ديمقراطية إسرائيلية و ارهاب فلسطيني / 9

نبض البلد -

واتابع استعراضي للاحداث التي وقعت في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ عام 1967 وحتي يوم طوفان الاقصى . وكنت قد وصلت فيالحلقة السابقة  عند الحادثة الخامسة والمتعلقة بالانتفاضة الفلسطينية الثانية والتي اطلق عليه انتفاضة الاقصى  والتي انتهت عام2005  واتابع استعراض اهم هذه الاحداث 

سادسا /  وفي نفس العام قررت حكومة شارون فك الارتباط مع قطاع غزة ، وإخلاء المستوطنات الإسرائيلية الاربعة فيه ، والتي كان يقطنها8600 مستوطن ، بالاضافة الى إخلاء معسكرات الجيش .  وبقي قطاع غزة تحت سيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية وحكومتها ومجلسهاالتشريعي . ولكن كان هناك صراعاً شديداً ما بين فتح وحماس . وعندما جرت الانتخابات التشريعية عام 2006 حققت حركة حماس فوزاًكاسحاً ، وقام اسماعيل هنية بتشكيل حكومة السلطة . الا ان الخلاف استمر بين الطرفين في حرب عرفت باسم حرب الاخوة ، والتي انتهتبسيطرة حماس على قطاع غزة ، وذلك في شهر ايار لعام 2007 .  حيث قام قادة الاجهزة الامنية ، واعضاء تنظيم فتح بالهرب الى الضفةالغربية  وقد نتج عن هذا  الصراع  مقتل 318 شخص من الطرفين في غزة والضفة الغربية  واقال الرئيس الفلسطيني  حكومة هنية ،وكلف سلام فياض بتشكيل حكومة جديدة لم تعترف بها حماس وحكومتها . واصبح هناك حكومة في غزة واخرى في رام الله ،  وكل منهماتدعي الشرعية . وقد جرت الكثير من محاولات الصلح بينهما ، ولكن كان مصيرها الفشل . الا انهما وعند وقوع اشتباكات مع القواتالإسرائيلية ، كانا يقفان في خندق واحد . ومن امثلة ذلك حادثة خطف وتعذيب وحرق الطفل محمد ابو خضيره ، حيث انه وبتاريخ الثاني منيوليو عام 2014 وبحدود الساعة الرابعة صباحا، وبينما كان الطفل المذكور والبالغ من العمر 16 عاماً ، والذي يقطن مع ذويه في حيشعفاط بالقدس ، متوجها الى المسجد لاداء صلاة الفجر ، تم خطفه من قبل مستوطنين إسرائيليين كانوا يركبون سيارة ، حيث تم تعذيبهواحراقه وهو حي ، والقاء جثته في احراش دير ياسين . وقد تبين ان من قام بذلك ستة اشخاص ، وهم حاخام يهودي واثنين من اولاده وثلاثةآخرين . وقد اثارت هذه العملية احتجاجات واسعة في القدس اسفرت عن اصابة 55 مقدسي بجراح على يد شرطة الاحتلال  ، وبررتالعملية بانها انتقاماً لخطف ثلاثة اسرائليين من قبل مقاومين فلسطينيين ، وجاء هذا الفعل بعد ان حرضت عضوة  الكنيست أبليت شاكياعلى قتل الاطفال الفلسطينيين . وقد ثبت بالتشريح الطبي بأن الطفل اُحرق من الداخل والخارج عن طريق اجباره على شرب كمية منالبنزين قبل سكب البنزين عليه من الخارج واحراقه .

