تعديل الصين سياسة الوقاية من كورونا مع الالتزام الدائم بمبدأ الشعب أولاً

نبض البلد -
بقلم القائم بالأعمال بالإنابة بسفارة الصين لدى الأردن  ليو تسنغ شيان
أعلنت الحكومة الصينية مؤخرا عن سلسلة من الإجراءات لتعديل سياسة الوقاية من جائحة كورونا ومكافحتها وتسهيل تبادل الأفراد ،وتحويل أولوية العمل من الوقاية إلى العلاج الطبي .ذلك استجابة الصين الاستباقية على خلفية ضعف القدرة الإمراضية لمتحور أوميكرون وزيادة معدلات التطعيم، وعلى أساس نتائج السيطرة الناجحة على الوباء في الفترة الماضية، تُتخذ من نظرة الواقع ،وتهدف إلى تحسين الوقاية من الأوبئة بشكل علمي ودقيق .إن سياسات الصين للوقاية من الوباء متواصلة ،وليست متجزأة، والوضع الصحي في الصين تحت سيطرة تامة، وليست بمنعطف مفاجئ.
منذ تفشي جائحة كورونا قبل ثلاث سنوات ،كان مبدأ الشعب أولاً ،الحياة أولاً ظل وما زال المبدأ الأساسي لتوجيه تعامل الصين مع الوباء. وبفضل الالتزام الدائم بهذا المبدأ ،فإن الصين تعمل على تحسين وتعديل سياستها  الوقائية وفقا لتغيرات الوضع والوقت ،سعيةً إلى حماية حياة الشعب وصحته إلى أقصى حد، وتقليل تأثير الوباء على التنمية الاقتصادية والاجتماعية إلى أدنى حد.
الحقائق تتحدث بصوت أعلى من الكلمات ،إن فعالية الوقاية من الوباء في الصين واضحة وجلية أمام اختبار التاريخ .عندما انتشرت سلالة كورونا الأصلية ومتحور الدلتا على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم ،اتخذت الصين "سياسة المقاصة الديناميكية "بما تغلبت على موجات متعددة من الجائحة، وخفض بشكل كبير الأمراض الشديدة وأعداد الوفيات ،وتحقيق التنسيق والتوازن الفعال بين الوقاية والتحكم وبين التنمية الاقتصادية والاجتماعية. في عام 2021، وصل متوسط العمر المتوقع في الصين إلى 78.2 عام ،بزيادة نحو عام  واحد على ما كان عليه قبل الوباء. ولا يزال معدل الوفيات جرّاء كورونا في الصين هو الأدنى في العالم .إن الصين أول اقتصاد رئيسي في العالم سجل نموا إيجابيا بعد الوباء ولطالما يكون زخم النمو الاقتصادي مستقرًا .من المتوقع أن يتجاوز إجمالي اقتصاد الصين 120 تريليون يوان صيني عام 2022. يحافظ الاقتصاد الصيني على أساسه المتين والقوي دون أي تغيير.
يعد تعديل الصين سياسة الوقاية من الوباء قرارا مدروسا ،حيث أن تطور الوضع تحت المراقبة والسيطرة. في الوقت الحالي، يمثل عدد الأشخاص الذين تم تطعيمهم في الصين أكثر من 90% من إجمالي السكان ،ويتجاوز معدل التطعيم الكامل لكبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا %85. وتم تحسين نظام التشخيص والعلاج المتدرج، وتعزيز قدرة المؤسسات الطبية والصحية على مستوى القاعدة، ورفع قدرة التعامل مع الحالات الخطرة .لقد تجاوزت بكين والمدن الكبرى الأخرى ذروة الوباء بسلاسة ،حيث عادت الحياة إلى طبيعتها. كما قدمت الصين المعلومات والبيانات المتعلقة بالوباء في  وقته لمنظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي ،وستواصل تسليط الضوء على وضع الوباء بكل شفافية، والتعامل معها بشكل مشترك مع المجتمع الدولي .هناك أقلية تزعم تعديل الصين سياساتها بمثابة "الفشل" و"الانهيار" وهم نفس الذين انتقدوا الصين بتقييد" الحرية "و"حقوق الإنسان "قبل تعديل السياسات. إن الأكاذيب والمحاولات لن تنال من قلوب الناس ولن تنجح.
إن الصين هي أكثر الدول الكبيرة المسؤولة في مكافحة الوباء في العالم. بالإضافة إلى سيطرتها على الوباء لحماية عدد ضخم من المواطنين ،قدمت الصين أيضًا أكثر من 2.2 مليار جرعة من  لقاحات كوفيد إلى أكثر من 120 دولة ومنظمة بما في ذلك الأردن ،بما ساعد الدول النامية في الوقاية من الوباء ومكافحتها في المرحلة الاستثنائية. كتب التضامن بين الصين والأردن في مكافحة الوباء فصلاً جديدًا ومؤثرًا في الصداقة بين البلدين. منذ تعديل الأردن سياسات الوقاية من الوباء في العام الماضي ،تعززت التنمية الاقتصادية والاجتماعية بزخم جيد، اذ تقدره الصين تقديراً عالياً. فمثل ما حدث في الأردن ،ستنجح الصين أيضاً في تعديل سياستها الوقائية بناءً على ظروفها الخاصة.
بصفتها أحد أكبر الأسواق في العالم، يوفر تعديل الصين سياسة كورونا ظروفا لاستئناف تبادل الأفراد ،ويجلب الأمل لانتعاش الاقتصاد العالمي ،حيث لقي ترحيبا واسعا من جميع الأطراف. ففي ظل الوضع الجديد في العام الجديد، سيشهد التبادل والتعاون بين الصين والأردن في المجالات التجارية والسياحية والثقافية تطورا قويا ونموا سريعا، بما يعود بالمزيد من الفوائد على البلدين والشعبين.
اقترب رأس السنة الجديدة الصينية حسب التقويم القمري ،ويعني عيد الربيع تجمع العائلة وبدايةً جديدة لكل الأشياء. في مطلع العام الجديد ،نحن واثقون بأن الشتاء البارد سوف يمر والربيع الدافئ ستأتي. وإن الصداقة الصينية الأردنية  والتعاون ستدوم وترتقي إلى مستوى جديد.