خبراء يؤكدون على أهمية دور الاعلام في معالجة القضايا البيئية

نبض البلد -
 فرح موسى

يأتي الإعلام البيئي وأهميته كونه ينطلق من قاعدة الاهتمام بالإعلام التخصصي، وما يقدمه هذا النوع من الإعلام، والمهمات الكبيرة في قضايا التوعية، والتثقيف، والإرشاد في مجال حماية البيئة، وتسليط الأضواء على المشاكل من أجل تكوين وعي بيئي من خلال وسائل الإعلام المختلفة، والدور الحيوي الذي تقوم به المطبوعات الصحفية في هذا المجال على وجه التحديد، وخصوصاً المواضيع والتقارير الصحفية التي تُنشر على صحيفة الأنباط الأردنية.

الأنباط وكعادتها في طرح القضايا البيئية، التقت محمد الدريزي، مديرية حماية البيئة في محافظة إربد (قسم التوعية البيئية)، حيث قال، إن للإعلام البيئي دور في التغلب، والتخفيف من حدة المشكلات البيئية، فضلاً عن دوره في تعزيز الوعي البيئي، كما أنه يجب على الإعلام البيئي تناول الموضوعات تخص البيئة، ومعرفة تركيب وعمل المؤسسات والمنظمات والبرامج البيئية؛ عالمياً، واقليمياً، ومحلياً، والإطلاع على المعاهدات البيئية ومتابعة تطوراتها.

واضاف الدريزي ؛ يجب على الإعلام تغطية مختلف المسائل والموضوعات المرتبطة بالمناخ، لتذليل المشكلات التي تواجهها الصحافة البيئية، بسبب قلة توفر بيانات ذات مصداقية حول طبيعة المشكلة، وكيفية عرضها، فضلاً عن أهمية تعزيز التغطية الإعلامية لمختلف المسائل والموضوعات المرتبطة بالمناخ والبيئة.

وبين، أن هناك عدة إشكاليات منها: محدودية الاهتمام بالقضايا البيئية، أو التغير المناخي، وتتجلى بثلاثة مؤشرات، الأولى: تخصيص مساحة ضئيلة بالصحف والقنوات للحديث عن هذه الظاهرة، واهتمام عدد قليل من الصحف والقنوات بنشر الفعاليات من ندوات وورش، وحلقات ومبادرات تخص البيئة، وما يعرف بـ الموسمية مثل انعقاد قمة، أو مؤتمر، أو ندوة، وورشة عمل على مستوى دولي، أما في ما يخص بالإشكالية الثانية؛ سطحية الإعلام للظاهرة او القضية، مثل ظاهرة التغير المناخي، في اغلب الوسائل يسيطر عليها الطابع الاختياري، دون الإهتمام بعمل تغطيات موسعة، ومعمقة، يسيطر عليها الطابع التحليلي، والتفسيري، ويناقش تداعياتها ومخاطرها المتعددة.

الإشكالية الأخرى تتمثل بـ عدم وعي الإعلام بالظاهرة، بمعنى محدودية وعي الإعلاميين بأغلب المصطلحات المرتبطة بالظاهرة، وأبعادها، وتداعياتها، ومخاطرها، وبهذه الحالة؛ يجب التكوين المعرفي لهؤلاء، المرتبط تزويدهم بالمعارف، والمعلومات المرتبطة بالقضايا البيئية، ومهارات الكتابة لشؤون البيئة.

أما الاشكالية الرابعة والأهم، تهميش التخصص البيئي داخل الصحف، ووسائل الإعلام، وهذا يعني عدم تخصيص قسم بعينه منوطاً بتغطية الشؤون البيئية، بسبب النظرة غير الموضوعية للصحفيين والاعلاميين العاملين بهذه الأقسام.
وأشار الدريزي الى أن هناك عوامل سياسية، وعوامل اقتصادية، وأن دور الإعلام في الوعي البيئي بالقضايا المناخية، والبيئية، والسلوك البيئي الرشيد، هام وفعال في زيادة وعي المواطنين بالقضايا البيئية، ويسهم في ترشيد سلوكهم تجاه البيئة.
وأضاف، أن قيام الإعلام بدوره في تنمية الوعي البيئي يأتي انطلاقاً من دوره في عملية أشمل، يلعب فيها دوراً محورياً في التربية البيئية، بمعنى أن عملية إعداد الإنسان للتفاعل الناجح مع البيئة، والعلاقة بين الإعلام والتربية البيئية هي (تكاملية)، الهدف الرئيسي منها، هو زيادة الوعي البيئي.

وتابع، إن هناك عدة محاور رئيسية، لتفعيل دور الاعلام في زيادة الوعي، وهي إعداد دليل مفاهيمي للاعلاميين، والتكوين المعرفي، والمهني للاعلاميين والصحفيين، و تعديل توجهات وسائل الاعلام، بالإضافة الى رسائل إعلامية مؤثرة، والمعالجة التحليلية والتفسيرية ومداخل مبتكرة لمخاطبة الجمهور، وإطلاق منصات متخصصة.

بدوره قال الدكتور احمد العبيدات الناطق الرسمي باسم وزارة البيئة ان من التوعية البيئة من اساسيات العمل وزارة البيئة وهي حجر الاساس في تفعيل اي نظام بيئي ،وان وزارةالبيئة لها دور فاعل في هذا الموضوع حيث انها اطلقت الخطة الوطنية للتوعية البيئية وكانت بموافقة رئاسة الوزراء.

