حسين الجغبير يكتب : الضم من جديد.. ماذا نحن فاعلون؟

نبض البلد -

حسين الجغبير



بعد نحو شهرين من تأكيد الرئيس الاميركي دونالد ترامب أنه لن يسمح لدولة الاحتلال بضم الضفة الغربية، مؤكدا بقوله "لن يحدث ذلك"، خرج علينا امس رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، ليقول إن الضم السياسي للضفة الغربية لا يزال محل نقاش، وإنه من المتوقع أن يبقى الوضع الراهن على حاله في المستقبل المنظور.

تصريحات نتنياهو جاءت خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس، وأكد فيها أن "السيادة الأمنية من نهر الأردن إلى البحر المتوسط ستبقى دائماً في أيدي إسرائيل".

لا غرابة من دولة مارست الابادة الجماعية بحق شعل اعزل طيلة عامين وقتلت منه نحو ٦٠ الف شخص بين طفل وامرأة وكبير سن، رافضا كل تحذيرات العالم بوقف المجزرة البشرية التي ارتكبها، وغير ابها بالقانون الدولي الذي جرمه كمجرم حرب، لا غرابة ان لا يذعن لحديث ترامب والعالم الغربي والعربي والاسلامي بأن ضم الضفة خط أحمر سينذر بكارثه سياسية وعسكرية ستطال تداعياتها العالم اجمع وليس دول المنطقة.

ولا يمكن اعتبار ما تحدث به نتنياهو امس كمناورة سياسية لان الجميع يدرك جيدا ان من يدير دولة الاحتلال هم اشخاص متطرفون حد الجنون، وهذا الامر جزء من مخططهم التاريخي الذي لن يتنازلوا عنه طالما هناك عالم لا يعرف سوى التنديد والرفض، ولم يتمكن من اجبار الصهاينة على وقف حرب حولت تراب قطاع غزة الى بركة من الدماء، والى مقبرة جماعية، والى منطقة غير آمنة للعيش من مختلف الجوانب.

ان استمرار عقلية الاحتلال بهدا الشكل يعني ان المنطقة لن تهدأ وستبقى تعيش في فوضى فوق فوضى لينتهي الامر بخراب لا يمكن احتوائه، وهو الامر الدي حذر منه وما يزال على لسان جلالة الملك وفي مختلف المحافل الدولية بتأكيده على ان الحل الوحيد لاستقرار المنطقة هو سلام عادل ينتهي يحل الدولتين، وغير ذلك فلا مكان للاستقرار والتطور بالعالم أجمع.

"الوقاحة" التي تتمتع بها دولة الاحتلال آن آوان لجمها، وعلى دول العالم اجمع وعلى راسهم الولايات المتحدة الاميركية ان تتحمل مسؤولية ذلك، بأن تجدد رفضها لسياسة ضم الضفة الغربية بلغة واضحة وصريحة وغير قابلة للنقاش.

وعلى العالمين العربي والاسلامي ايضا اتخاذ موقف على الصعيد الدولي وتجديد التأكيد ليس على الرفض فقط، وانما على التأكيد ان ذلك يعني اعلان حرب لا يرغب بها احد سوى اصحاب العقول المتعفنة والمتطرفة التي تدير دولة الاحتلال منذ سنوات ولم تترك دولة الا وشنت هجوما عليها.

علي الجميع استباق حكومة الاحتلال قبل اتخاذ اي تحرك داخلي بشكل مباشر او غير مباشر، خصوصا وانها على ارض الواقع اتخذت خطوات بهذا الاطار، عبر التوسع بالاستيطان الذي أكل جميع الاراضي حتو لم يتبق شيئا للفلسطينيين ان ما اردنا الحديث عن دولة فلسطينية ذات سيادة.