مرض عضال ينهش جسد ريال مدريد في الكلاسيكو

نبض البلد -

مدريد – وكالات

لا شك أن مباراة ريال مدريد وضيفه برشلونة يوم الأربعاء المقبل، في إياب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا، تحظى بأهمية كبيرة، في ظل قيمة الكلاسيكو التاريخية، بالإضافة إلى أن المتأهل منهما للدور النهائي سيكون قريباً بشدة من حصد اللقب.

وانتهت مباراة الذهاب في ملعب "كامب نو" بالتعادل بهدف لكل فريق، ما يجعل بطاقة التأهل متاحة للفريقين.

ورغم المستوى الجيد الذي يقدمه ريال مدريد، في المباريات الأخيرة، مع مدربه سانتياجو سولاري، ومنها لقاء الذهاب أمام برشلونة، إلا أن دفاع الملكي، يبقى النقطة الأضعف في الفريق، والتي تهدد طموحه في التأهل لنهائي الكأس.

رغم معاناة ريال مدريد، في السنوات الأخيرة من تذبذب مستوى خط دفاعه، إلا أن الأمر مختلف في الموسم الحالي، حيث بات مرمى الفريق الملكي مستباحاً ليس من الفرق الكبيرة فقط ، بل الصغيرة منها أيضاً.

وخلال بطولة الليجا، حافظ الفريق الملكي على نظافة شباكه في 8 مباريات فقط في 24 جولة حتى الآن، واستقبلت شباكه 29 هدفاً، بمعدل نحو 1.3 هدف في كل مباراة.

وفي بطولة دوري أبطال أوروبا خاض ريال مدريد حتى الآن 7 مباريات، استقبل فيها 6 أهداف بمعدل 0.86 هدف في كل مباراة.

كما تلقت شباكه 4 أهداف في السوبر الأوروبي، أمام أتلتيكو مدريد، كما اهتزت شباكه بهدفين في مباراتين بكأس العالم للأندية بالإمارات.

وفي كأس الملك، استقبل ريال مدريد حتى الآن 6 أهداف في 7 مباريات، بل ونجح مليلية الذي يلعب في الدرجة الثالثة في هز شباك الفريق الملكي.

ووفقاً لتلك الأرقام، فقد خاض ريال مدريد حتى الآن 41 مباراة هذا الموسم بجميع البطولات، واهتزت شباكه 47 مرة بمعدل نحو 1.2 هدف في كل مباراة.

وبالنظر إلى مباريات الليجا، سنجد أن فرق برشلونة وأتلتيكو مدريد وخيتافي ديبورتيفو ألافيس وريال سوسييداد وأتلتيك بيلباو وفالنسيا تمتلك دفاعاً أقوى من نظيره في ريال مدريد، قياساً بعدد الأهداف المستقبلة هذا الموسم، بل ويتساوى معه في ذات الرصيد، فريق بلد الوليد.

- أخطاء ساذجة

يعتمد ريال مدريد، على الثنائي سيرجيو راموس ورافائيل فاران، في قلب الدفاع، ورغم الخبرة الكبيرة التي باتت لدى اللاعبين إلا أنهما كبّدا فريقهما العديد من الأهداف السهلة هذا الموسم.

ففاران، الذي توج بكأس العالم في الصيف الماضي، وكان مرشحا للفوز بالكرة الذهبية، تراجع مستواه بشدة، وارتكب العديد من الأخطاء الكارثية.حتى أن النجم الفرنسي قام بالاتصال بجولين لوبيتيجي، المدير الفني السابق للفريق الملكي، ليعتذر له عن الأخطاء التي ارتكبها خلال فترة توليه المهمة، والتي كانت أحد أسباب إقالته من منصبه بحسب العديد من التقارير الصحفية.

أما راموس، فانشغل كثيراً هذا الموسم بالبحث عن تسجيل الأهداف، حيث أحرز حتى الآن 11 هدفاً في 37 مباراة بكل البطولات.

وتولى راموس تنفيذ ركلات الجزاء، بعد رحيل كريستيانو رونالدو، ويسدد أيضاً ركلات حرة أمام منطقة الجزاء كما يتقدم في الهجمات، الأمر الذي يتسبب في ترك مساحات شاسعة في خط الدفاع هذا بالإضافة للأخطاء الساذجة التي يرتكبها أيضاً.

تعد الجبهة اليسرى لريال مدريد، من الثغرات الواضحة في صفوف الفريق على المستوى الدفاعي، خاصة عندما يشارك فيها البرازيلي مارسيلو.

فخلال العديد من المباريات ومنها مواجهتي الكلاسيكو هذا الموسم (في الليجا وذهاب نصف نهائي الكأس)، كانت تلك الجبهة شارعاً مفتوحاً أمام مهاجمي المنافسين.

وأبرز مثال على تلك الثغرة الواضحة، ما حدث في لقاء الذهاب بكامب نو، حيث كانت الجبهة اليسرى لريال مدريد، مستباحة من قبل ثنائي البارسا مالكوم دي أوليفيرا وسيميدو، حتى أن هدف التعادل للبلوجرانا أحرزه اللاعب البرازيلي الذي لم يكن مراقباً.

وعقب تلك المباراة فتح الألماني بيرند شوستر، المدير الفني الأسبق لريال مدريد، النار على مارسيلو منتقداً مستواه في الكلاسيكو.

وقال: "مارسيلو ليس مدافعاً، ولم يتمكن من الدفاع أبداً، وأعتقد أن المدرب لا يمنحه حرية التقدم للهجوم".

ولجأ سانتياجو سولاري، مدرب ريال مدريد، للدفع بسيرجيو ريجيلون، في تلك الجبهة، في محاولة لسدها أمام المنافسين في كثير من المباريات، وقد يكرر ذلك في لقاء الكلاسيكو المقبل، لكن نقص خبرات اللاعب الشاب (22 عاما) قد تثنيه عن ذلك.//