عين على القدس يسلط الضوء على محاولات الاحتلال تدمير القصور الأموية بالقدس
نبض البلد - سلط برنامج عين على القدس، الذي عرضه التلفزيون الأردني أمس الاثنين، الضوء على محاولات الاحتلال الإسرائيلي تدمير القصور الأموية ومحيط المسجد الأقصى المبارك لتزوير التاريخ الحقيقي لها.
ووفقًا لتقرير البرنامج المعدّ في القدس، فإنه في الوقت الذي تتصاعد فيه هجمات المتطرفين اليهود على المسجد الأقصى المبارك تحت حماية شرطة الاحتلال، تقوم سلطات الاحتلال بإجراء حفريات وتخريب في محيطه، وخاصة في منطقة القصور الأموية جنوب المصلى القبلي، حيث تقوم بعمليات تدمير وإزالة للآثار التاريخية للقصور الأموية، وذلك بالتزامن مع أعمال التجريف المستمرة جنوبي المسجد الأقصى المبارك.
وأشار التقرير إلى أن هذه الاعتداءات الجسيمة على أسوار المسجد تأتي بالتزامن مع استمرار قيام الاحتلال الإسرائيلي بالحفريات وشقّ الأنفاق المتشعّبة أسفل بلدة سلوان الملاصقة للمسجد الأقصى، ما أدّى إلى تشقق جدران العشرات من منازل الفلسطينيين في البلدة، وصولًا إلى تهديد أساسات المسجد الأقصى.
وشدد التقرير على أن هذه الحفريات والتخريب المقصود الهادف إلى محو الآثار الإسلامية في المنطقة لم يكن الأول، ما يؤكد أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية مصممة على تغيير الواقع الأثري والحضاري للقدس عامة، وللمسجد الأقصى المبارك على وجه الخصوص.
وأكد الباحث في شؤون القدس، فخري أبو دياب، أن هنالك 26 حفرية تجري الآن من منطقة سلوان باتجاه المنطقة الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك، محذرًا من أن هذا يعني أن الاحتلال بدأ بتفريغ أساسات المسجد، وأن جزءًا كبيرًا من أساسات المسجد الجنوبية والجنوبية الغربية وأساسات منازل بلدة سلوان أصبحت معلقة في الهواء.
وقال رئيس قسم الآثار في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، علي وزوز، إن منطقة القصور الأموية تشهد اليوم "تشويهًا ممنهجًا" من قبل سلطات الاحتلال، يهدف لطمس هويتها الإسلامية من خلال تغيير واضح للسياسة المتبعة سابقًا، حيث إن المتعارف عليه أثريًا أن الأبنية ذات الأساسات الواضحة والمتينة يتم الإبقاء عليها بحسب قاعدة "الحفاظ على تعدد الطبقات في الأماكن الأثرية، مشيرًا إلى أن ما تقوم به سلطات الاحتلال حاليًا هو إزالة جدران أحد القصور الأموية وأساساتها الضخمة وتكسير حجارتها ورميها خارج المكان.
وأضاف أن سلطات الاحتلال تقوم أيضًا بإزالة طبقات أحد الجدران الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك والعمل على تشعيب الأنفاق وتقريبها بشكل أكبر نحو المسجد الأقصى، دون السماح لأي لجنة دولية كاليونسكو وغيرها بالاطلاع على هذه الحفريات، وبالتزامن مع منع وعرقلة الأوقاف الإسلامية من أداء عملها في المسجد الأقصى بحجة "الحفاظ على الأماكن الأثرية".
من جهته، قال مدير مركز دراسات القدس في جامعة الأقصى، الدكتور يوسف النتشة، إن الحفريات بدأت في المسجد الأقصى منذ احتلال القدس عام 1967 ولم تنقطع حتى يومنا هذا، لأن علم الآثار في دولة الاحتلال لم يعد علمًا، وإنما موضوع سياسي بامتياز، مشيرًا إلى قيام الاحتلال بتوزيع الأدوار بين المستوطنين والعاملين وباقي مؤسسات الاحتلال من اجل الاستحواذ على الأقصى، وبشكل واضح للجميع.
وأوضح النتشة أن هذه الأعمال مختلف عليها أكاديميًا وقانونيًا، باعتبارها مخالفة للقانون الدولي، نظرًا لأن هنالك تناقضًا واضحًا بين ما يبحث عنه اليهود من اساطير وبين ما كشفته الحفريات منذ عام 1967، لافتًا إلى أنه بالرغم من ذلك فإن المتعصبين اليهود يصرون على استمرار هذه الحفريات.
وأشار الدكتور النتشة إلى أن الاحتلال يقوم دائمًا بإنشاء مشاريع كثيرة في مدينة القدس بذرائع ثقافية وحضارية وخدمية وسياحية واقتصادية وغيرها، ولكنه هدفه الأساسي من هذه المشاريع هو إجراء "تغييرات مشهدية" في القدس بشكل عام، والبلدة القديمة والمسجد الأقصى بشكل خاص، من أجل تغيير الواقع الحضاري والمعماري لبلدة القدس، الذي ورثته بشكل طبيعي لعدة قرون، ويظهر فيه الطابع العربي والإسلامي بوضوح.