بعد خسائر 2020.. ماذا ينتظر السينما المصرية؟

نبض البلد -
القاهرة - سكاي نيوز عربية

تحديات بالجملة واجهت صناعة السينما في مصر طيلة العقد الماضي، وقد جاءت جائحة كورونا لتعمق أزماتها خلال 2020، فهل يشكل العام الجديد واقعا مختلفا تنجح معه السينما في تجاوز محطة العام الماضي الصعبة؟

الإجابة هي "لا" من وجهة نظر عدد من المختصين، الذين لا يرون في الأفق بوادر انفراجة في ظل تواصل تداعيات الجائحة، وذلك على رغم استقبال دور العرض المصرية عددا من الأفلام الجديدة، ضمن موسمي رأس السنة ومنتصف العام، والتي يراهن صناعها عليها من أجل كسر حالة الجمود الراهنة، وفي الوقت الذي تتأهب فيه دور العرض لاستقبال المزيد من الأفلام، من بينها فيلم "وقفة رجالة" الذي من المقرر طرحه في 14 يناير الجاري.

استمرار الأزمة

لا تعتقد الناقدة الفنية المصرية، حنان شومان، بأن السينما المصرية قادرة على تعويض خسائرها التي منيت بها في 2020، في العام الجديد 2021، وذلك بسبب الظروف المصاحبة لجائحة كورونا وتأثيراتها الشديدة.

وتقول شومان، في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "الأمر مرتبط بمسار الحالة الصحية والأزمة الاقتصادية المصاحبة لتلك الحالة على مستوى العالم أجمع، وليس في مصر فقط، وبالتالي فأنا لا أعتقد بأن العام الجديد سيكون مختلفا على صعيد السينما عن العام السابق، لما نشاهده الآن من تطورات".

وتلفت الناقدة الفنية المصرية في السياق ذاته إلى أنه "قد يحدث تغير ما صحيا واقتصاديا خلال العام، لكنه لن يؤثر بشكل مباشر على السينما، على اعتبار أنها ليست صناعة آنية"، موضحة أن صناع السينما حول العالم بدأوا يبحثون عن وسائل عرض بديلة من خلال المنصات المختلفة، لمجابهة الخسائر الناجمة عن الجائحة.

لكنها تشير في الوقت ذاته إلى أن الوضع في مصر مختلف؛ لأن السينما في الأساس كانت تعاني في العقد الأخير بشكل خاص، وجاءت الجائحة وما صاحبها من تداعيات لتعمق الأزمة، معتبرة أنها تحتاج بعض الوقت للتعافي.

خيارات بديلة

وخلال الأسبوع الماضي، تم طرح ثلاثة أفلام جديدة تستهدف موسم رأس السنة، بينما إيراداتهم لم تتجاوز المليون جنيه، في مؤشر على المعطيات الراهنة، وهي المعطيات التي يصفها الناقد الفني المصري محمد عاطف، بـ"المؤلمة".

وأشار في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى أنه من الصعوبة بمكان تحديد ما إذا كانت السينما قادرة على تعويض خسائرها من عدمه في العام الجديد، في ظل الظروف والمعطيات الراهنة.

وتحدث الناقد عن تغيير مواعيد طرح عدة أفلام، معتبرا أنها "ظاهرة لم نكن نراها إلا في ظل وجود أزمة واضحة في السوق، وفي ظل قلق الموزعين". ولفت إلى أن هناك عددا كبيرا من الأفلام التي كانت من المفترض أن يتم طرحها في 2020، تم تأجيلها حتى ظهور ملامح انفراجة لجائحة كورونا وانعكاساتها.

وأمام ذلك الوضع، يشير عاطف إلى أن بعض المنتجين يضعون ضمن خياراتهم البديلة، أن يعرضوا أفلامهم على منصات عرض الفيديو تحت الطلب، أو ما يعرف بـAudio Video on DemandأوAVOD، بدلا من دور السينما، في حال حصلوا على عرض مناسب.

