نبض البلد -
عايش: صناعة الحُلي والمجوهرات أصبحت كبيرة وتمتلك علامة مميزة
البشير: تراجع الصادرات الدوائية سببه منع الاحتلال دخولها لقطاع غزة
الأنباط – مي الكردي
رغم التوترات الإقليمية والأوضاع الاقتصادية الدولية غير المستقرة، استطاعت الصادرات الوطنية للمملكة مواصلة التحليق لتسجل ارتفاعًا بلغت نسبته 8.1%.
وبلغت قيمة هذه الصادرات 1.309 مليار دينار لنهاية شهر شباط من العام الحالي، مقارنة 1.211 مليار دينار من نفس الفترة العام الماضي.
ولعب المشهد السياسي والاقتصادي الإقليمي دورًا في رسم خريطة صادرات المملكة، حيثُ قلصت الأوضاع الراهنة في قطاع غزة من الصادرات الدوائية بفعل منع الاحتلال، في حين أدت الاضطرابات في البحر الأحمر إلى الحد من السُفن التجارية المارة ما انعكس سلبًا على الصادرات الاستخراجية، بحسب خبراء.
وساهم التوجه الجديد في الصناعة الأردنية القائم على استيراد الذهب وإعادة تصنيعه ومن ثم تصديره إلى حجز الصادرات من الحُلي والمجوهرات المركز الأول في أعلى الصادرات نموًا بنسبة 49.5% لتسجل 154 مليون دينار لنهاية شهر شباط مقارنة بـ103 ملايين لنفس الفترة من العام السابق، بعدما كانت في المركز الثاني في جهة المستوردات.
كما واصلت صادرات المملكة من الألبسة وتوابعها نموها لنهاية شباط الماضي بنسبة 2.8%، لتصل إلى 257 مليون دينار مقارنة بـ 250 مليون دينار بفارق 7 ملايين دينار من العام الماضي، وارتفعت صادرات المملكة من الأسمدة بنسبة 8.8% لتصل إلى 123 مليون دينار، مقابل 113 مليونًا للفترة نفسها من العام الماضي.
ولأول مرة هبطت صادرات المملكة من محضرات الصيدلة لنهاية شباط الماضي بنسبة 23.8%، وصولًا إلى 64 مليون دينار مقابل 84 مليونًا للفترة نفسها من العام الماضي بفارق 20 مليون دينار محققة أدنى نسبة تصدير بين الصادرات المحلية.
فيما انخفضت صادرات المملكة من البوتاس الخام لنهاية شباط الماضي لهذا العام بنسبة 13.4% وصولًا إلى 71 مليون دينار مقابل 82 مليونًا للفترة المقابلة من العام الماضي والفوسفات بنسبة 20.9% لتبلغ 68 مليون دينار مقارنة بـ 86 مليونًا للفترة نفسها من العام السابق.
كيف وصل الذهب لعرش الصادرات؟
وأوضح الخبير الاقتصادي حُسام عايش أن ارتفاع صادرات المملكة من الذهب يعود إلى أسباب تتعلق بالرسوم الجمركية الأمريكية وزيادة الطلب على المنتجات في السوق الأمريكي، حيثُ يعتبر السوق الأمريكي سوقًا رئيسيًا للصادرات الأردنية من الحُلي المجوهرات، مضيفًا أن مخاوف ارتفاع أسعار الذهب زادت من الإقبال عليه وهو ما رفع من نسبة الصادرات وزاد من القيمة الإجمالية المصدرة إلى الخارج.
وجرت العادة أن تكون مستوردات المملكة من الذهب كبيرة، حيثُ كانت تحتل المركز الثاني من المستوردات بعد النفط في السنوات السابقة، بحسب عايش الذي أوضح أن صناعة الحُلي والمجوهرات أصبحت صناعة كبيرة في الأردن وتمتلك علامة مميزة، مؤكدًا أن استيراد الذهب وإعادة تشكيله وتصنعيه من جديد ومن ثم تصديرها أوجد علامة فارقة على المستوردات الأردنية في آخر 4 سنوات.
وأكد عايش على أن الصادرات والمستوردات من الحُلي والمجوهرات أصبحت تلعب دورًا رئيسيًا في إجمالي التجارة الأردنية مع العالم.
الصادرات الدوائية.. مساعدات لقطاع غزة متوقفة
وعلى صعيد تراجع صادرات الصناعات الدوائية، أشار الخبير الاقتصادي محمد البشير إلى أن التراجع "نسبي قياسًا بالفترة الماضية"، موضحًا أن معظم الصادرات الدوائية التي سجلت في السنة الماضية كان جزء كبير من مُشترياتها تبرعات لصالح قطاع غزة وخلال الأشهر الماضية قام الاحتلال بمنع وصول هذه الأدوية، لافتًا إلى أن الاحتلال قام بمنع دخولها.
ونوه إلى أن الأسواق الأخرى التي يجري تصدير الصناعات الدوائية الأردنية لها ما زالت تحظى بالاهتمام، مؤكدًا أن الدواء الأردني لا يزال يحتل مكانته في كثير من الدول.
ولفت البشير إلى أن 60% من المساعدات التي دخلت قطاع غزة في الفترة الماضية كانت من السوق الأردني بما في ذلك الأدوية، حيثُ كان تركيز الصادرات الدوائية في السنة الماضية على السوق الفلسطيني، واستعانت العديد من الدول بالدواء الأردني لإيصال المساعدات.
الصادرات الاستخراجية العمود الفقري لصناعة الأردنية
وأوضح أن الانخفاض بالصادرات الاستخراجية يعود إلى اضطرابات البحر الأحمر، واصفًا الصناعة الاستخراجية للأردن من (البوتاس، الفوسفات، الأسمدة) بالعمود الفقري للصناعة الأردنية.
وبالنظر إلى تباين النسب بين الصادرات، أوضح أن ذلك يعود على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وتأثيرها على التجارة الدولية، حيثُ أن التذبذب ارتفاعًا وانخفاضًا يأتي مع مساعي التُجار لإيجاد مفاصل مفيدة للتجارة تمكنهم من تلافي الخسارات.