نبض البلد -
د. حازم قشوع
عندما نتحدث عن برنامج عمل يرسخ مفهوم المواطنة ويجذر مفهومها عبر بناء يعزز الولاء والانتماء، فإننا نتحدث هنا عن برنامج عمل يجمع هذا المضمون ضمن سياق برنامج موضوعي علمي وعملي يقوم إطاره العام على تجذير هذه المفاهيم ضمن منهجية فكرية تعمل ضمن إطار أكاديمي نظرى كما تحمل برنامج ميداني عملي.
بحيث تقوم هذه المنهجية على ترسيخ مفاهيم الولاء والانتماء استهدافا لفئة الشباب فى المقام الأول، كما يقوم برنامج هذا المشروع على توعية الشباب وتثقيفهم من الناحية النظرية، و يقوم أيضا برنامج عمله على إيجاد زيارات تثقيفية (عبر برنامج اعرف بلدك) تعمل على وقوف الشباب على تاريخ بلادهم الحضارية أثناء زياراتهم الميدانية على جغرافية الوطن ومكانته التاريخية، وهذا ما يعمد بيانه جواز السفر الشبابي الخاص بالفئة العمرية التي تتراوح ما بين 18 الى 30 عام، وبهذا يكون كل مواطن اجتاز هذه الفئة العمرية قد استطاع في المحصلة من الحصول على برنامج حول المواطنة كما قام بزيارة كل المحافظات عبر زيارات ميدانية يتم بيان برنامجها العام بشكل دوري.
فكرة جواز السفر الشبابي وهى فكره معمول فيها في المغرب ضمن برنامج المواطنة فى منهجية العمل، تعتبر فكره رائده وبرنامج عمل يمكن تنفيذه سيما وان الاردن يمتلك البنية التحتية اللازمة لهذا المشروع عبر برنامج "بيت الشباب" المنتشرة تقريبا فى كل المحافظات لكنه بحاجة إلى برنامج عمل يؤطر منهجية عمل هذا المشروع، بحيث يحوي المشروع على فكرة تنموية وأخرى تثقيفية تعمل على تجذير مفهوم المواطنة بهدف إغناء روح الولاء و تجذير مفهوم الانتماء الوطني عبر برنامج عمل يحتوى على جغرافية المكان، وهو برنامج عمل من المهم أن يكون حاضر ضمن عمل مؤسسي يقدم جملة بيان لتأصيل هذه العناوين في إطار الحاضنة الوطنية التي تقوم عليها منهجية المواطنة.
وعندما استمعت من الوزير المغربي أثناء زيارتي لمراكش لحضور مؤتمر الشباب الإسلامي على اعتبار التجربة المغربية نموذج قريب من الأردن، فلقد وجدت ان هذا المشروع قادر على النهوض بالعمل الشبابي (الطوعي والجماعي) ونقله الى وثبة مركزية لا سيما وأن برنامج العمل لهذا المشروع تقوم فكرته على الزيارات التوعوية لكل المحافظات، كما أن مشروعه يحتوى على فكرة إعادة تأهيل الشباب ليكونوا متواجدين حسب مقتضيات سوق العمل، وهذا ما يعتبر ركيزة أساسية تسهم في انخراط الجميع مع رسالة البناء الوطني.
أن البرنامج الذي يقوم على شراكة حقيقية بين القطاع الخاص وقطاع الشباب يعتبر من البرامج المفيده ليس فقط على الصعيد الوطنى وان كان يحمل السمة الأساس لكن أيضا على مستوى اعادة تأهيل الجسم الشبابي ليكون حاضرا في سوق العمل تدعيما لفكرة الاقتصاد الإنتاجي التي تأتي ضمن برنامج عمل تحفيزي مع القطاع الخاص وذلك ضمن أصول ضرائبية تحفيزية تقوم على هضم الفئات الشبابية في سوق العمل، ليس فقط على المستوى القطاعات المهنية ولكن أيضا على مستوى القطاعات الجغرافية تشمل كل المحافظات، حتى يتم استثمار القطاعات الشبابية فى رساله البناء الوطني لتشمل الكل الجغرافي، الأمر الذي من شأنه عدم حصر الاطار التنموي في إطار المدن الكبرى، وهو ما يساهم ايضا باعادة ترتيب بناء قوام الحركة السكانية في إطار برنامج العمل الشبابي الذي يقوم على فكرة جواز السفر الشبابي.
ان الاردن الذي يمتلك كل مقومات البنية لتشكيل نموذج شبابي ريادي يرسخ مفهوم المواطنة من جهة ويساعد على وضع إطار بناء يسهم في التخفيف من نسبة البطالة بين الشباب من جهة أخرى، لتعمل هذه المنهجية على الاستفادة من الحالة الفكرية التي يقف عليها الشباب الاردني المتعلم والمثقف والمبدع في اختلاق الأفكار لإعادة توظيفها في إطار المناخ الوطني الجامع سيما وأن قطاع الشباب يتمتع بأجواء بناءه فى ظل القيادة الملهمة التي يقودها أمير الشباب ولي العهد الحسين بن عبدالله، إذا ما توشح جواز السفر الشبابي بتوقيع أمير الشباب عليه لضمانة حسن التنفيذ باعتبار توشيح سموه إرادة وريادة وضمانه لتقديم برنامج عمل قويم ومنهجي بهذه الإطار يحمل عنوان جواز السفر الشبابي.