نبض البلد - إلى الدكتورة أريج خميس اللوزي،
ها أنتِ ترتقين إلى مرتبة أستاذ دكتور، وفي يدكِ شعلةُ العلم، وعلى كتفيكِ إرثُ امرأةٍ عظيمة… اسمُها مريم … أمك..
رحلت بجسدها، لكنّها بقيت فيكِ أثرًا لا يُمحى، وخيطَ نورٍ ينساب في خطاكِ، يرشدكِ كما كانت تفعل… بصمتِها، وبصيرتها، وبقلبها الكبير.
ترفيعكِ اليوم ليس لقبًا أكاديميًا وحسب، بل هو شهادةٌ على مسيرةٍ وضاءَة من العطاء، ومرآةُ التزامٍ صادقٍ بمعنى الكلمة، ووفاءٍ نادرٍ لجذورٍ تربيتِ عليها.
لقد كنتِ — وما زلتِ — الامتداد الحيّ لروحٍ نبيلة، زرعت فيكِ الشموخ، وعلّمتكِ أنّ العِلم لا يُثمر إلا إذا اقترن بالأخلاق، وأنّ المجد الحقيقيّ يُصاغ من الصبر، لا من الصدى.
ولعلّ والدتك الدكتورة مريم، التي أورثتكِ الضوء، تبتسم الآن من عليائها، راضيةً بكِ، فخورةً بخُطا تسير على هُداها، تراكِ بعينِ المحبة التي لا تغفو، وتهمسُ في الغيب دعاءً لا يضلّ طريقه.
سدد الله خُطاكِ، وجعل رفعتكِ هذه عتبةً لما هو أسمى وأبقى.