وتابع العبيدات لقد شملت الخطة اكثر من31 محور جميعها يمتاز بالشمولية والاستدامة بعملية نشر الوعي البيئي لكافة شرائح المجتمع بجميع مؤسساته وخاصة تلك التي لهاعلاقة بالنشاط التنموي الذي يقتضي منا كوزارةالمتابعةوالمراقبة.

وبين العبيدات ان تلك الخطة شاملة كافة اطياف المجتمع لذلك كان التركيز على الدور الكبير الذي تلعبه وسائل الاعلام لتكون بذلك رديف استراتيجي لعمل وزارةالبيئة.

وركزت محاور الخطة على خلق جيل واعي ويكون ذلك من خلال عمل برامج توعويةلطلبة المدارس الجامعات باعتبارهم هم الفئة المستهدفة ليتم سقلهم بطريقة ايجابية لذلك كانت الرؤية الملكية السامية بان اطلاق وزارة البيئة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم مبادرة مدرستي "انتمي" وكان هدف هذه المبادرة رفع درجة الوعي للطلبة ليكون هناك جيل قادر ليستلم زمام الامور مستقبلا
الى ذل قال المرشد النفسي والتربوي محمد عيد الدهون، أن النفس البشرية تتأثر بشكل كبير بالإعلام، بوسائله المتعددة، مما ينعكس على تصوراتهم، ومعرفتهم، واتجاهاتهم، ويمكن للتوعية الإعلامية أن تلهم، وتحفز المجتمع على اتخاذ إجراءات إيجابية، بتشجيعهم على المشاركة في القضايا الاجتماعية، والصحية، والبيئية، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتوعية الإعلامية أن تساهم في تغيير السلوك المجتمعي، وسلوك الافراد، وتعزز الوعي الصحي لديهم، مما ينعكس على المجتمع ككل، لذلك من المهم أن نكون حذرين في اختيار المصادر الإعلامية.

وأضاف في هذا السياق، يجدر الذكر أن لعلم النفس علاقة وثيقة بالإعلام، فهو يدرس السلوك البشري، وعملية تكوين الأفكار، والمشاعر، والاتجاهات، والإعلام يؤثر في هذه العناصر النفسية، إذ على سبيل المثال لا الحصر، يمكن للإعلام أن يشكل وجهات نظر للفرد، ويؤثر في تصوراته، ومعتقداته، كما يمكن للإعلام أن يؤثر على المشاعر و التصرف.
وأضاف، من خلال المعرفه بهذه التأثيرات، يمكن لعلم النفس أن يساهم في فهم كيفية تأثير الإعلام على الفرد، والمجتمع، وكيفية التعامل معهم بالشكل الصحيح والمسؤول.

وبين ان الوصول الى الاتزان البيئي يؤثر بشكل ايجابي كبير على النفس، خاصة عندما نعيش في بيئة نظيفة، وصحية، سنشعر بالراحة والسعادة، وعكس ذلك عندما تكون البيئة ملوثة، ومهددة، سنشعر بالقلق والضغط النفسي، لذلك من المهم الحفاظ على الاتزان البيئي، والعمل على حماية البيئة، ولذلك من المهم أن ننشر الوعي بين افراد المجتمع، لينعكس ذلك على تحسين الصحة النفسية للأفراد والمجتمعات.

رئيس جمعية التنمية للإنسان والبيئة الأردنية الدكتور أحمد الشريدة، قال، إن أبرز التحديات التي تواجه عالمنا المعاصر، هي تحديات تتعلق بالمناخ، والاحتباس الحراري التي ازدادت بشكل ملحوظ مع بداية الالفية الثالثة.

وهذا يتطلب دوراً فاعلاً للإعلام بدورها التوعوي، وخاصة الإعلام الرقمي الذي يعمل على رفع درجة الوعي، لتواجه التحديات البيئية من خلال استخدام فعال لوسائل التواصل الاجتماعي، والإعلام الالكتروني من خلال نشر العديد من المعلومات، والبيانات التي تتعلق بضرورة مواجهة التغيرات المناخية، والاحتباس الحراري.

وتابع الشريدة حديثه، يجب أن تكون الرسائل الاعلامية الموجهة، لمواجهة التحديات البيئية، ذات مضامين بيئية علمية، إضافة إلى أن تكون سهلة، وقصيرة، وموجهة، بحيث يتحقق الهدف الذي نصبوا اليه، عبر استخدام العديد من المنصات الاكترونية، والإعلامية، والرقمية، لأهمية دمج المفاهيم، والمعارف البيئية في عملية التنمية المستدامة.

وأضاف، أن التوعية البيئية تشمل جوانب عديدة، أبرزها ذكر الصعوبات التي تواجه أصحاب القرار، والمؤسسات الرسمية، اضافة الى أهمية التعاون بين مؤسسات المجتمع، ومؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات الرسمية في وضع خارطة الطريق، لمواجهة التحديات البيئية في كافة المجالات، وخاصة في مجال الهواء، والمياه، والتربة.

وفي هذا الاطار؛ لابد من استخدام الذكاء الاصطناعي، لرفع مستوى الوعي البيئي في المجتمع، وفق ثلاث مراحل، سواء كان لطلبة المدارس، أو طلبة الجامعات، أو مؤسسات المجتمع المدني.

الأنباط