في إطار سعي ديوان المحاسبة للتواصل مع المؤسسات الوطنية ومنها الجامعات، وتعريف المجتمع بالدور المناط بالأجهزة الرقابية، القى رئيس ديوان المحاسبة الدكتور راضي الحمادين محاضرة في الجامعة الألمانية الأردنية بعنوان "مهام وإستراتيجية ديوان المحاسبة ودوره في الرقابة على مؤسسات الدولة والحفاظ على المال العام".
وفي مستهل الزيارة الى حرم الجامعة، رحب أ.د علاء الدين الحلحولي رئيس الجامعة الألمانية الأردنية برئيس ديوان المحاسبة، مؤكداً حرص الجامعة على التعاون مع الأجهزة الرقابية في سبيل إيصال دورها الهام في الرقابة والمحافظة على المال العام الى فئة الشباب.
وتناولت المحاضرة مراحل تأسيس ديوان المحاسبة الذي يُعد من أعرق الأجهزة الرقابية في المنطقة، باعتبار ان جذور تأسيسه تعود لعام 1928 الا أن التأسيس الحقيقي والفعلي للديوان جاء مع صدور الدستور الأردني في عام 1952، والذي نص بموجب المادة 119 منه على" يشكل بقانون ديوان محاسبة لمراقبة إيراد الدولة ونفقاتها وطرق صرفها".
ولفت الحمادين الى ان هنالك عدة نماذج لأجهزة الرقابة العليا، مبيناً بأن المملكة تتبع النظام البرلماني(Westminster Model) الذي يركز على مساءلة الحكومة من خلال السلطة التشريعية، وفي هذا الإطار فإن الديوان يقدم تقريره السنوي لمجلسي الأعيان والنواب والذي يشتمل على أبرز ملاحظاته الناتجة عن مهمات التدقيق التي يتم تنفيذها خلال العام، مبيناً ان ديوان المحاسبة يمارس عدة أنواع من الرقابة وهي المالية ورقابة الالتزام ورقابة الأداء، ووفق التعديل الذي حصل مؤخراً على قانونه اصبح يدقق على الأنظمة المحوسبة خاصة وان الحكومة تسير بخطوات متسارعة في التحول الرقمي مما يحتم على الديوان مجاراة هذا الاتجاه.
وقدم رئيس الديوان للحضور الذي ضم أعضاء من الهيئتين التدريسية والإدارية وطلاب الجامعة والعديد من المهتمين، لمحة عن الخطة الإستراتيجية لديوان المحاسبة للأعوام 2024-2027 التي تم اطلاقها مؤخراً، موضحاً بأنها جاءت استكمالا للخطط السابقة وروعي فيها وضع برامج ومؤشرات قياس محددة بأوقات زمنية ليسهل تقييم سير تنفيذ الخطة والتي ستشكل نقلة نوعية في عمل الديوان، مؤكداً بأن الديوان يتجه الى الانسحاب من المشاركة في اللجان كافة وخاصة لجان العطاءات والمشتريات والإستلامات، كونها تتناقض مع متطلبات المعايير الدولية والممارسات الفضلى التي أقرتها المنظمة الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة (الأنتوساي) وذلك بعد ان أصبحت لزاماً على الديوان بأن تتوافق تقاريره مع هذه المعايير بموجب التعديل الأخير على قانونه، مما سيدفع الديوان للتوسع برقابة الأداء والخروج من النمط التقليدي في اعمال التدقيق والرقابة.
كما تطرق رئيس ديوان المحاسبة الى الرؤى الملكية الثلاث في التحديث السياسي والاقتصادي والإداري، مشدداً على دور الديوان في تبني ومتابعة تحقيق هذه الرؤى وبتوجيهات مباشرة من جلالة الملك حفظه الله ورعاه وتفعيل الدور الاستشاري والتشاركي لديوان المحاسبة مع كافة مؤسسات الدولة باعتباره شريكاً في نجاح تلك المؤسسات.
وفي إطار تعاون ديوان المحاسبة مع مؤسسات التعليم العالي، لفت رئيس الديوان الانتباه الى ضرورة ان تُركّز الجامعات الأردنية على مفاهيم التدقيق للمؤسسات العامة وتعزيز الجانب العملي لطلاب المحاسبة مبدياً ترحيبه بتوقيع مذكرات تفاهم مع الجامعات لتدريب الطلاب على الممارسات العملية في للتدقيق في أروقة ديوان المحاسبة واطلاع الطلبة على آلية عمل الديوان من الناحية الرقابية.
وفي نهاية المحاضرة أدار نائب رئيس الجامعة أ.د مالك الشرايري حواراً بين رئيس ديوان المحاسبة والحضور من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية والطلبة حول بعض المفاهيم وآليات العمل التي يتبعها الديوان وتطلعاته المستقبلية.
وفي نهاية الزيارة سلم رئيس الجامعة درع الجامعة الى رئيس ديوان المحاسبة موجهاً الشكر والتقدير لعطوفته على تلبيته الدعوة مما يؤكد على أن هذه المؤسسة العريقة -ديوان المحاسبة- وإدارتها تولي قطاع التعليم وطلبة الجامعات الاهتمام المطلوب.