الدكتور محمد طالب عبيدات

الدنيا بخير: مشاهد وإنسانيات

نبض البلد -
 
 
بالرغم مما يجري على اﻷرض من قتل وتدمير وحروب وإرهاب وظلم وفقدان لمنظومة القيم واﻷخلاق أحياناً، وبالرغم من جملة الويلات هنا وهناك؛ وبالرغم مما يطرح من الجزء الفارغ من الكأس إلا أن الجزء المليء منه ما زال موجوداً في كثير من المشاهدات واﻷفعال والمواقع إبان رمضان الخير أو قبله أو بعده:
1. مشاهد كفالة الأيتام واﻹحسان والصدقة واﻷخذ بيد الفقراء وغيرها ما زالت حاضرة وبكثرة، لكنها بحاجة لتعميم وأحياناً لمأسسة لتشمل كل الناس المحتاجين ومن هذه الفئة.
2. مشاهد نُصرة الحق والعدل وإنصاف المظلومين في الحكم ما زالت موجودة، وربنا يسخّر أناس لضمان هذا المشهد؛ بالرغم مِن وجود بعض مَن يدّعون الظلم في بعض المواقع.
3. مشاهد اﻷكل والخبز المجاني للمحتاجين ما زالت موجودة، وعرض ذلك على واجهات المحلات؛ بالرغم من قلتها.
4. مشاهد حُبّ الغير ونبذ اﻷنانية ما زالت موجودة، بالرغم من قمة النرجسية واﻷنانية والمصالح الشخصية عند كثير من الناس.
5. مشاهد السعي ﻹفراح وإسعاد اﻵخرين والشعور والوقوف معهم نصرة للحق ما زالت موجودة، بالرغم من كثرة تلذذ البعض في التنغيص والتنكيد على اﻵخرين.
6. مشاهد الوفاء والصدق والكرامة ما زالت بخير، بالرغم من كثرة الكذابين والمنافقين وعديمي الوفاء؛ فالقيم الإيجابية عربون محبة وصفاء للعلاقات البينية.
7. مشاهد إعطاء اﻷعذار للناس ما زالت موجودة، وفِي ذلك تصديق لهم بالرغم من الشك في بعضهم؛ وبالرغم من كثرة لغة عزف اﻷوتار.
8. مشاهد الكرامة واﻷنفة وعزة النفس والتصالح مع الذات ما زالت بخير، بالرغم من رُخص البعض ممن لا يمكن أن يدَعوا غيرهم يحترمونهم.
9. مشاهد ومشاهد والقائمة تطول، لكنني أتفاءل ﻷقول بأن الدنيا ما زالت بخير بالرغم تشاؤم الكثيرين؛ والمشهد العام فيه من الحامض حتى الحلو ومن المتطرف حتى الوسطي ومن الجاحد حتى الوفي ومن الكاذب حتى الصادق ومن الأناني حتى الغيري ومن الظالم حتى العادل ومن القاسي حتى الطيب وغيرها الكثير؛ فهذا هو حال الدنيا.
بصراحة: اﻷمل والتفاؤل يتم بناؤهما على ضوء بسيط يلوح في اﻷفق ولو كان في آخر النفق، فالمتصالح مع ذاته يرى الجزء المليء من الكأس من الحياة؛ بيد أن المتناقضين والمُنغّصين والحاقدين والسوداويين لا يروا سوى الجزء الفارغ من الكأس؛ ونحن نقول 'إن خِليت بِليت'، فالدنيا ما زالت بخير.
صباح الخيرات والمحبة
أبو بهاء
#الدنيابخير #اﻷردن #محمدطالب_عبيدات