د.حازم قشوع

أمريكا والثلاثاء الكبير !!!

نبض البلد -
يعتبر الثلاثاء الكبير يوم مفصلي في تاريخ الانتخابات الامريكية كونه غالبا ما يحدد هوية المتنافسين للوصول للبيت الأبيض من كلا الحزبين وهو اليوم الذي يصوت فيه العدد الأكبر من الولايات لاختيار مرشحي الحزبين للرئاسة وهو دائما يأتي مع بداية شهر مارس في سنة الانتخابات الرئاسية.
 
حيث يعود العمل بصيغة الثلاثاء الكبير لعام 1988 عندما قررت 16 ولاية جنوبية اجراء انتخاباتها التمهيدية فى يوم واحد من أول ثلاثاء فى الشهر في محاولة منها لكسب تأثير أكبر في اختيار المرشحين الرئاسيين وهو ما جعل من الثلاثاء الكبير يكتسب ثقل وازن في المؤشرات الانتخابية و يجعل الفائز فيه غالبا يحمل بطاقة الترشح عن حزبه للانتخابات الرئاسية.
 
وفى الانتخابات الرئاسية الحالية يأتي الثلاثاء الكبير فى 5 من مارس ويشهد انتخابات تمهيدية في 15 ولاية وعلى رأسها ولايات كبيرة مثل كاليفورنيا وتكساس حيث يتنافسن فيها عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب الرئيس السابق ونيكي هيلي سفيرة الولايات المتحده السابقه فى الامم المتحدة بينما يقف الحزب الديمقراطي خلف مرشحه الرئيس الحالي جوزيف بايدن.
 
حيث تعول نيكي هيلي كثيرا على هذا اليوم بعدما نجحت بالفوز على ترامب في واشنطن العاصمه وكان ترامب قد تفوق عليها فى السابق فى ولاية ايوا كما ميتشيغان لكن فوز هيلي الأخير في العاصمة جعل من حملتها الانتخابية تزداد نشاطا فى ولايات يوم الثلاثاء الكبير الذي إن حدث وحققت فيه مفاجأة فان الانتخابات الأمريكية سيعاد إنتاج قوامها من جديد وقد تبعد سمة النمطية الانتخابية التى تقف عليها هذه الانتخابات حسب القراءات والمؤشرات لتكون بين بايدن وترامب الذي حسم معركته القضائية بقرار من المحكمة الفدرالية اجازت له الترشح فى الانتخابات التمهيدية للحزب .
 
لكن الناخب الأمريكي قد يعيد بلورت الأمور من جديد وهذا ما يمكن متابعته عبر سير الحملة الانتخابية التي ان انتزع فيها ترامب بطاقة التأهل فإن جملة البيان ستكون حادة لدرجة كبيرة نتيجة ما يقف عليه الحزب الأحمر من أمر الذي حكم وحمل بنهاية حكمة كوفيد19 بينما استطاع المد الأزرق الديموقراطي من بناء حالة خارجية في شمال العالم حيث أوكرانيا وفى جنوب العالم حيث بيت الصراع الحضاري في فلسطين التاريخية وهو ما سيجعل الأنظار جميعها تتجه نحو أمريكا ابتداء من الثلاثاء الكبير الذى يعتبر بداية المشهد الانتخابي للانتخابات الرئاسية.
 
الثلاثاء الكبير يعد يوم تحديد المواقف في السياسة الخارجية وتظهر فيه الرؤية تجاه السياسات التي يحملها كلا الحزبين وهذا ما يعني أن الحزب الديمقراطي مطالب أكثر من أي وقت مضى ببيان سياساته وتحديد توجهاته لاسيما ما يتعلق منها فى دعمه غير المحدود لإسرائيل حتى يستطيع من ترميم علاقة الحزب ورسالته مع حواضنه الشبابية التى تعارض سياساته لدرجه كبيره في مسألة انحيازه غير المشروط لإسرائيل على حساب قيم الحزب ونهجه.
 
وهو ما يجعل الحزب على الرغم من تصريحات كاميلا هاريس التي جاءت بذات الاتجاه عندما دعت فيها لضرورة وقف إطلاق النار بالأمس الأول حتى يتم ترسيم نهجها وبيان بوصلة توجهات الحزب إزاء ذلك وهو تحدي كبير لكون المعارك لم تتوقف بعد ...وما زالت غزة تعيش حصار التجويع والترويع وهو ما يضع علامة استنكار كبيرة على أصوات الناخبين المؤيدين للحزب الديمقراطي الذي كان يأمل ببناء هدنة يوم الاثنين قبل موعد الثلاثاء الكبير لرفع الحرج عن حملة الرئيس بايدن ودعم برنامجه الانتخابي لاسيما وأن الحالة الاقتصادية تشير الى تحسن متصاعد في معدلات النمو.
 
أما الحزب الجمهوري فإن الرئيس ترامب مطالب اذا ما انتزع بطاقة التأهل كما هو متوقع ببيان واضح حول دعمه للدور الروسي على حساب الاتحاد الاوروبي سيما وان سياسته في الشأن الخارجي عليها الكثير من التحفظات كونها فى عهده كانت تأتي من خارج نص منظومة الحكم ودولة التحكم فى بيت القرار السياسي والأمني حيث ستاتيكو المحكمة الدستورية والكابيتول بيت البرلمان و المنظومه الامنيه إضافة للبيت الأبيض.
 
وهو ما يجعل من الثلاثاء الكبير بوم لبيان المرشح الرئاسي وسياسته قبل أن يشرع الحزبين بالتحضير للمؤتمرات العامة التي ستعقد في شهر تموز للحزب الجمهوري حيث ستكون فى ولاية ويسكونسن وفي شهر آب للحزب الديمقراطي في ولاية الينوي شيكاغو وذلك تمهيدا لوصول الجميع ليوم الانتخابات الرئاسية التى ستجرى فى يوم الثلاثاء في 5 من نوفمبر القادم.
 
أما جملة البيان لمضمون ما يمكن استخلاصه من بعض القراءات وبيان بعض المتابعين أن الرئيس جو بايدن قد لا يكون المرشح القادم للحزب الديمقراطي ويدور البحث عن بديل حتى بدأت بعض الأقلام الوازنة تطرح بعض الأسماء للمداولة مثل ميشيل أوباما صاحبة الحضور الشعبي الأبرز فى أروقة الحزب وكاميلا هاريس نائب الرئيس أما في الجانب الجمهوري فان الحديث اخذ منصب تجاه نيكي هيلي بشكل لافت ... فإذا حدث هذا التغيير الذي بدأ يظهر للسطح فان مسالة الجندر ستحمل علامة فارقة لهذه الانتخابات حيث بدأت تخرج عن عمق الدولة بعض التسريبات التى قد تطال متغير قوي قادم وهو ما يجعل معظم المتابعين يقفون بالمنطقة الرمادية دون انحياز بائن ... لحين بيان الأمر فى منتصف هذا العام !
 
د.حازم قشوع