مصر .. والدة الطفل المتهم بقتل وتقطيع زميله تطالب بإعدام ابنها

نبض البلد -

كشف عبد الله وطني، المحامي الحاضر في تحقيقات النيابة، عن تفاصيل إنسانية مؤلمة في قضية جريمة "الصاروخ" بالإسماعيلية، مؤكدًا أن والدة المتهم لم تعلم بوقوع الجريمة إلا بعد مرور ثلاثة أيام على ارتكابها، وذلك عقب انتشار تفاصيل الواقعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وأوضح وطني أن والد المتهم، المتهم بالمساعدة في إخفاء معالم الجريمة، قام فور وقوعها بإيداع الأطفال الثلاثة أبناء المتهم لدى أحد الأشخاص، خشية انكشاف الأمر، مشيرًا إلى أنه بعد تداول أخبار الجريمة واتهام نجله، أرسل الأطفال إلى والدتهم التي كانت قد انفصلت عنه منذ فترة وتزوجت من شخص آخر.

وأضاف المحامي أن الأم دخلت في حالة صدمة شديدة فور علمها بما فعله ابنها، وأبدت أمام جهات التحقيق رغبتها الصريحة في تنفيذ حكم الإعدام عليه، مؤكدة أن ما ارتكبه لا يُغتفر، وأن العدالة يجب أن تأخذ مجراها مهما كان الألم الذي يسببه لها ذلك كأم.

وكشفت مذكرة الطب الشرعي في جريمة مقتل تلميذ الإسماعيلية وتقطيع جثمانه إلى أشلاء عن تفاصيل جديدة ومروعة، بعدما اعترف المتهم بارتكابه الواقعة باستخدام منشار كهربائي وسكين كبيرة، ثم قام بتقطيع الجثمان إلى ستة أجزاء، والتخلص منها في مناطق مختلفة داخل المدينة لإخفاء معالم جريمته.

 

مذكرة الطب الشرعي في القضية

وجاء في مذكرة الطب الشرعي في القضية رقم 3625 لسنة 2025 إداري مركز الإسماعيلية، والمقيدة برقم 1261 لسنة 2025 تحقيق، أن المتهم لم يتخلص من جميع أجزاء الجثة في يوم الواقعة، بل احتفظ بقطعة من جسد المجني عليه داخل منزله، واعترف لاحقًا بأنه طهى هذه القطعة وأكلها في اليوم التالي، في مشهد يفوق كل التصورات.

وأوضح التقرير أن المتهم استخدم المنشار الكهربائي لتقطيع الجثة، بينما استعان بسكين كبيرة لفصل العظام، مشيرًا إلى أنه قسم الجثمان إلى الذراعين والساقين ونصفي الجذع، ثم وضع كل جزء داخل كيس بلاستيكي أسود وأغلقه بإحكام، قبل أن يلقيها في مناطق متفرقة قريبة من طريق البلاجات ومكب للنفايات.

وخلال التحقيقات، أرشد المتهم عن أماكن التخلص من الأشلاء، فيما تعرف عمّ المجني عليه على جثمان التلميذ القتيل داخل مشرحة مجمع الإسماعيلية الطبي.

وبحسب التحقيقات، بدأت الجريمة بمشادة بين الطفلين داخل منزل المتهم، استخدم خلالها الأخير مطرقة وسكينًا كبيرة للاعتداء على المجني عليه، قبل أن يشرع في تقطيعه بالمنشار الكهربائي في محاولة منه لإخفاء الجريمة بالكامل.

وكان زملاء الطالب محمد أحمد، ضحية الجريمة المروعة في الإسماعيلية التي نفذها زميله يوسف أيمن باستخدام منشار كهربائي، قد أعربوا عن صدمتهم مما حدث، مؤكدين أنهم لا يزالون غير قادرين على استيعاب الواقعة.

 

زملاء المجني عليه يتحدثون عنه

وقال أحد الزملاء: «كان محمد شابًا هادئًا لا يحب المشكلات، أما يوسف فكان عكسه تمامًا، ولم يخطر ببالنا يومًا أن تكون هذه نهاية زميلنا محمد، ولا أن يكون يوسف هو القاتل».

وأضافوا أن علامات الغرابة كانت تظهر على يوسف في الفترة الأخيرة، إذ كان يتقمص شخصيات أبطال الأفلام الأجنبية العنيفة التي يشاهدها باستمرار، ويتحدث كثيرًا عن مشاهد القتل والدماء.

واختتموا بقولهم: «نعيش حالة من الذهول.. زميل لنا قُتل، والآخر في السجن، ولم نعد نصدق أن ما حدث حقيقي».

وكانت مصادر مقربة من المتهم يوسف أيمن، المتهم بقتل زميله وتقطيع جثته بمنشار كهربائي إلى أشلاء في الإسماعيلية، قد كشفت عن مفاجآت صادمة تتعلق بسلوكه وشخصيته قبل ارتكاب الجريمة البشعة التي راح ضحيتها زميله.

