أثر "طوفان الأقصى" على الاقتصاد الأردني وتداعياته على ‏‏"إسرائيل" ‏

نبض البلد -
عايش: كشف هشاشة البنية الاقتصادية التكنولوجية عند ‏الاحتلال

أثر "طوفان الأقصى" على الاقتصاد الأردني وتداعياته على ‏‏"إسرائيل" ‏
‏ ‏
عايش: الاقتصاد الأردني قد يتأثر لكنه قادر على تخطي ‏الأزمات ‏

الأنباط-عمر الكعابنة ‏

من المتوقّع أن تكون لعملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها ‏‏المقاومة ‏الفلسطينية ‏صباح السبت ضد الاحتلال، تأثيرات ‏اقتصادية ‏ على الاقتصاد ‏الأردني، نظراً لإرتباط الأردن ‏وفلسطين في العديد من الملفات السياسة ‏والاقتصادية ، وأنها ‏المنفذ الوحيد لخروج السياح الفلسطينيين ونقل ‏البضائع ‏والتبادل التجاري بين العديد من دول المنطقة ، عدا عن ‏التؤامة ‏الاقتصادية في عدة مجالات مثل الاتفاقيات المبرمة ‏بين غرف التجارة ‏والصناعة بين البلدين، بالإضافة لـ ‏التداعيات الكبيرة الناتجة عن "طوفان ‏الأقصى" على الاقتصاد ‏‏"الإسرائيلي". ‏‎
بدوره أوضح الخبير الاقتصادي حسام عايش أن الأثر ‏الاقتصادي على الأردن ‏لـ"طوفان الأقصى" قيد النقاش، ولكن ‏عندما نتحدث عن الأثر الأولي، فإننا ‏نناقش تأثير قطاع ‏السياحة، حيث يتوقف حركة المعابر بين الأردن ‏وفلسطين، ‏وهذا يمكن أن يؤدي إلى تراجع أو إلغاء بعض الحجوزات ‏‏السياحية، كما أن التبادل التجاري بين الأردن وفلسطين ‏و"إسرائيل" قد ‏يتأثر بشكل كبير بسبب التوترات والشلل ‏الحالي في الحركة داخل الضفة ‏الغربية وبينها وبين قطاع ‏غزة‎.‎

وأشار إلى أن هناك تأثيرات مستقبلية يمكن أن تنجم عن ‏استمرار الأزمة ‏أو تغيير بعض الوقائع الاستراتيجية، على ‏سبيل المثال، يمكن تغيير ‏مسار الممر الاقتصادي الذي تم ‏الإعلان عنه مؤخرًا، والذي يربط خليج ‏العرب بالأردن ‏و"إسرائيل" بأوروبا، وهذا قد يؤدي إلى تأخير اتفاقيات أو ‏‏تعديلات في المشاريع المشتركة بين الأردن و"إسرائيل"‏‎.‎


وأكد أن الاقتصاد الأردني قد تمكن من مواجهة التحديات ‏المتعددة التي ‏واجهها على مر السنوات، حيث تضمنت هذه ‏التحديات تأثيرات سلبية ‏متنوعة، بدءًا من آثار الحرب ‏‏"الإسرائيلية" على غزة وحتى الجائحة ‏العالمية لفيروس ‏كورونا، ومرورًا بتداعيات الحروب والأحداث ‏الإرهابية في ‏المنطقة‎. ‎

وعلى الرغم من تلك التحديات، بين عايش إن الاقتصاد ‏الأردني استعاد ‏استقراره بشكل ملحوظ في الفترات السابقة، ‏ورغم أن تلك الأزمات قد ‏تقلل من أداء الاقتصاد الأردني في ‏القصير الأجل، إلا أنها لم توقف ‏العملية الاقتصادية في البلاد ‏عن العودة إلى وتيرتها الاعتيادية، ومع ‏ذلك، يبقى للتحديات ‏الاقتصادية الطويلة الأمد تأثيرها على معادلات ‏الميزانية ‏والديون الحكومية ودخل الأفراد والنمو الاقتصادي‎.‎

