واقع السياحة.. تحديات تتعلق بالتسويق والتكاليف والترويج

نبض البلد -

 

الطاهات: برامج تسويقية مخصصة للأردنيين لتعزيز السياحة الداخلية

ريال: السياحة الأردنية لم تحقق النتائج المرجوة في السنوات الأخيرة

 

الأنباط – محمد شاهين

 

ناقشت حلقة برنامج "وصل صوتك" على شاشة الأنباط واقع السياحة الأردنية داخليًا وخارجيًا، واستضافت الحلقة الخبيرين السياحيين الدكتور رافع الطاهات، ونبيه ريال، لتقديم قراءة شاملة حول تحديات القطاع والحلول الممكنة.

واستعرض الخبيران التحديات التي تواجه القطاع السياحي، كما طرحا بعض الحلول والتوصيات لتعزيز السياحة الأردنية، ومنها إعادة النظر في سياسات التسويق السياحي واعتماد أدوات رقمية مبتكرة بالاضافة الى وضع برامج أسعار تشجيعية للسياحة الداخلية للأردنيين وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لضمان تنفيذ المشاريع السياحية بفعالية وتدخل دبلوماسي عاجل لتعديل التصنيف الأمني الدولي للأردن وإزالة القيود على السفر واخيرا استغلال المؤثرين العالميين والمناسبات الفنية والرياضية الكبرى للترويج للمملكة عالميًا.

 

السياحة الوافدة: أثر الأحداث الإقليمية وضعف التسويق

وأوضح الدكتور رافع الطاهات أن السياحة الأردنية تعرضت لتأثيرات مباشرة من الأحداث الإقليمية مثل الحرب على غزة، إلى جانب آثار جائحة كورونا السابقة، ما أدى إلى توقف الطيران منخفض التكاليف مع أسواق رئيسية مثل إيطاليا وفرنسا وأمريكا، وهي أسواق تقليدية للسياح الوافدين إلى الأردن.

وأشار الطاهات إلى أن البنية التحتية السياحية الأردنية متوافرة، بما يشمل الفنادق والمطاعم وأدلاء سياحيين ونقل منظم، إلا أن "ضعف التسويق كان سببًا رئيسيًا في تراجع السياحة الوافدة"، داعيًا إلى اعتماد أساليب تسويقية رقمية حديثة تتماشى مع تطورات الذكاء الاصطناعي والتسويق الرقمي العالمي.

وأكد أن الأردن يمتلك إمكانات سياحية كبيرة ومتنوعة، من البحر الميت إلى البترا ووادي رم والعقبة، مشددًا على ضرورة إعادة هيكلة برامج السياحة الداخلية لتكون جذابة للأردنيين كبديل عملي عن السفر للخارج، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف التشغيل والطاقة في الفنادق المحلية مقارنة بدول مجاورة مثل مصر وتركيا.

 

السياحة الداخلية: التحديات والحلول

أشار الطاهات إلى أن السياحة الداخلية تواجه تحديات تتعلق بالتكلفة العالية للغرف الفندقية والخدمات، بسبب استهلاك الطاقة والعمليات التشغيلية المكلفة. وأوضح أن العديد من الفنادق تبقى خالية أيامًا عدة في منتصف الأسبوع، ما ينعكس سلبًا على الإيرادات والاستدامة المالية للمستثمرين.

وشدد على أن الحل يكمن في برامج تسويقية وتشجيعية مخصصة للأردنيين، تشمل رحلات منظمة، جولات سياحية، عروض أسعار مدروسة، وأنشطة ترفيهية مسائية. كما لفت إلى أهمية إشراك جميع المعنيين من القطاع العام والخاص في هذه البرامج، مع ضرورة تفعيل المؤتمرات والفعاليات السياحية القادمة لإنتاج حلول عملية.

 

السياحة الصادرة والدبلوماسية السياحية

قال الطاهات إن الأردن بحاجة إلى دعم دبلوماسي لتعديل التصنيف الأمني السلبي الذي وضعه بعض الدول، مؤكدًا أن استمرار "الخط الأحمر" على الأردن يضر بالقطاع السياحي، رغم استقرار المملكة وأمنها. واعتبر أن تدخل وزارة الخارجية والسفراء ضروري لنقل صورة إيجابية عن الأردن للعالم، وزيادة تدفق السياح الوافدين.

 

ريال: شراكة القطاع العام والخاص أساسية

من جانبه، أكد الخبير نبيه ريال أن السياحة الأردنية لم تحقق النتائج المرجوة في السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن الأرقام لعام 2025 "مفزعة"، ومتوقعًا أن يكون عام 2026 أكثر صعوبة، بسبب ضعف الطلب على الأردن مقارنة بدول مجاورة مثل مصر وتركيا.

وأشار ريال إلى أن السبب الأساسي يعود إلى "عدم الوصول للمستهلك النهائي"، وإلى قصور التسويق التقليدي وغياب المبادرات مع المؤثرين العالميين، إضافة إلى التأخير في اتخاذ إجراءات لتحسين صورة الأردن السياحية دوليًا.

وشدد على أهمية الشراكة الحقيقية بين القطاع العام والخاص، حيث يملك القطاع الخاص الخبرة والإمكانيات اللازمة لتسويق الأردن عالميًا، بينما يمكن للقطاع العام توفير الدعم القانوني والمالي والسياسي لضمان نجاح المبادرات. وأوضح أن الوزارة الجديدة أبدت تجاوبًا أكبر مع القطاع الخاص، ما يعزز التفاؤل بإعادة ترتيب الأولويات السياحية وتنشيط القطاع.