تقديرًا لمسيرته الفنية الغنية ومشاركته البهيّة في هذا الحدث العربي العريق، ليُغادر المسرح وسط التصفيق والامتنان، تاركًا خلفه ذكرى لا تُنسى في قلوب جمهوره.