نبض البلد - افتتح د. عمرو عزت سلامة الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، اليوم، أعمال المنتدى الأول للجامعات العربية ووكلاء استقطاب الطلبة الدوليين، الذي يُعقد بتنظيم مشترك بين الاتحاد ومنظمة بلغرافيا، وبمشاركة نخبة من ممثلي الجامعات من سبع دول عربية إلي جانب مجموعة من الوكلاء التعليميين من 13 دولة عربية واجنبية كخطوة استراتيجية نحو تطوير التسويق الاكاديمي العربي وتعزيز التكامل الإقليمي في مجال استقطاب الطلبة.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد الأمين العام أن المنتدى يأتي في توقيت بالغ الأهمية يشهد فيه التعليم العالي تحولًا إلى رافعة استراتيجية للتنمية المستدامة، مشددًا على ضرورة تعزيز انفتاح الجامعات العربية دوليًا وتمكينها من جذب الطلبة من مختلف أنحاء العالم.
وأشار إلى بيانات صادرة عن اليونسكو لعام 2023، والتي كشفت أن الطلبة الدوليين حول العالم تجاوز عددهم 6.3 ملايين طالب، فيما لم تتجاوز حصة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 3%، على الرغم من وجود أكثر من ألف جامعة عربية، كما لفت إلى أن العالم العربي لا يزال يُعد مصدرًا رئيسيًا لتصدير الطلبة أكثر من كونه وجهة جاذبة، إذ لا تتعدى نسبة الطلبة الأجانب في الجامعات العربية 2% فقط.
وفي سياق الحديث عن التحديات، ثمّن الدكتور عمو سلامة الجهود المتنامية لعدد من الجامعات العربية التي بدأت بخطوات فعلية نحو العالمية، مثل جامعة القاهرة، وجامعة قطر، وجامعة الملك عبدالعزيز، والجامعة الأردنية، والجامعة الأمريكية في بيروت، مشيرًا إلى أنها نجحت في استقطاب أعداد متزايدة من الطلبة الدوليين من خلال اعتماد اللغة الإنجليزية في البرامج، وتوقيع اتفاقيات شراكة دولية، والمشاركة في معارض التعليم العالمية.
كما أشاد الأمين العام بالتجارب الوطنية لبعض الدول العربية، مثل العراق، ومصر، والإمارات، والمغرب، والأردن، والبحرين، التي وضعت سياسات وطنية واضحة لدعم استقطاب الطلبة الدوليين، عبر تسهيل التأشيرات والإقامة وتحسين البيئة الجامعية.
وسلط الضوء على مبادرات رائدة مثل برنامج "ادرس في العراق"، الذي استقطب في عامه الأول أكثر من 2500 طالب دولي، وبرنامج "ادرس في مصر" الذي ارتفع فيه عدد الطلبة الدوليين إلى أكثر من 87 ألفًا في عام 2023، بفضل إجراءات تنظيمية ومزايا أكاديمية متعددة.
وأكد الأمين العام أن استقطاب الطلبة الدوليين لا يقتصر على أرقام وإحصاءات، بل هو ركيزة استراتيجية لتعزيز مكانة الجامعات عربيًا وعالميًا، ولتطوير اقتصادات المعرفة، وبناء جسور ثقافية بين الشعوب.
وفي هذا الإطار، استعرض جهود اتحاد الجامعات العربية، الذي يضم أكثر من 450 جامعة، في دعم هذا التوجه من خلال: بناء شبكة إقليمية موحدة للقبول والتسجيل الإلكتروني عبر المنظمة العربية للمسؤولين عن القبول والتسجيل، تنظيم معارض تعليمية دولية سنوية تحت مظلة الاتحاد؛ إعداد دليل أكاديمي شامل للبرامج المتميزة في الوطن العربي؛ ودعم تأسيس وتفعيل مكاتب العلاقات الدولية في الجامعات.
واختتم الأمين العام كلمته بالتأكيد على أهمية المنتدى في تدشين مرحلة جديدة من التعاون والتكامل العربي في مجال التعليم العالي، معربًا عن ثقته في أن توصياته ستكون خطوة عملية نحو رفع تنافسية الجامعات العربية عالميًا، ووجه في ختام كلمته الشكر لكافة الجهات المنظمة والمشاركة، متمنيًا أن يكون المنتدى منصة لشراكات مثمرة ونجاحات مستمرة.