وأوضح أصدقاؤه أن يوسف كان خلال الأشهر الأخيرة منعزلًا وغارقًا في عالم من الأفلام العنيفة ومقاطع القتل الغريبة التي كان يشاهدها باستمرار على هاتفه المحمول، مؤكدين أنه كان يكرر على مسامعهم مشاهد من تلك الأفلام ويقترح عليهم تمثيلها في أوقات الفراغ.

وأشاروا إلى أن المتهم كان يحمل سلاحًا أبيض بشكل دائم، كما لاحظوا امتلاكه أموالًا لم تكن معتادة بالنسبة له، رغم أن والده يعمل نجارًا بسيطًا وأسرته محدودة الدخل.

وقال أحد زملائه إن يوسف تفاخر أمامهم بأنه ربح نحو ألفي جنيه من لعبة إلكترونية عبر الإنترنت، لافتًا إلى أنه كان يتحدث أحيانًا بطريقة غريبة ويبدو وكأنه يعيش في عالم خيالي مستوحى من الأفلام التي يشاهدها.

وكشفت مصادر عن تفاصيل جديدة في التحقيقات الجارية بقضية مقتل تلميذ على يد زميله وتقطيعه إلى أشلاء بواسطة منشار كهربائي، مؤكدة أن الطب الشرعي أنهى فحص المتهم النفسي والعقلي ورفع تقريره الرسمي إلى جهات التحقيق.

وبحسب المصادر، فقد أكد التقرير أن المتهم كان بكامل وعيه وقواه العقلية والنفسية لحظة تنفيذ الجريمة، ولم تظهر عليه أي علامات لاضطرابات ذهنية أو أمراض نفسية يمكن أن تؤثر على إدراكه أو مسؤوليته الجنائية.

وأشار التقرير إلى أن الجريمة نُفذت بتخطيط مسبق وهدوء كامل، مما يثبت توافر نية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وهو ما يتسق مع ما توصلت إليه التحقيقات حتى الآن.

وتأتي نتائج التقرير لتغلق باب الجدل حول ادعاء فقدان المتهم وعيه أثناء ارتكاب الجريمة.

وفي اعترافاته أمام جهات التحقيق بمحافظة الإسماعيلية، قال المتهم يوسف أيمن عبد الفتاح إنه قرر قبل عدة أيام تنفيذ ما شاهده في أحد الأفلام الأجنبية مع زميله محمد أحمد محمد، مضيفًا أنه كان يتقمص دور البطل في مسلسل "ديكستر" قبل ارتكاب الواقعة.

وأضاف المتهم أنه حضّر للجريمة بالتوجه إلى صيدلية لشراء قفازات، وشراء أكياس سوداء لوضع الجثة فيها حتى لا يراها أحد عند التخلص منها، على حد قوله. واستدرج المجني عليه إلى منزله، ثم أقدم على قتله وتقطيع جثته بمنشار كهربائي إلى أجزاء، قبل التخلص منها في منطقة كارفور.

وتواصل جهات التحقيق بالإسماعيلية عملها في القضية التي أثارت جدلًا واسعًا، حيث تم الانتهاء من معاينة أماكن التخلص من أجزاء الجثمان، وسماع أقوال المتهم الذي اعترف بجريمته كاملة، مؤكدًا أنه تأثر بمشاهد العنف في الأفلام والألعاب الإلكترونية.

وتحولت القضية إلى قضية رأي عام، حيث يطالب الأهالي والشارع المصري بالقصاص العادل، مؤكدين أن الجريمة تعد من أبشع الجرائم التي شهدتها المحافظة في السنوات الأخيرة، وأن دماء التلميذ البريء لن تذهب هدرًا.

وطالبت مروة قاسم، والدة المجني عليه الذي قُتل وقطّع جسده إلى أشلاء بواسطة منشار كهربائي، بضرورة تعديل قانون الطفل ليشمل توقيع عقوبة الإعدام شنقًا على من يرتكب جريمة قتل عمد، حتى وإن كان دون الثامنة عشرة من العمر.

وقالت والدة القتيل: «قُتل ابني بوحشية لا يصدقها عقل، ولا شيء يعوضني سوى أن ينال القاتل جزاءه العادل بالإعدام شنقًا»، مؤكدة أن الجريمة فاقت حدود الإنسانية ولا يمكن اعتبار مرتكبها طفلًا بعد ما ارتكبه من تقطيع وتشويه للجثمان وإخفاء الأشلاء.

وأضافت مروة قاسم أنها تطالب بتطبيق التعديل القانوني المقترح بدءًا من قضية ابنها، وتنفيذ حكم الإعدام في قاتل نجلها، مشيرة إلى أن التساهل مع مثل هذه الجرائم يشجع على تكرارها، وأن العدالة الحقيقية هي القصاص العادل.