عام على الحكومة.. الفريق الاقتصادي

نبض البلد -

بهدوء

 

عمر كلاب

 

لا المهمة سهلة, ولا التركة كذلك, هذا استهلال لقراءة فريق اقتصادي جديد, دخل المعترك قبل عام, صحيح ان جلّه سبق له العمل الوزاري, لكن الادارة والقيادة الرئيسة مختلفة تماما, مع رئيس حكومة اقتصادي بالدرجة الاولى مع لمسة سياسية, فهو اشرف على الرؤية الاقتصادية, حد وصفها رئيس سابق بأنها " رؤية جعفر " اي انه يعرف خباياها ودهاليزها, وطرائق تنفيذها, مما يعني ايضا, ان فريقه الاقتصادي, مؤهل لتنفيذها ووضعها على السكة التنفيذية, وهذا ما فعله الرئيس وفريقه, قبل ايام قليلة, اعني الخطة التنفيذية الثانية.

 

منذ اليوم الاول لعمل الفريق, اشتبك مع قرارات سابقة طازجة وبائتة, كان اولها قرار الرسوم على السيارات الكهربائية التي اربكت هذا السوق الواعد, وافقدته سمته وتنافسيته المرجوة, وسرعان ما تم تهداة السوق, قبل ان يتم تثبيت رؤيته بوضوح كما قال احد ابرز المستثمرين في قطاع السيارات, الذي وصف القرار النهائي للحكومة بوضع تعرفة واضحة, بانه الافضل, ويحتاج فقط الى لمسة صغيرة, ليشمل بعدالته رقم بسيط من السيارات المستوردة قبل القرار, والتي تنتظر شمولها وهو رقم بسيط.

 

صحيح ان قرارات حكومية سابقة, اثقلت كاهل الفريق في بداية عمله, وجعلته ينشغل في حل قضايا تنفيذية واجرائية, لكنها كانت كافية لمنح هذا الفريق انطباع ايجابي من قطاعات استثمارية , رأت ان الفريق جاهز للتفكير المشترك مع القطاع الخاص, وجاهز لمفهوم الشراكة الفعلي, وليس اللفظي, او الشراكة الجائرة التي تقول, شاركني بعد القرار وليس اثناء اقراره, فكان الوقت المهدور على الفكفكة وانتاج الحلول, ايجابيا للفريق وللحكومة بشكل عام, بمعنى منحها منسوب صدقية كانت تحتاجه.

 

ما تلى من قرارات تحفيزية, اكدت ان الفريق الاقتصادي يعمل على اليومي والتفصيلي, رغم ارهاقه وتشعبه, لكنه لا يُغفل الاستراتيجي او طويل المدى من الاستثمار, واظن ان هذا هو الرهان في العام التالي, بعد ان استكمل الفريق ملفات الخطة التنفيذية الثانية, التي تتطلب تشكيل فرق مراجعة من خبراء , بعد ان تم وضعها من مجموعات العمل في الخيمة الرئاسية, وتلك الخطوة بالغة الاهمية, فلا يجوز ان يكون المزود هو الفلتر او المنقح, حتى يدخل التنفيذي مسلحا بجملة من الاراء والمعارف, وحتى لا نضطر الى مراجعة سريعة, ستاخذ شكل التراجع لا المراجعة.

 

يبقى ان نقول ان الانسجام بين الفريق الاقتصادي حاضر, ربما لان رئيس الفريق منهجي وهادئ, ولا يتشبث برأيه, ولا يعتقد انه ختم العم, كذلك هو منتج وطني, وعمل في اكثر من موقع رسمي وخاص, وفي بنيته الشخصية دافئ ومن ابناء الطبقة الوسطى, اي قريب من البسطاء وعلى معرفة بالاغنياء, وهذا ما نحتاجه, بعد ان اثقل علينا ابناء الثراء او ابناء الاغتراب بالقرارات الجائرة, وباقي الفريق لا يختلف في انتمائاته الطبقية عن رئيس الفريق, فوزير الصناعة والتجارة ما زال على مقربة من عجلون وثمارها ووزير المالية يعرف اسواق سوف بأكثر مما يعرف اسواق الرفاه.

 

عام مضى, يمكن تفسير نتائجه الاولية بالانشغال في تشذيب الحقل والانشغال نسبيا باليومي والاجرائي, وقد حقق نسبة نمو مقبولة ومعقولة في هكذا ظرف اقليمي, لكن القادم يجب ان يكون افضل بكثير.

 

omarkallab@yahoo.com