د. خالد العاص
رغم انتهاء المباراة النهائية أمام المنتخب المغربي بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين، خرج "النشامى" مرفوعي الرأس، وقدّموا واحدة من أجمل مبارياتهم في كأس العرب، أداءً وروحًا وقتالًا حتى اللحظة الأخيرة. لم تكن النتيجة عنوان المشهد، بقدر ما كانت الروح التي لعب بها المنتخب الأردني، والإصرار الذي جسّد معنى الانتماء والعطاء حتى آخر دقيقة على أرض الملعب.
قدّم المنتخب الأردني مباراة كبيرة أمام خصم قوي ومتمرس، ونجح في مجاراة إيقاع النهائي، وفرض حضوره على أرض الملعب، مثبت أن وصوله إلى المباراة النهائية لم يكن محض صدفة، بل ثمرة عمل وجهد واستحقاق. لعب النشامى بثقة وشجاعة، وأشعلوا النهائي حتى الدقائق الأخيرة، في مشهد يعكس شخصية منتخب يعرف كيف ينافس حتى النهاية.
الوصول إلى نهائي كأس العرب، وتقديم هذا المستوى العالي، يؤكد أن الكرة الأردنية تسير في الاتجاه الصحيح، وأن "النشامى" باتوا الرقم الصعب في البطولات العربية، قادرين على مقارعة الكبار دون عقد أو رهبة. لقد كسبوا احترام الجماهير، وثقة الشارع الرياضي، وإيمان الجميع بقدرتهم على تحقيق المزيد في المستقبل.
ولا يكتمل الحديث عن هذا المشوار دون الإشارة إلى الدعم الملكي المتواصل من جلالة الملك عبد الله الثاني، وسمو ولي العهد، الذي شكّل سندًا معنويًا راسخًا لهذا الإنجاز، وعكس بوضوح اهتمام القيادة بالرياضة والشباب والمنتخب الوطني. وقد تجلّى هذا الدعم بحضور سمو ولي العهد للمباريات النهائية، ليكون حاضنًا ومشجعًا، معززًا الروح القتالية للنشامى، والإصرار الذي رافق اللاعبين حتى آخر لحظة على أرض الملعب.
أما الجماهير الأردنية، فقد كانت شريكًا حقيقيًا في هذا الإنجاز، حيث التفّت حول المنتخب بروح وطنية عالية، وعبّرت عن فخرها بما قدمه النشامى، مؤكدة أن الوصول إلى النهائي هو إنجاز بحد ذاته وبداية مرحلة جديدة من الطموح والثقة.
في المحصلة، يخرج "النشامى" من النهائي مرفوعي الرأس، منتصرين في المعنى. قدموا كرة قدم تليق باسم الأردن، وحملوا الراية بكرامة، وأثبتوا أن الفوز الحقيقي هو أن تلعب بقلبك، وأن تغادر الملعب وقد قدمت كل ما لديك. وما يزيد من قيمة هذا المشوار، أنه يأتي قبل أشهر قليلة من استحقاق أكبر بانتظار الكرة الأردنية، مع اقتراب مشاركة النشامى في مونديال العام المقبل، حيث تبدو هذه التجربة رصيدًا حقيقيًا يمكن البناء عليه، وخطوة متقدمة في طريق الإعداد لمنافسة عالمية تتطلب الثقة والخبرة معًا.
تحية فخر واعتزاز لمنتخب النشامى... فأنتم الأبطال، مهما قالت لوحة النتائج.