وتابع، في الوقت الحالي، يبقى مصير الأثر النهائي للأزمة ‏الحالية غير ‏واضح. ومع ذلك، فإن الاقتصاد الأردني قد أظهر ‏تفوقه في التكيف مع ‏التحديات السابقة، وهو على استعداد ‏للتعامل مع التحديات الحالية، ويشير ‏الخبير إلى أهمية متابعة ‏تأثير هذه الأزمة على العلاقات الاقتصادية بين ‏الأردن ‏وفلسطين و"إسرائيل"، وكذلك على المشروعات المشتركة ‏‏والعلاقات الدولية للأردن.‏
وزاد، أن الأردن كشقيق توأم للفلسطينيين سيكون له دور كبير ‏في ‏مساعدة الجميع في التغلب على التحديات الاقتصادية التي ‏قد تنجم عن ‏الأزمة الحالية، وبالرغم من عدم وضوح الأثر ‏النهائي للأزمة، إلا أن ‏الاقتصاد الأردني أظهر تحسنًا مستمرًا ‏وقدرة على التعافي من الصدمات ‏السابقة.‏


في السياق ذاته، أكد عايش أن الأحداث الجارية في "إسرائيل" ‏تمثل ‏تحديًا غير مسبوق للاقتصاد "الإسرائيلي"، وهو ما لم ‏يشهده منذ قيامها ‏كدولة محتلة في عام 1948، متوقعاً أن ‏تكون هناك تداعيات اقتصادية ‏جسيمة نتيجة لهذه الأحداث، ‏نظرًا للوضع الحالي الصعب الذي تعيشه.‏

وأشار إلى أن "إسرائيل" كانت تعتبر نفسها دائمًا ‏دولة ‏تكنولوجية عالمية ومحمية، قادرة على مواجهة التحديات ‏بفعالية، ‏ولكن الأحداث الأخيرة كشفت عن هشاشة في بنيتها ‏الاقتصادية ‏والتكنولوجية، موضحاً أن تقديم "إسرائيل" نفسها ‏كدولة رائدة في مجال ‏التكنولوجيا والأمن قد يكون قد وضع ‏تحت شكلٍ زائف، حيث تم استخدام ‏تكنولوجيا "إسرائيلية" في ‏العمليات الحالية بشكل غير متوقع.‏

وعلى الجانب المالي، توقع عايش أن يكون لهذه الأحداث ‏تأثير سلبي ‏على سوق الصرف والأسواق المالية في ‏‏"إسرائيل"، مما يتسبب في ‏انخفاض قيمة الشيكل ‏‏"الإسرائيلي"‏،‏ وتدهور الأسهم، لافتاً أن توقعات النمو ‏الاقتصادي لـ "إسرائيل" ستكون ‏أيضًا تحت تأثير سلبي، مما ‏يزيد من التوترات الاقتصادية والاجتماعية.‏

وختم عايش أن هذه الأحداث ستؤثر بشكل كبير على مناخ ‏الاستثمار في ‏‏"إسرائيل"، حيث قد تشهد خروجاً للشركات ‏الناشئة وتراجعًا في ‏استثمارات الشركات العالمية، مشيراً إلى ‏أن استعادة استقرار الاقتصاد ‏‏"الإسرائيلي" قد تستغرق وقتًا ‏طويلاً، وأنها ستواجه تحديات كبيرة على ‏الصعيدين ‏الاقتصادي والسياسي.‏


وفي ذات الصدد، على صعيد سوق المال والبورصة، انخفض ‏مؤشر ‏تل أبيب 35 بنسبة 6.47%، ومؤشر تل أبيب 125 ‏بنسبة 6.69%، ‏وتل أبيب 90 بنسبة 7.86‏‎%.‎


