الهادي السديري الثقافة كما الرياضة تجمع شعوب العالم على المحبة والسلام

نبض البلد -
 


اثناء زيارة الدكتور الهادي السديري الوزير المفوض بمجلس جامعة الدول العربية ورئيس الاتحاد الدولي للملاكمة العربية في 2021 للاتحاد الروسي لمناقشة منظور التعاون الدولي لتعزيز الثقافة والرياضة كادوات للسلام والمحبة ، وتقدير مناخ الاعمال وفهم المجالات الدقيقة للحياة الروسية ، ومن خلال زيارته لمسرح مدينة بيرم الروسية أكد ان للمسرح مساهمة فعالة في نشر قيم السلام  والرياضة بين الشعوب على مختلف ثقافاتها وانه من الضروري الحفاظ على هذا الارث الداعم الحقيقي للرياضة والشباب في جميع دول العالم .
مدينة بيرم تقع على حدود اوروبا واسيا في اقدم بقاع الارض _ جبال الاورال _ خلق  المناخ القاسي والمصانع القوية اساسا لتطور ثقافة غريبة هنا ، هي مزيجا من التمدن السوفيتي مع جماليات الغابة الكثيفة الشمالية (التايغا) _ وثنية شعوب الشمال _ في هذا المجال وفي نهاية العصور السوفيتية تم تشكيل موقع فريد للثقافة المسرحية الروسية ، وهو مسرح غامض على ضفاف نهر كاما البارد المتدفق بالكامل ، اطلق عليه رئيس المسرح سيرجي فيدوتوف اسم " عند الجسر " ( أو موستا)  مما يدل على ان موقعا جغرافيا محددا بالقرب من الجسر فوق ممر مائي على حدود اوروبا وآسيا له معنا صوفيا ينتقل سيرجي الى عوالم اخرى عن طريق جسره .
واشار السديري  ان المسرح نفسه عبارة عن لغز مكاني ، ويبدو أن الطرق المؤدية الى مدخله مخفية ومتشابكة مثل المسارات في التايغا الاورال ، الفضاء الداخلي عبارة عن متاهة لا يمكن تصورها ، والتي تبدو ابدية ، فأنت لا تفهم ابدا كيف توضع في شكلها المادي الخارجي ، وإن توازن مسرحيات مسرح (أو موستا) بين المدرسة الروسية لعلم النفس التمثيلي والتصوف والسحر وطرد الارواح الشريرة ، هناعليك مشاهدة الكوميديا الرائعة لرؤية الأسرة والمآسي الغامضة التي تقشعر لها الابدان ، حيث ان الفيلسوف العظيم ارسطو قال : ان الغرض من المسرح هو إثارة الخوف والرحمة  وقد يكون سيرجي فيدوتوف اخر مخرح مسرحي في القارة الاوروبية ياخذ على محمل الجد الصيغة الارسطية ، كل عرض من عروضه هو عمل مع الجمهور المتفرج مع مشاعرهم وتوقعاتهم حيث ان المسرح مفتوح اذا كانوا مستعدين لتجربة مشاعر الخوف والرحمة بشكل جدي.
وأكد السديري ان اوموستا هي مرحلة مهمة لمسرحيات مارتن ماكدونا_ كاتب الدراما المعاصرة الاكثر شهرة _ وهنا يرتبط الرعب والرحمه العاريان لمسرحيات هذا الكاتب الشجاع بالعمل البصري لسيرجي فيدوتوف .
الزمان والمكان هما ما يقتصر عليهما المسرح ، ولا يمكن أن تمتد تجربتها الى دول اخرى مثل مطعم ماكدونالد او متجر ايكيا ، وادركت بعد زيارتي للمسرح ان وجود هذه المؤسسة في المركز الجغرافي لاوراسيا له معنى بالنسبة لنا شعوب القارات المختلفة ، حيث اننا نعيش في عالم دافئ ،هادئ، وملئ بالعواطف والمعاني بينما تعمل مثل هذه المراكز للثقافة الانسانية العالية للفضاء العالمي مما يجعلها شريان الحياة للطقوس القديمة والاغاني الروحية لجميع القارات . اعلم أن معظم قرائي لن يتمكنوا من زيارة هذا المكان الغامض لكني اريد ان اخبركم عن كيفية عمل احدى تلك المفاعلات الثقافية لاشباع عالمنا بالطاقة البشرية .
لقد اجتمع العديد من الشخصيات العامة والمثقفون حول المائدة المستديرة الدولية لممثلي دول الشرق الاوسط وافريقيا في المؤتمر الذي نظمه سيرجي فيدوتوف على مسرح "او موستا" ولطالما اردت كتابة هذا المقال ، لكن كان من الصعب حقا علي التعبير بشكل لفظي عن انطباعي المسرحي عن بيرم تلك المدينة الساحرة