ميناس بني ياسين
بينما يترقّب عشّاق الكرة الآسيوية مواجهات ملحق التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، تعيش جماهير الأردن لحظة راحة وفخر بتأهل "النشامى" التاريخي المباشر إلى المونديال لأول مرة دون الحاجة لخوض الملحق، وهو إنجاز طال انتظاره ويمنح كرة القدم الأردنية دفعة معنوية هائلة.
في المقابل يراهن المنتخب القطري على عاملي الأرض والجمهور عندما يستضيف مجموعته ضمن الملحق الآسيوي بنظام التجمع في الدوحة، سعيًا لحجز مقعده في النهائيات العالمية للمرة الثانية على التوالي، لكن هذه المرة عبر التصفيات وليس كبلد مضيف كما في نسخة 2022.
وأوقعت القرعة "العنابي" في المجموعة الأولى التي توصف بأنها "خليجية مصغرة"، إذ تضم إلى جانبه كلًا من الإمارات وعُمان، بينما جاءت المجموعة الثانية قوية أيضًا بوجود السعودية والعراق وإندونيسيا. ويخوض كل منتخب مباراتين فقط، ويتأهل المتصدر من كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم.
واختيار الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" منح قطر والسعودية حق استضافة المجموعتين بنظام التجمع خلال الفترة من 8 إلى 14 أكتوبر المقبل، وهي ميزة تمنح "العنابي" أفضلية نسبية، خاصة مع التجارب الإيجابية له على أرضه، وفق ما أكده لاعب المنتخب القطري السابق عبد العزيز حسن، الذي أشار إلى أن "الخصوصية الخليجية" تمنح المباريات طابعًا خاصًا لا يمكن التنبؤ بنتائجه.
وقال حسن: "رغم تعثر البدايات في الدور الثالث، إلا أن المنتخب نجح في إنقاذ الموقف والوصول إلى الملحق، لكن المهمة لن تكون سهلة، وتتطلب استحضار الروح التي رافقتنا في تتويجي كأس آسيا 2019 و2023".
أما برمجة المباريات فبدت في صالح قطر: إذ يبدأ المنتخب مواجهاته بلقاء عُمان يوم 8 أكتوبر، ثم يواجه الإمارات في 14 منه، بينما تلتقي الإمارات وعمان يوم 11، ما يمنح "العنابي" فرصة مراقبة أداء منافسيه.
من جانبه قال المدرب السابق للمنتخب القطري ونادي السد وسام رزق إن "نظام التجمع على أرضنا ومع جماهيرنا يمثل أفضلية واضحة، خصوصًا أن العنابي يظهر بمستوى أقوى في هذه الظروف"، مضيفًا أن "المفتاح سيكون في التركيز والانضباط الذهني، إذ إن الفوارق الفنية بين المنتخبات الخليجية ضئيلة".
المنتخب القطري يعوّل الآن على المدرب الإسباني جولين لوبيتيغي، الذي تولّى المهمة قبل جولتين فقط من نهاية الدور الثالث، فحقق فوزًا على إيران بهدف نظيف قبل أن يخسر بثلاثية أمام أوزبكستان ورغم ضيق الوقت، بدأ يظهر بصمته، ويملك حاليًا وقتًا كافيًا لإعادة ترتيب الأوراق، وسط آمال بأن يُعيد التوازن للمنتخب الذي تأرجح أداؤه في الفترة الماضية تحت قيادة ماركيز لوبيز ولويس غارسيا.
ويواصل "العنابي" استعداداته في معسكر تدريبي في النمسا حتى 27 يوليو، يتخلله مباراتان وديتان أمام ميتاليست الأوكراني وأودينيزي الإيطالي، في محاولة للوصول إلى أفضل فورمة ممكنة قبل ملحق أكتوبر.
وبحسب نظام الملحق يتأهل أول كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم، فيما يخوض صاحبا المركز الثاني مباراتين فاصلتين في نوفمبر 2025، والفائز منهما يخوض الملحق العالمي.
أما منتخب النشامى فقد أكمل مشواره في الدور الثالث بنجاح باهر، وتجاوز كافة العقبات ليحجز مقعده المباشر بين كبار آسيا، وهو ما يفتح صفحة جديدة من الإنجازات لكرة القدم الأردنية، التي ستظهر للمرة الثانية في تاريخها في المونديال، لكن لأول مرة دون الحاجة لملحق أو حسابات معقدة.