وانخفض مؤشر عقارات تل أبيب بنسبة 9.48%، ومؤشر ‏البنوك بنسبة ‏‏8.7%، بينما تأخر افتتاح البورصة صباح اليوم ‏‏10 دقائق بسبب ‏الانخفاض الكبير قبل التداول‎.‎

وبحسب قواعد البورصة في التداول المستمر، إذا انخفض ‏مؤشر تل ‏أبيب 35 بنسبة 8%، يكون هناك توقف لمدة نصف ‏ساعة، يتم بعدها ‏استئناف التداول، وإذا استمر المؤشر في ‏الانخفاض بنسبة 12% بعد ‏الاستئناف، يتم إيقاف التداول حتى ‏نهاية اليوم بقرار من الرئيس التنفيذي ‏للبورصة‎.‎
وتوقع محللون ووسطاء أن يتراجع الشيكل عند بدء التداول ‏الاثنين ، إلى ‏أدنى مستوياته خلال 7 سنوات سجلها الخميس ‏الماضي، عندما وصل ‏سعر الدولار الواحد 3.88 شيكل في ‏التداول المستمر‎.‎

وسيؤدي المزيد من ضعف الشيكل وتراجعه أمام الدولار ‏والعملات ‏الأجنبية إلى ارتفاع أسعار المنتجات المستوردة في ‏الأيام المقبلة، مما ‏سيزيد من حاجة بنك "إسرائيل" إلى رفع ‏أسعار الفائدة في 23 أكتوبر/ ‏تشرين الأول الحالي، بنسبة ‏‏0.25% أخرى، لتصل إلى 5%‏‎.‎



عدا عن النقص الحاد بالمنتجات الطازجة، خاصة الدجاج ‏والخضار والفواكه والخبز، في وقت تواجه شبكات التسوق ‏في "إسرائيل" نقصا كبيرا في القوى العاملة بعد أن طُلب من ‏العديد من العمال البقاء في المنزل مع الأطفال، في حين تفتح ‏الشبكات أبوابها بموجب أنظمة "العمل في حالة الطوارئ"، ‏بحسب صحيفة " ذا ماركر" التي تعنى بالشؤون الاقتصادية‎.‎

وبسبب إجازة وزارة الزراعة "الإسرائيلية" خلال الأعياد ‏اليهودية التي استمرت أسبوعين وانتهت مساء السبت، توقف ‏تخليص شحنات الخضار والفواكه الطازجة في الموانئ، دون ‏قدرة المستوردين على الإفراج عنها بالوقت‎.‎

وبحسب التقديرات الأولية لوزارة المالية "الإسرائيلية"، بلغت ‏الأضرار التي لحقت بالممتلكات نتيجة اليوم الأول لـ" طوفان ‏الأقصى" أكثر من 30 مليون دولار، بحسب ما أوردت ‏صحيفة يديعوت أحرونوت‎.‎

وتلقت سلطة الضرائب "الإسرائيلية" في اليوم الأول لعملية ‏‏"طوفان الأقصى" حوالي 1200 إخطار بالأضرار، تسلم ‏حوالي 700 منها مركز الاتصال في عسقلان (أشكلون)، ‏والباقي في مركز الاتصال في منطقة تل أبيب‎.‎

وتوقف تدفق الغاز من حقل "تمار"، بحسب ما أفادت صحيفة ‏‏"كلكليست" التي تعنى بالشؤون الاقتصادية، وتلجأ إدارة الحقل ‏الموجودة قبالة شاطئ عسقلان إلى إيقاف التدفق للغاز خلال ‏الأحداث الأمنية الحساسة، وفق تعليمات وزارة الطاقة التي ‏تستقبلها من وزارة الأمن "الإسرائيلية"‏‎.‎

وانخفض مؤشر الغاز والنفط في البورصة، الأحد، بنسبة ‏‏9.2%، بفعل مخاوف من تصعيد أيضا على الجبهة الشمالية ‏مع لبنان، الأمر الذي من شأنه تعريض الاحتياطيات في حقول ‏الغاز قبالة سواحل البلاد إلى الخطر‎.‎