تعتبر الحضارة الصينية والحضارة الإسلامية من الحضارات العريقة التي لها تأثير مهم في العالم. وصمد التواصل الممتد لأكثر من ألف سنة بين الجانبين أمام اختبار تغيرات الأوضاع الدولية، كما يتمتع هذا التواصل بأرصدة تاريخية كبيرة وأسس شعبية قوية. وظلت الصداقة اتجاها رئيسيا في العلاقات الثنائية، وظلت المساواة أساسا يتفاعل عليه الجانبان، وظل الكسب المشترك هدفا للتعاون فيما بينهما.
نظل منذ زمن طويل نتبادل الاحترام والثقة وندعم الهموم المحورية للجانب الآخر. لن ننسى ما قامت به الجزائر من تقديم مشروع قرار مع الدول الأخرى وما قدمته قرابة 30 دولة إسلامية من الدعم الثابت، الذي من خلاله "حملت" هذه الدول الصين إلى الأمم المتحدة. وفي المقابل، لم تتردد الصين ولم تكن غائبة في دعم القضية الفلسطينية التي تكون في مقدمة اهتمامات العالم الإسلامي.
نظل نتضامن ونتبادل المساعدة ونسعى إلى التنمية المشتركة. بعد حدوث الجائحة، قدمت الدول الإسلامية دعما ثمينا للصين في اللحظة الأولى، وقدمت الصين 1.3 مليار جرعة من اللقاح وكمية كبيرة من المستلزمات الوقائية إلى 50 دولة إسلامية في حينها. وقد أصبح "الحزام والطريق" جسرا بين الجانبين ورابطة تربطهما في طريقهما إلى التنمية والازدهار، حيث وقعت الصين لغاية اليوم وثائق التعاون مع 54 دولة إسلامية، ويبلغ عدد مشاريع التعاون الكبرى قرابة 600 مشروع بقيمة 400 مليار دولار أمريكي، مما يعود بالنفع على نحو ملموس على شعوب الجانبين.
نظل نتعلم ونستفيد من بعضنا البعض ونحافظ على الحضارات المتنوعة في العالم. وقد قدم كل من الحضارتين الصينية والإسلامية مساهمات عظيمة للحضارة البشرية في التاريخ، وتعرض كل منهما للظلم منذ العصر الحديث، أما الآن، فتسير الحضارتان يدا بيد على طريق التنمية والنهضة. علينا أن ندعو بقوة إلى حوار متساو وتواصل واستفادة متبادلة بين الحضارات، ونستفيد من حكمة الحضارتين العريقتين، ونقاوم سويا التمييز الحضاري ونعارض سويا صراع الحضارات.
قد وجدت الصين والعالم الإسلامي طريقا للتعايش الودي والتعاون للكسب المشترك بين الحضارات المختلفة، مما يجعلهما نموذجا لممارسة نوع جديد من العلاقات الدولية، ويوفر خبرات مفيدة حول سبل التعامل بين الدول والحضارات