سؤال عالسريع لمن يهاجمون نقابة الصحفيين، وإلى كل من يتوهم أن بضع كلمات ركيكة نشرها هنا وهناك، أو منصبا إداريا، أو مقعدا شاغرا على طاولة حوار تلفزيوني، تجعل منه صحفيا يستحق هذا اللقب المهني العظيم،،!!!!
صديقي أجبني،،،
من الذي أقنعك أن النشر الفيسبوكي اليومي، أو كتابة مقال في وسيلة يديرها صديقك، أو الظهور في برنامج تلفزيوني بوساطة او بهاتف من متنفذ حجز لك مقعد، هو ممارسة للصحافة،،؟!
من ضللك لتعتقد أن نشر مقالك في موقع بلا تدقيق مهني، أو إدارة صفحة فيسبوكية، يمنحك شرعية الانتماء لهذه المهنة،،،؟!
من الذي أقنعك أن امتلاك رأي أو منب يعادل ممارسة الصحافة التي تقوم على منهج علمي، وأخلاقيات وأدبيات، وأدوات وتقنيات مهنية صارمة،،،؟!
اسمعني ،، اسمعني،،،
الصحافة ليست فضاء مفتوحا للفوضى، ولا منصة لكل من أراد الشهرة أو المجد الشخصي،،،، وليست ملاذا للفاشلين في تخصصاتهم، وليست حاضنة لكل من رفضه السوق أو السياسة أو الفن أو حتى التعليم،، وليست مهنة طوارئ، يلجأ إليها كل من لم يجد له موطئ قدم في غيرها،،!!!
من يهاجم نقابة الصحفيين اليوم،،،،
غالبا لا يملك أي رصيد مهني، ولا يملك من أدوات الصحافة إلا الادعاء المزيف،،،
تجده يخلط بين حرية التعبير وممارسة المهنة، وبين الرأي والانحياز، وبين المعلومة والإشاعة،،،
وعندما يسأل،، أين عملك الصحفي،،؟ أين نتاجك المهني،،؟ أين تقاريرك وأخبارك وتحقيقاتك الصحفية،،؟
يرد بالصراخ والتشكيك والاتهام الجاهز بأن النقابة تقصي أو تتحكم، او شروطها تعجز الجميع،،،
النقابة يا عزيزي ،،، لا تقصي أحدا مستوفي الشروط الأكاديمية والمهنية والتدريبية، لكنها تضع معيارا منهجيا،، والنقابة لا تغلق الأبواب، لكنها تحرس المهنة من التهشيم والتسليع،،،
النقابة ليست مهمتها أن تمنحك اعترافا لمجرد أنك تكتب، أو تتحدث، أو تصفق هنا وهناك،،،
فالصحفي ليس هو من يملى عليه، أو من يروج للسلطة او غيرها، أو من يقاتل باسم معركة ليست له،،، الصحفي هو من يدفع ثمن الكلمة والحقيقة والعدالة، لا من يبيعها بأبخس الأثمان،،،
نعم،، ونعم،، ونعم،،،
على نقابة الصحفيين مسؤوليات كبيرة، وقد تخطىء أحيانا، وقد تحتاج إلى إصلاح في بعض الجوانب والمناطق، لكن من يهاجمها اليوم لا يفعل ذلك حرصا على المهنة، بل انتقاما لأنها لا تعترف به، أو لأنها لم تفتح له بابا على حساب قيم المهنة وأخلاقها ومعاييرها،،،
كفاكم مزايدة على مؤسسة نقابية تحاول أن تحفظ ما تبقى من كرامة الصحافة في زمن التلوث الإعلامي، وزمن الطارئين، وزمن صانعي المجد الزائف عبر الفلاتر واللايكات والتصفيق المدفوع، وعبر صفحات فيسبوكية ليس فيها اكثر من هرطقات وهذربات،،،،