أفلام رأس السنة

وخلال موسمي رأس السنة وإجازة منتصف العام، تُعرض عدة أفلام، من بينها فيلم "حظر تجول"، الذي تدور أحداثه في خريف عام 2013، ويتناول قصة سيدة خرجت من السجن بعد قضاء عقوبة مدتها 20 عاما، وتتوالى الأحداث في إطار درامي تتعرض فيه البطلة "فاتن" لمحاكمة ثانية.

الفيلم بطولة إلهام شاهين وأمينة خليل ومحمود الليثي، ومن إخراج وتأليف أمير رمسيس، وتم طرحه بدور العرض في 30 ديسمبر، محققا إيرادات بلغت نحو 203 ألف جنيه في أول أسبوع عرض.

وفيلم "صابر وراضي" الذي تدور أحداثه في سياق كوميدي، حول رجل أعمال ومواطن بسيط، يعيشان العديد من المواقف الصعبة. والفيلم بطولة أحمد آدم ومحسن محيي الدين وزران مغربي. وهو من تأليف محمد نبوي، وإخراج أكرم فريد. وتم طرحه بالسينمات في نهاية العام. وحقق في أول أسبوع عرض إيرادات 230 ألف جنيه.

وسبقهما فيلم "ريما" بطولة الفنان محمد ثروت ومايا نصري وهالة فاخر، من إخراج معتز حسام، وإخراج أحمد أنور. وينتمي لفئة الدراما التشويقية، ويدور حول فتاة صغيرة تستطيع معرفة الأحداث قبل وقوعها. وحافظ الفيلم على صدارة "شباك التذاكر" محققا إيرادات بقيمة 478 ألف جنيه الأسبوع الماضي فقط.

ومن المنتظر طرح فيلم "وقفة رجالة" في 14 يناير الجاري، وهو الفيلم الذي يدور في إطار كوميدي، حول أربعة أصدقاء قدامى يلتقون من أجل مساعدة أحدهم، ويقررون السفر لإحدى المدن الساحلية. ويشارك بالبطولة ماجد الكدواني والفنانة أمينة خليل وبيومي فؤاد وسيد رجب وشريف دسوقي. والفيلم من تأليف هيثم دبور وإخراج أحمد الجندي.

ويرى الناقد الفني المصري أحمد سعد، أن "أفلام رأس السنة لم تحقق نجاحا كبيرا بسبب عدة عوامل، من بينها الظروف الصحية المرتبطة بجائحة كورونا، والتدابير المتخذة للوقاية من تفشي الفيروس، من بينها عمل دور العرض بنصف طاقتها، إضافة إلى عدم وجود دعاية كافية للأعمال السينمائية.

كما أشار إلى التأثير السلبي الذي تركته حالات الوفاة التي شهدتها السينما المصرية مؤخرا، لا سيما وفاة السيناريست الكبير وحيد ، على تلك الأفلام، "حتى أن الكثيرين لم يشعروا بأن أفلاما جديدة قد طُرحت".

وعن السينما في 2021 وما إن كانت قادرة على تجاوز عثرتها في العام الماضي، يلفت الناقد الفني في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى أنه "من الصعب القول بأن السينما المصرية قادرة على تحقيق نجاحات، على اعتبار أنها مرتبطة بعاملين رئيسيين هما الأمن والصحة العامة، ومادام عنصر الصحة العامة ليس في أفضل حالاته، فإن حجم الإقبال لن يكون مناسبا".

وتابع: "لا نستطيع أن نقول إن السينما قادرة على تعويض خسائرها، على الأقل في النصف الأول من العام؛ ذلك أن المؤشرات الراهنة تعكس استمرار الأزمة والظروف المحيطة بها".

وعرض بالسينمات خلال العام الماضي -الذي شهد فترات توقف ثم عودة العروض بنسبة 25 بالمئة من القدرة الاستيعابية لدور العرض، في ظل إجراءات وتدابير مكافحة فيروس كورونا، ثم رفعت النسبة لـ50 بالمئة- نحو 25 فيلما، حققت إيرادات بقيمة تصل إلى 143 مليون و290 ألف جنيه.