الاردن لا ينتظر تحية ولكن لا يقبل بعضة حية ايضا

نبض البلد -
بدعم ملكي واسناد من الاجهزة السيادية والاردنيين

الهيئة الخيرية الهاشمية ونجاح فصل المساعدات عن المفاوضات

الاردن لا ينتظر تحية ولكن لا يقبل بعضة حية ايضا

المحاريق يخشى على سياسيي حماس من الانفجار من ثقل الاوزان

الانباط_ عمر كلاب  

نجح الاردن عبر ذراعه الخيري, في تحقيق اختراق نوعي, لكسر الحصار على غزة, الذي استمر لشهور طويلة, فقد نجحت الهيئة الخيرية الهاشمية, في تنفيذ هذا الاختراق بمهارة فائقة, وبإسناد نوعي من اجهزة الدولة السيادية, التي نفذت الامر الملكي, بمهنية واحترافية, كما وصفتها مواقع اعلامية عالمية وعربية, ولعل الكاتب السياسي فهد الخيطان اختصر هذا النجاح بوصفة سياسية, حول فك الارتباط بين المساعدات والمفاوضات, في مقاله المنشور في صحيفة الغد أمس.

فصل المساعدات عن المفاوضات, خطوة وازنة لاستدامة الحياة في غزة, وتدعيم صمود الغزيين على ارضهم, فهي ليست وصفة خيرية فقط, بل وصفة بمضمون سياسي عميق, تُحقق هذه الوصفة, نجاحاتها الدولية, وتكسر طغيان التجويع والترحيل, التي انتهجتها ادارة اليمين الصهيوني, حققت فيه الهيئة الهاشمية  للإغاثة اختراقات محسوبة ومصورة وموثقة للحصار الاقتصادي الاسرائيلي ولحرب التجويع, على حد وصف تقرير في موقع رأي اليوم العربي.

هذه الاختراقة, نجحت بفضل دور ديبلوماسي مضني من الملك عبد الله الثاني, الذي نجح في توفير القابلية العالمية لهذه الاختراقة, ولم يعد المجتمع الدولي مستعدا, لمزيد من التنكيل بالغزيين أكثر, فليس قليلا ما أقدمت عليه فرنسا من اعتراف بالدولة الفلسطينية، وقد نشهد في وقت قريب دولا تسير على نفس الطريق, كما يقول الكاتب السياسي فهد الخيطان.

هذه الاختراقة, لم تعجب بالقطع الفريق الممسك على حكومة اليمين الصهيوني, لانها تكشف حجم دمويته, ولم تعجب ايضا قيادة حركة حماس, التي تعيش في عواصم الثراء والرفاه, التي سارعت الى التقليل من جهد الهيئة الخيرية ومساعداتها الانسانية, ووصفتها بأوصاف تنم عن جهالة سياسية مفرطة, بحيث لم تقرأ مخاطر الفصل, على المشروع اليميني المتطرف في دولة الكيان, ويبدو انها تُضعف رهانات الساسة في الخارج الغزي, مما دفع كاتبا مثقفا مثل سامح المحاريق, الى تذكير قيادات الحركة في عواصم الثراء, بارتفاع اوزانهم حد الخشية من الانفجار, من ثقل الاوزان.

صحيح ان الاردن لا ينتظر شكرا من احد على جهده القومي والانساني, حيال الغزيين, لكن ذلك لا ينسحب على احساس بالمرارة لدى الشارع الشعبي وهو ما يختزله المحاريق بقوله "الهجوم على الأردن لن يؤثر على المعنويات ولكنه يحزّ في النفس والأردنيون اعتادوا على ذلك تاريخيا منذ الخمسينيات والستينيات.. وهناك من يحاول القفز على أكتاف القضية الفلسطينية", في اشارة واضحة الى من يتقصد الاساءة او التقليل للجهد الاردني.

تفاصيل كثيرة, غائبة عن المتلقي العربي, وفضائيات السوء والنميمة, حول الدور الذي تقوم به الهيئة الخيرية الاردنية الهاشمية, ولا يخلو ذلك من قصدية, فالعمل المؤثر وخلفياته العميقة, تضع كثيرين في خانة الشك وباقلها في خانة عدم الفهم, لمفهوم قوة الاخلاق, التي اعتمدها الملك عبد الله الثاني, كسياسة خارجية متسقة ومتكاملة, وتنفذها بمهارة اذرعه الديبلوماسية والخيرية, دون انتظار تحية من احد, ولكن على الاقل دون عضة حية من أحد ايضا.