    سابعاً /  الانتفاضة الثالثة ، والتي امتدت احداثها ما بين عامي 2015 و 2016 . والتي كان من اسبابها زيادة الوضع سوءاً في الضفةالغربية ، اثر اقامة الجدار العازل . والذي اقيم في الفترة من عام 2000 الى عام 2006 ، حيث تم انجاز 402 كم منه ، والذي توقفتتكملته نتيجة  الاحتجاجات الدولية عليه  حيث كان من المفترض ان يصل طولة الى 670 كم  وقد استخدم هذا الجدار كجدار فصلعنصري بين الفلسطينيين والإسرائيليين . كما ان السلطات الإسرائيلية زادت من اقامة  الحواجز الثابته والطيارة في طرقات الفلسطنيين ،وضيقت عليهم الحركة والعمل ، وزادت من القمع والاعتقال بينهم . كما زادت من عمليات اقتحام المسجد الاقصى ، ووضع العقبات امامالمصلين لاقامة شعائرهم الدينية فيه ، ومنع مصاطب العلم والاعتكاف بداخلة . وقيام وزير الزراعة الإسرائيلية أوري آرئيل ، بمرافقة وحداتخاصة ، ومجموعة من المستوطنين ، باقتحام ساحات المسجد الاقصى . ومطالبة الفلسطينين بالاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية ،واستمرار الاستيطان في الضفة الغربية . ورفض استئناف مفاوضات السلام . وحدثت الشرارة التي اشعلت نيران هذه الانتفاضة عندماقامت مجموعة من المستوطنين اليهود باحراق منزل يعود لعائلة الدوابشه في الخليل في 31 يوليو عام 2015 والذي اسفر عن وفاة الطفلالرضيع علي ، ووفاة والده ووالدته في وقت لاحق نتيجة للحروق التي تعرضوا لها ، واصيب شقيقه ذي الاربع سنوات بحروق شديدة ، وافراجالمحكمة الاسرائيلية عن الفاعل بحجة عدم بلوغه السن القانونية . وقد دانت السلطة الوطنية الفلسطينية هذا الفعل كما دانته مختلفالتنظيمات الفلسطينية ومنها فتح وحماس والجهاد الاسلامي ، ودعوا جميعاً للتصدي لهذه الاعمال الوحشية . مما اشعل هذه الانتفاضةوالتي سميت ايضاً انتفاضة القدس الثانية ، او انتفاضة السكاكين   كونها تميزت بقيام الفلسطينيين بعمليات ضد عسكريين ومستوطنينإسرائيليين باستخدام السكاكين . كما شهدت ردات فعل عنيفة من الشرطة الإسرائيلية ، وصلت الى درجة اطلاق النار على الاطفال والشبابالفلسطينيين لمجرد الاشتباه بانهم سيقومون بعملية طعن ، واستمرار اطلاق النار عليهم رغم تحيدهم حتى التأكد من وفاتهم  بالاضافة الىقيام الجهات الامنية بهدم منازل من يقومون بعمليات الطعن هذه .بالرغم انها تأوي عائلاتهم   

     وقد ادى تكرار هذه العمليات لقيام حركة حماس والجهاد الإسلامي باطلاق الصواريخ باتجاه اهداف إسرائيلية . وقد ردت قوات الاحتلالعلى ذلك بقصف غزة بالطائرات .  وقد اسفر ذلك عن هدم الكثير من المواقع الحكومية ومنازل المواطنين وهدم الابراج السكنية ، واتلاف البنيةالتحتية  ، والى مصرع 245 فلسطينينا ، وجرح 12 الف أخرين . اما خسائر الجانب الإسرائيلي فقد انحصرت في مقتل 35 شخصاً ،وجرح حوالي 500 آخرين .

 ثامناً - الانتفاضة الفلسطينية الرابعة / وهي موجة احتجاجات شهدتها الضفة الغربية وقطاع غزة منذ بداية 2021  وحتى الآن . وقدشهدت القدس الشرقية فيها صدامات ما بين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود مدعومين بقوات الشرطة الإسرائيلية على خلفية قراراتقضائية إسرائيلية بأن يقوم الفلسطينيين بإخلاء منازلهم في حي الشيخ جراح  التي  يقيمون بها منذ عشرات السنين ، لصالح جمعياتاسرائيلية تدعي انها كانت قد قامت بشرائها   وكلنا يذكر ذلك الفيديوا لفلسطينية طردت من منزلها وهي تقول للمستوطن الذي اعطيالمنزل له ، هذا منزلي وانت قمت بسرقته ، وكيف رد عليها بقوله لو لم اسرقه انا لكان سوف يسرقه غيري . ورغم تجميد النزاع على هذا الحيبعد ان اثبت الاردن بالوثائق ان هذه المنازل تعود ملكيتها لساكنيها الفلسطينيين ، الا انه لم ينتهي .

     وقد كثرت في السنوات الاخيرة عمليات اقتحام المسجد الاقصى وخاصة في شهر رمضان لمنع الاعتكاف فيه  وفي السابع من مايوعام 2021 الموافق 25 من رمضان قام آلاف الجنود والشرطة الاسرائيلية  باقتحام باحات المسجد الاقصى ، واعتدوا بالضرب على المصلينمما ادى الى اصابة اكثر من مائتي فلسطيني باصابات مختلفة . وقد تكررت هذه الاعتداءات في  شهر رمضان عام 2022 وبشكل اكثرحدة .

   يتبع 

 مروان العمد