نبض البلد - اللسانيات وتحليل الخطاب كتب هاني الهندي
في أمسية شتوية دافئة نظمت لجنة النقد الأدبي في رابطة الكتاب الأردنيين ندوة بعنوان اللسانيات وتحليل الخطاب للكاتبة الجزائرية لدكتورة نعيمة سعدية قدمتها وأدارة النقاش الناقدة الدكتورة صبحة علقم.
افتتحت الدكتورة سعدية حديثها بإشارة إلى أن اللسانية التي تهتم بالدراسة العلمية المنهجية للغة الإنسانية. هذا التعريف، على بساطته، يفتح الباب على عالم واسع من البحث والاستقصاء الذي يهدف إلى تفكيك بنية اللغة، وفهم آليات عملها، قد ظهرت حديثا على يد العالم لغوي سويسري فردينان دو سوسير.
وأوضحت الدكتورة أن تحليل الخطاب يحتاج إلى مجموعة من المستويات منها قراءة النص أكثر من مرة حتى يتكون لدينا المعنى الذي حققه الكاتب في نصه، وبعد القراءة يحتاج إلى الشرح وتفسير الغموض في النص والبحث عن التفسير لسد الفجوات لإحداث المعنى، ثم التـأويل وفق معطيات النص لأعطي معنى جديدا وهو ما يعرف بمعنى المعنى.
وكانت الدكتورة علقم قد أشارت إلى أن اللسانيات وتحليل الخطاب مجالان متكاملان يدرسان اللغة بمفهومها الشمولي، اللسانيات تهتم ببنية اللغة كنظام، بينما يتجاوز تحليل الخطاب الجمل الفردية لدراسة اللغة في السياق وكيف تستخدم هذه اللغة لتشكيل المعنى وبناء الهوية وممارسة السلطة في مواقف اجتماعية محددة.
كما أشارت إلى أن التوجه الحالي لمن يدرس العربية عليه أن يتجه نحو أمرين أولهما دراسة الخطاب وتحليله، فالخطاب هو رسالة الرسل إلى المستقبل، هذه الرسالة هي التي ترسم هوية الخطاب وتكشف المعاني المضمرة في ثناياه والتوجهات المستهدفة منه والأيدلوجية التي يسعى إلى ترسيخها. والثاني هو اللسانيات الحاسوبية.