ضحكات الطلبة تُزيح توتر التوجيهي… من “تاريخ الأردن” إلى مستقبلهم

نبض البلد -

ولاء فخري العطابي

انتهى ماراثون التوجيهي، وانطلقت الضحكات في كل مكان، كأنَّ الأردن بأكمله تحرر من قيد طويل، آخر ورقة امتحان كانت في "تاريخ الأردن”، لكنها لم تكن مجرّد نهاية لمبحث، بل نهاية لمرحلة وطنية ثقيلة عاشها الجميع: الطلبة، الأهالي، المعلمون وحتى الشارع العام.

لا مبالغة في القول إن امتحانات الثانوية العامة في الأردن تُعدّ حدثًا وطنيًا بامتياز، فهي ليست تجربة دراسية فقط، بل محطة يعيشها المجتمع كله بشعور جماعي، وكل سنة، يتكرّر المشهد؛ لكنه لا يفقد معناه فالقلق واحد، والدعوات ذاتها، والتمنيات تتشابه، لأن خلف كل ورقة امتحان هناك مستقبل يُبنى وحلم ينتظر أن يُفتح له الطريق.

اليوم، ومع انتهاء امتحان التاريخ، انتشر الفرح كأنّه كان محجوزًا خلف بوابات المدارس، خرج الطلبة يحملون ابتساماتهم لا أوراقهم، واحتفل الأهالي بما يشبه الخلاص من موسمٍ طويل من التوتر والانتظار، أما الشوارع، فامتلأت بمشاهد مُبهجة من الزغاريد، والضحكات، والعناق، وتصوير لا ينتهي، وكأن الجميع أراد أن يحتفظ بهذه اللحظة للأبد.

المميز هذا العام أن الفرح لم يكن باهتًا، بل عميقًا، فالضحكات صادقة تُعبر عن طلاب عبروا واحدة من أكثر التجارب صعوبة في حياتهم، وخرجوا منها أقوى، وربما أكثر وعيًا بما ينتظرهم، ومع أن التوجيهي ليس مقياسًا كاملاً لقدرات الإنسان، إلا أنه يبقى علامة فارقة في رحلته، وبوابة ضرورية لعبور المرحلة التالية.

وقد بدا اختيار "تاريخ الأردن” ليكون خاتمة الامتحانات، وكأنه ترتيب رمزي ذكي، فكل طالب اليوم يطوي كتابًا عن ماضي وطنه، ويبدأ بكتابة أول سطر في مستقبله.

نعم فاليوم، تتوقف أقلام الطلبة، لكن لا تتوقف أحلامهم؛ بعد آخر امتحان، تفتح دفاتر الأحلام بانتظار النتائج. كل طالب الآن في مرحلة مختلفة من التأمل والتخطيط، كل واحد منهم يتجه ببصره نحو الغد، ليبدأ رحلته الخاصة.

وهكذا، يُغلق التوجيهي صفحته، وتبدأ صفحة جديدة عنوانها: من هنا تبدأ الحياة، فرصة جديدة لكتابة الذات، واكتشاف القدرات، وتحديد الاتجاه.

هنيئًا للطلبة… وهنيئًا لوطنٍ آمن بأبنائه، وشاركهم فرحتهم.