منتدى الاستراتيجيات يوصي بحماية تمويل القطاع التعليمي

نبض البلد -
نبض البلد -أوصى منتدى الاستراتيجيات الأردني، بضرورة الأخذ بعين الاعتبار أي عواقب طويلة المدى على القطاع التعليمي في الأردن، ويتوجب ذلك حماية تمويل القطاع التعليمي من خلال تعزيز تعبئة الإيرادات المحلية، والحفاظ على نصيب الإنفاق على التعليم كأولوية قصوى.
كما أوصى المنتدى في ورقة ملخص السياسات التي أصدرها بعنوان "حالة التعليم في ظل جائحة كورونا وما بعدها"، اليوم الأحد، بمعالجة أي قصور في الإنفاق على التعليم، بالإضافة إلى السعي بنشاط للحصول على أي مساعدة أجنبية للتعليم.
ودعا المنتدى بالورقة التي أظهرت الأسباب التي قد تجعل جائحة كورونا أكثر خطورة في تداعياتها على القطاع التعليمي في الأردن مقارنة ببعض الدول الأخرى، الحكومة بالتركيز على الإنصاف والشمول، وتعزيز القدرات لإدارة المخاطر، وضمان القيادة القوية والتنسيق، وتعزيز آليات التشاور والتواصل بهدف بناء نظام تعليمي مرن.
وبينت أنه على الحكومة معالجة خسائر التعلم ومنع التسرب، لاسيما بين المحرومين، ودعم مهنة التدريس واستعداد المعلمين، وتوسيع تعريف الحق في التعليم ليشمل الاتصال، وإزالة الحواجز أمام الاتصال، وتعزيز البيانات ومراقبة التعلم، وتعزيز التعبير والمرونة عبر مستويات وأنواع التعليم والتدريب.
وأشارت الى أن إغلاق المدارس والتعلم عن بُعد "إلكترونياً" من الممكن ان ينجم عنه تداعيات تتعلق بكفاءة وجودة التعليم، حيث قد ينتج عن هذا التحول في التجربة التعليمية قضاء الطلاب وقتاً أقل في التعلم ما سيؤدي إلى عدم الالتحاق بالدراسة والتغيب عنها وزيادة معدلات التسرب، كما أن التباعد الجسدي الذي أدى إلى زيادة العزلة المجتمعية قد يتسبب في زيادة حالات الاكتئاب والتوتر وعدم القدرة على التكيف مع هذه الحالة سينعكس سلباً على المستوى التعليمي للطلاب.
وبينت الورقة أن التعليم المعتاد "الوجاهي" يوفر فرصة للطلاب بالتفاعل مع زملائهم في الصف الدراسي، إلا أن التعليم عن بُعد "إلكترونياً" سيؤدي إلى انعدام وجود البيئة الدراسية التفاعلية، إضافة إلى فقدان الحافز التعليمي وانخفاض روح المنافسة بين الطلاب، إضافة إلى أن الأنشطة الصفية تساعد الطلاب على اكتساب المهارات الاجتماعية والقيم التربوية وتعزيز الثقة بالنفس، كما تساهم في تنمية روح التعاون بين الطلاب ضمن مجموعات، ما سيعزز في تحسين أداء الطلاب.
وأشارت الورقة الى أن أداء الطلبة الأردنيين كان أقل بشكل كبير من المعدل العالمي وفقاً لبرنامج تقييم الطلاب الدوليين (PISA 2018)، حيث يلاحظ الفرق وبشكل واضح بين معدلات الطلبة الأردنيين مقارنة بالطلبة من الدول التي تحتل مراتب متقدمة في النتائج المتحققة.
وفيما يتعلق بالخلفية الاجتماعية والاقتصادية بالنسبة للمدارس، فإن المدارس في الحد الأدنى من الدرجات كانت تعاني تدني سوية مرافق البنية التحتية بنسبة 6ر76 بالمئة، نقص في المواد التعليمية 1ر62 بالمئة، ونقص في الكادر المساعد 6ر58 بالمئة، ونقص في الكادر التعليمي 8ر46 بالمئة، وعلى الرغم من أن هذه النسب تعد أقل في المدارس ذات الحد الأعلى وتتحسن تلك المؤشرات في القطاع الخاص. كما يعيق تعليم الطلبة في المدارس الرسمية (الحكومية) نقص البنية التحتية للمدارس بنسبة 3ر59 بالمئة، ونقص المواد التعليمية 7ر54 بالمئة، ونقص الكادر المساعد 49 بالمئة، ونقص الكادر التعليمي 9ر45 بالمئة، في حين أن هذه النسب منخفضة في المدارس الخاصة، إلا أن النسب لا تزال مرتفعة أيضاً.
وفي هذا السياق، أشارت الورقة إلى أن أداء الطلبة الأردنيين متواضعًا قبل تصاعد جائحة كورونا، كما يشكل عدم كفاية الكادر التعليمي والمواد التعليمية والكادر المساعد والبنية التحتية للمدارس عائقاً لنسبة كبيرة من الطلبة الأردنيين "وفقاً لمبادئهم"، كما أن نقاط الضعف هذه تظهر بشكل أكبر في المدارس العامة وفي المدارس التي تنتمي إلى الحد الأدنى من حيث الخلفية الاجتماعية والاقتصادية.
--(بترا)