نبض البلد - حسين الجغبير
في إعلام دولة الاحتلال يقول البعض هناك منتقدون سياسة حكومة بلادهم المتطرفة إن انسحاب منتخب شباب الأردن لكرة السلة من مباراته أمام فريق الاحتلال أمس هو بمثابة رسالة سياسية تعكس السخط الرسمي الأردني على نتنياهو ووزرائه المتطرفين. أردنيًا نرى الأمر أبعد من ذلك، حيث إنه تأكيد أن هذه هي حقيقة الأردنيين الرافضين لكل أشكال التطبيع والتعامل مع الكيان الصهيوني الغاصب المجرم.
الأردنيون منذ العام 1994 وهو تاريخ توقيع اتفاقية السلام وهم يكافحون من أجل محاربة التطبيع مع هذا الكيان الذي ما يزال يستبيح الدم الفلسطيني، ويسعى إلى خطط توسعية تطال الأردن ودولًا عربيةً، وقد تربوا على رفض الاحتلال وورثوا أبناءهم أن دولة الاحتلال إلى زوال ولا يمكن التعاطي معها، أو قبول وجودها على أرض فلسطين المحتلة.
لم يشك أي أردني أن اتحاد كرة السلة سيرفض مواجهة شبابنا لأبناء القتلة ومجرمي الحرب ومرتكبي الإبادة الجماعية بحق أشقائنا في فلسطين، فأبناء هذا الوطن يعلمون جيدًا أن دولتهم لن تخذلهم ولن تضع نفسها وشعبها في موقف لا يمكن قبوله والسكوت عليه، فكان كما هي العادة، الموقف الرياضي الرسمي متماشيًا مع الموقف الشعبي الذي كان متأكدًا من أن هذه المواجهة الرياضية لن تحدث، وبكل ثقة.
الأردني الذي قدم آباءه وأجداده دماءهم من أجل تراب فلسطين، لن يكون يومًا من الأيام على نفس حلبة التنافس الرياضي مع الكيان الغاصب، فالتضحية التي يكتبها التاريخ الأردني لا يمكن خذلانها أو اختزالها بمباراة كرة سلة، مهما كانت أهمية هذه المباراة، خصوصًا ونحن نتحدث عن حلم شبابنا في المشاركة بكأس العالم لكرة السلة المقامة اليوم في سويسرا.
كلنا فخورون بشبابنا، وبقرار اتحاد كرة السلة، وفخورون بانتصار المبدأ المتماشي مع سياسة الدولة التي لم تتوانَ عن نصرة القضية الفلسطينية والمطالبة بحق الأشقاء في دولتهم المستقلة وتعرية الفكر الصهيوني ومحاربة توجهاته الخاصة بالقضاء على الحق الفلسطيني وتهجير شعبه من أرضه المحتلة، والضغط على دول العالم أجمع للقيام بدورهم في وقف الإبادة الجماعية بحق سكان القطاع، ووقف التوسع الاستيطاني في أراضي الضفة الغربية المحتلة، والحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة.
نعتز بأردنيتنا، ومواقفنا الثابتة التي لا تهتز مهما كانت التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية، فلم تختلف تطلعاتنا، ولم تقتصر معاركنا لإحقاق الحق فقط في ساحة ملعب كرة سلة، وإنما في كافة أنحاء العالم بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني.