نبض البلد - المجاعة تفتك بالشعب... أين أنتم؟
الأنباط – الاف تيسير
في وقت يعاني فيه الملايين داخل غزة من مجاعة خانقة، بات الجوع أكثر فتكًا من القصف، وأكثر قسوة من الحصار، أطفال يموتون بصمت، وأمهات عاجزات عن إرضاع صغارهن، وملايين الأرواح مهددة بالموت جوعًا أمام صمت عالمي مريب وسط هذا الظلام، خرج المطران عطا الله حنا برسالة مؤثرة من قلب القدس، أطلق خلالها نداءً إنسانيًا إلى الضمير العالمي.
انتشرت رسالة صوتية للمطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، قال: "أيها الأحبّة والإخوة والأخوات الأعزاء، من رحاب كنيسة القيامة في قلب القدس العتيقة، أوجّه نداءً عاجلًا إلى كل من تصله هذه الرسالة، مخاطبًا الرئاسات والمرجعيات الروحية الإسلامية والمسيحية، وإلى الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، وإلى كل إنسان حر في هذا العالم نحن نعيش الألم والحزن والمعاناة ففي غزة؛ ملايين الناس يتضرعون جوعًا، وهذه المأساة تستوجب من الجميع تحركًا عاجلًا".
خاطب المطران القيادات الروحية والدينية قائلًا: أصحاب الغبطة والسيادة والنيافة، وأصحاب الفضيلة والسماحة، أهلنا في غزة يموتون جوعًا... فماذا أنتم فاعلون؟ هل تكتفون بمشاهدة مأساة هذا الشعب؟ هل المطلوب منكم فقط إصدار بيانات شجب واستنكار؟
أضاف المطران بنبرة حزينة لقد سئم الناس من بيانات "الشجب والإستنكار" التي لا تغيّر شيئًا ونتيجتها تساوي صفرًا، مقدرًا ماسبق من بيانات، ولا كنها مالم تكن مقرونة بالأفعال ما فائدتها !!، بل فقط عبارات تنديد لا تُشبع جائعًا، ولا تُداوي مريضًا، مؤكدًا أن البيانات والخطابات يجب أن تتحول إلى أفعال حقيقية.
تابع المطران أنه آن الأوان لتتحوّل مرحلة الخطب والبيانات إلى مرحلة عمل ملموس، من أجل إطعام أهلنا في غزة، هم ليسوا بحاجة إلى كلمات، بل هم بأمسّ الحاجة إلى الخبز، والحليب، والدواء......
كرر المطران مناشدته باسم الأطفال الجوعى، وباسم الأمهات العاجزات عن إرضاع أطفالهن، باسم من لا يجدون قطرة ماء أو كسرة خبز؛ وأن على المسلمين والمسيحيين والأحرار في كل مكان، إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أهلنا في غزة.
دق المطران ناقوس الخطر من كنيسة القيامة ، محذرًا أن المأساة باتت أكبر من أن تُحتمل، والواجب الإنساني والديني يُحتم علينا أن نتحرك الآن، وأن إيصال المساعدات يجب أن تتم الآن لا غدًا، ومنبهًا أن غزة أمام ساعات حاسمة قد تُسجل خلالها آلاف الوفيات .