هل تهدد ثورة الذكاء الصناعي صانعي المحتوى؟

نبض البلد -
الأنباط - مرح الترك
 
يشهد عالمنا اليوم ثورة تقنية هائلة يقودها الذكاء الاصطناعي، تاركًا بصماته على مختلف المجالات، بما في ذلك صناعة المحتوى، فمع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها، يثار تساؤل مهم حول مستقبل صناعة المحتوى ودور نجوم التواصل الاجتماعي وصناع المحتوى في هذا السياق. 
يتمثل السؤال الرئيسي فيما إذا كان الذكاء الاصطناعي يشكل تهديدًا على صانعي المحتوى التقليديين ويهزم نجوم التواصل الاجتماعي في سباق الجذب والتفاعل مع الجمهور.
خبير الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي حسام الحوراني قال لـ الانباط : لا شك أن الذكاء الاصطناعي يُقدم إمكانيات هائلة لتعزيز عمل صانعي المحتوى وتطويره بعدة طرق، وفيما يلي نلقي نظرة على بعض هذه التأثيرات:

*إنتاج محتوى متجدد بسرعة وبشكل فوري:
 باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل النصوص والصور والفيديوهات التوليدية، يمكن إنتاج محتوى جديد بسرعة عالية جدا وبناء على الاتجاهات الحالية والاهتمامات المتغيرة للجمهور. يتيح ذلك لصانعي المحتوى تحديث محتواهم بشكل مستمر والتفاعل مع الأحداث والتطورات الجديدة بسرعة مما يسرع الانتاجية.

*تحليل البيانات والتوجيه الدقيق:
 تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الضخمة وفهم سلوك الجمهور بشكل دقيق. يمكن أن يوفر هذا التحليل التوجيهات اللازمة لصانعي المحتوى حول أنواع المحتوى والمواضيع التي تثير اهتمام الجمهور، مما يساعدهم في تحسين جودة المحتوى وزيادة معدل التفاعل.

*توصيات وتخصيص المحتوى:
 يمكن للذكاء الاصطناعي توفير توصيات دقيقة للمحتوى بناءً على سجل تفاعل الجمهور واهتماماتهم الفردية ومناطق سكنهم واهتماماتهم والبيئة التي يعيشون بها وتحدياتهم وطموحاتهم وفهم سلوكيات المستخدمين ، مما يزيد من فعالية تخصيص المحتوى وجذب الجمهور مما يُساعد صانعي المحتوى على عرض محتواهم للأشخاص الأكثر اهتمامًا به.
 يمكن أيضًا تخصيص العروض والإعلانات بناءً على بيانات الجمهور المحللة بشكل دقيق جدا.
*توسيع نطاق الوصول:
 يمكن بسهولة تامة ترجمة المحتوى إلى لغات متعددة مما يُتيح لصانعي المحتوى الوصول إلى جمهور عالمي أوسع. ويمكن للذكاء الاصطناعي نشر المحتوى على منصات متعددة بشكل تلقائي، مما يُوفر الوقت والجهد لصانعي المحتوى ويزيد من ظهورهم على الكثير من القنوات والمنصات.
*تعزيز التفاعل:
 سيلعب الذكاء الاصطناعي إنشاء محتوى تفاعلي مثل المسابقات والاختبارات و الدردشة الآلية ، مما يُشجع الجمهور على المشاركة والتفاعل مع المحتوى مما يُحسّن تجربة المستخدم ويُعزز ولاء الجمهور. وكذألك يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل مشاعر الجمهور لفهم ردود الفعل على المحتوى بشكل أفضل وتحديد ما يعجب الجمهور وما لا يعجبه، مما يُساعد صانعي المحتوى على تحسين محتواهم في المستقبل.
وتابع الحوراني ، أنه ومع ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي يُطرح أيضًا بعض التحديات لصانعي المحتوى مثل هل يمكن استبدال الانفلونسرز بالأشخاص الوهميين بواسطة الذكاء الاصطناعي؟ 
وأضاف، يمكن أن تكون هذه التقنيات قادرة على إنتاج محتوى وهمي يبدو وكأنه منشور أو إعلان منشور بواسطة شخص حقيقي. ومع ذلك، هناك عدة نقاط يجب مراعاتها:
* الثقة والمصداقية: 
يعتمد نجاح الانفلونسر على بناء الثقة مع جمهوره، والتواصل بشكل شخصي وصادق وقد يكون من الصعب على الأشخاص الوهميين الذين يتم إنشاؤهم بواسطة الذكاء الاصطناعي بناء هذه العلاقات بنفس الطريقة.
* الإبداع والتفرد والاصالة:
 يمتلك الانفلونسرز البشريون شخصية ورؤية فريدة، ويمكنهم تقديم محتوى مميز ومتنوع ينعكس شخصيتهم وتجاربهم الشخصية حيث قد تكون التقنيات الاصطناعية قادرة على توليد محتوى، ولكنها قد تفتقر إلى الإبداع والتفرد والاصالة الذي يمكن أن يقدمه الانفلونسر البشري.
* الاستجابة والتفاعل:
 تعتبر قدرة الانفلونسرز على التفاعل والاستجابة لتعليقات الجمهور والمشاركة في المحادثات جزءًا أساسيًا من جذب الجمهور وبناء المجتمعات عبر الوسائط الاجتماعية حيث يمكن أن يكون من الصعب على الأشخاص الوهميين الاستجابة بنفس الطريقة .
* قضايا أخلاقية: 
قد تُثير استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى مخاوف أخلاقية، مثل التحيز والتمييز والشفافية وانتشار المعلومات المضللة ومن المهم أن يتم استخدام هذه التقنيات بشكل مسؤول وأخلاقي مع مراعاة هذه المخاوف.
 باختصار : يبقى دور نجوم التواصل الاجتماعي مهمًا وحيويًا في الوقت الحالي إذ يمتلكون ميزة تنافسية تعتمد على الشخصية والتواصل الإنساني والاصالة، مما يجعلهم قادرين على البقاء على رأس المشهد والتفاعل بفعالية مع جمهورهم، ولكن سيعتمد نجاح صانعي المحتوى في عصر الذكاء الاصطناعي على قدرتهم على التكيف مع هذه التقنيات الجديدة، واستخدامها بشكل فعّال لتعزيز إبداعهم وتوسيع نطاق وصولهم وتعزيز تفاعلهم مع الجمهو. 
وأشار الى انه لا يُرجح أن يتم الاستغناء عن صانعي المحتوى البشريين بشكل كامل حاليا ولكن من خلال متابعتي الحثيثة للتطورالمتسارع للذكاء الاصطناعي والقفزات النوعية التي نشهدها تقريبا كل شهر بل كل اسبوع فانني اتنبا ان يقوم الذكاء الاصطناعي بالمدى المتوسط بتخطي كل هذا التحديات وقد يُؤدي ذلك إلى انخفاض الطلب على خدمات صانعي المحتوى البشريين، مما قد يُشكل تهديدًا لمصادر رزقهم في المستقبل، وقد يُخشى أن يُستبدل صناع المحتوى في النهاية بأشخاص وهميين من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي، خاصة مع تطور هذه التقنيات بشكل متسارع حيث ان امكانيات الذكاء الاصطناعي ودمجها مع مفاهيم الحوسبة الكمومية ستغير مفاهيم الحياة التي نعيشها بشكلها الحالي.