نبض البلد - افتتاح مهيب في "البيت"
سوريا تفاجئ تونس.. و هدف قاتل يهدي فلسطين الفوز على قطر
الأنباط – ميناس بني ياسين
في ليلة ستبقى عالقة في ذاكرة الرياضة العربية، قدّمت قطر واحدًا من أكثر حفلات افتتاح كأس العرب إبهارًا وتميزًا، في مشهد أكد مجددًا قدرة الدوحة على صوغ الهوية العربية بأسلوب يليق بأعرق حضارات المنطقة.
قبل انطلاق الحفل وصل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى ملعب البيت بتلك الهيبة المعتادة عند لحظات التاريخ، إلى جانب حضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو وولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، لتعلن تلك الوجوه الثقيلة بداية نسخة استثنائية من البطولة.
لوحة عربية تجمع الماضي بالحاضر
افتُتح الحفل بكلمات قوية ألقاها الفنان رشيد عساف، قبل أن تتتابع العروض الفنية بمشاركة مغنين ومؤدين من مختلف الدول العربية، قدموا لوحات فولكلورية أصيلة عكست تنوع تراث المنطقة وغناه.
وعلى أرض الملعب ظهرت كل دولة عربية بشكل يليق بتاريخها، عبر مشاهد مستوحاة من ثقافاتها الخاصة، ليحمل الحفل رسالة واضحة.. لا مجال لأي غريب أن يفرّق بين عربي وعربي.
وكان لافتًا ظهور الجزائري ياسين إبراهيمي بطل نسخة 2021، وهو يرفع علم بلاده قبل بدء مراسم الافتتاح، في استحضار رمزي لروح النسخة الماضية وروح المنافسة الشريفة بين الإخوة العرب.
نشيد موحّد.. وصوت واحد للأمة
أبرز محطات الحفل كان النشيد الخاص بكأس العرب 2025 حيث أبدعت قطر في دمج الأناشيد الوطنية العربية ضمن صياغة موسيقية موحّدة، لتخرج لوحة فنية مبهرة تعكس وحدة الروح والانتماء العربي.
وظهر مجسم ضخم لـ مسجد الأقصى في رسالة دعم واضحة لفلسطين، بينما حضرت مصر بموال أصيل قدّم صورة فنية تعبّر عن عمق الثقافة المصرية.
إبداع قطري يعيد ذكريات المونديال
مرة أخرى برهنت قطر أن نجاحها في تنظيم الأحداث الكبرى ليس مصادفة؛ فالحفل استعاد نفس اللمسة الاحترافية التي تميّزت بها الدوحة خلال مونديال 2022، إلى جانب نسخة كأس العرب 2021 التي شهدت تتويج الجزائر للمرة الأولى في تاريخها. التقنيات المستخدمة، المزج البصري، الإضاءة، الأزياء، الحركة الفنية على أرض الملعب جاءت بروح عربية خالصة، وبمستوى عالمي لا يقل عن افتتاحيات البطولات الكبرى.
أجواء جماهيرية حماسية قبل موقعة قطر وفلسطين
وشهد ملعب البيت حضورًا جماهيريًا غفيرًا عكس قيمة البطولة، ورافق الجمهور الاستعراضات الفنية التي سيطرت على الحفل، خاصة الأغنية الرسمية للنسخة الحالية التي أثارت إعجاب الآلاف داخل الملعب وملايين المشاهدين خارجه.
كان الافتتاح احتفالًا مهيبًا بسيطًا في فكرته، قويًا في رسالته، وجميلًا في طروحاته الفنية، ليقدّم للعالم لوحة تقول..
"هذه هي الحضارة العربية.. راسخة، متجذرة، متنوّعة، وفي قلبها وحدة لا تُكسر.”
هدف قاتل يهدي فلسطين فوزًا تاريخيًا في افتتاح مشوارها العربي
وقدّم منتخب فلسطين واحدة من أكثر مبارياته انضباطًا وذكاءً في السنوات الأخيرة بعدما حقق فوزًا تاريخيًا على منتخب قطر بهدف دون مقابل، في افتتاح مشوارهما بكأس العرب 2025، في لقاء شهد صراعًا تكتيكيًا عالي المستوى وحسمته تفاصيل صغيرة لصالح "الفدائي”.
شوط أول.. قطر تستحوذ وفلسطين تبني جدارها
وبدأت المباراة بسيطرة قطرية على الكرة دون فاعلية حقيقية في ظل تماسك دفاعي فلسطيني مُحكم اعتمد على دفاع المنطقة، ما أجبر لاعبي العنابي على التسديد من مسافات بعيدة.
مرّت 30 دقيقة من اللقاء والنتيجة سلبية قطر تستحوذ، وفلسطين تقاتل وتغلق كل المساحات، ما صعّب على أصحاب الأرض تشكيل أي تهديد حقيقي.
الفدائي يقلب الإيقاع
ومع بداية الشوط الثاني حاول الثنائي سلطان البريك وإديملسون صناعة خطورة على المرمى الفلسطيني، لكن الدفاع بقي حاضرًا بقوة وبالدقيقة 66 قلبت فلسطين صورة المباراة حين خرجت للهجوم وتقدمت أكثر، ليكون المهاجم عدي الدباغ قريبًا من التسجيل في الدقيقة 69 بعد تمريرة وضعت الدفاع القطري تحت ضغط كبير.
وواصل منتخب فلسطين مغامرته الهجومية فأهدر أحمد القاق فرصة محققة في الدقيقة 79، قبل أن يهدر الفدائي ثلاث فرص خطيرة أخرى كانت كفيلة بقتل المباراة مبكرًا وجاءت أخطر اللحظات في الدقيقة 86 عندما انفرد خالد نبريص بالحارس القطري، لكن كرته مرت بجانب القائم.
وبينما دخلت المباراة دقائقها الأخيرة ارتكب المدافع القطري سلطان البريك خطأ قاتلًا، إذ حوّل الكرة بالخطأ في شباك فريقه ليمنح منتخب فلسطين هدف التقدم في الدقيقة الأخيرة، في لقطة فجّرت جماهير الفدائي بالفرح وصدمت المدرجات القطرية.
صافرة النهاية..فوز مستحق للفدائي
وانتهت المواجهة بفوز منتخب فلسطين 1-0، انتصار جاء بفضل الروح والصلابة والانضباط التكتيكي، وذكاء التعامل مع لحظات المباراة، الفدائي أثبت أنه ليس مجرد مشارك في البطولة، بل منافس قادر على هزيمة أي منتخب، حتى إن كان صاحب الأرض والجمهور.