الذكرى 18 للبترا... بلا احتفال، بلا إنقاذ

نبض البلد -

حسين هلالات 

يُصادف يوم غد، السابع من تموز، الذكرى الثامنة عشرة لتتويج مدينة البترا كإحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة، حينها تصدرت العناوين ورفرفت راية الأردن في المحافل الدولية، ووقف العالم إعجابًا بهذا الإرث الإنساني النادر.
أما اليوم، فنقف في هذه الذكرى صامتين، ولكن ليس راضين... البترا، المدينة الوردية، خالية. حزينة. تنزف بصمت.

هذا الواقع لم يأ ِت من فراغ، بل نتيجة تراكمات سوء إدارة للأزمات، وغياب آليات الحماية التي طالما طالبنا بها. لقد واجهت البترا تحديات كثيرة سابقًا، لكنها اليوم تواجه أسوأ نكسة سياحية في تاريخها الحديث، في ظل حرب إقليمية مشتعلة وتراجع عالمي في الحركة السياحية.

لكننا نسأل بوضوح:
لماذا لم تتعلّم الحكومة من الأزمات السابقة؟ ولماذا لم تُحصّن قطاعًا بمثل هذا الحجم والأهمية؟
في الوقت الذي تم فيه تخصيص وتفعيل صناديق مخاطر لقطاعات الزراعة والصناعة، ظل القطاع السياحي مكشوفًا،مهّمًشا،بلا درع ولا دعم.
نُطالب، وبصوت واضح ومباشر، الحكومة الأردنية ممثلة برئاسة الوزراء ووزارة السياحة ووزارة التخطيط، بما يلي:
1. إنشاء صندوق مخاطر للقطاع السياحي، يُفعل فو ًرا عند الأزمات، كما هو الحال في القطاعات الأخرى.
2.تقديم إعفاءات ضريبية ورسوم ترخيص مؤقتة للمرافق والمنشآت السياحية المتضررة في البترا وسواها.
3. صرف دعم مباشر للعاملين والمهن السياحية المتوقفة، أسوة بما تم في قطاعات أخرى.
4. إطلاق حملة ترويجية دولية لإنعاش السياحة في الجنوب، بشراكة مع القطاع الخاص.
5. الشفافية في عرض الأرقام، والتمييز بين "الزائر" و"السائح"، وبين الحركة العامة والأثر الاقتصادي الفعلي.
نحن لا نناشد فقط، بل نحاسب.
البترا ليست مجرد موقع أثري، بل ركيزة وطنية واقتصادية وثقافية.
وانهيارها ليس خسارة لمحافظة معان فحسب، بل خسارة لأردن بأكمله.
آن الأوان أن تتوقف الحكومة عن التعامل مع السياحة كترف، وتبدأ بالتعامل معها كأولوية استراتيجية.