نبض البلد - كأس العرب ... دورة فلسطين
د. حازم قشوع
عندما يلتقى العرب تحضر قضيتهم المركزية، وعندما تلتقى أمة الضاد تحضر القدس بعنوان الديانات السماوية، وعندما يجتمع العرب حول كأس الرياضه العربية بعنوان الشباب العربي بالدوحه القطرية فإن نتيجة هذا الحشد الشبابي ستحول حتما هذا التجمع الرياضي لتظاهرة سلمية من أجل فلسطين قضية العرب الرئيسيه، والتى ستبقى تحرص على جمع العرب حولها وتحرص على تمكين مواقفهم وبيان رايهم وتعزيز موقف حضورهم اينما كانوا وكانت وجهتهم، فان فلسطين ستبقى معهم كما سيبقون معها لاسيما وهم يجتمعون بهذه التظاهرة الرياضية من اجل تثبيت هويتهم وترسيخ وجودهم بالمحافل الدولية، لاسيما الرياضية والتى بات فيها كاس العرب يشكل جزءا من الدورات الدولية.
ولأن الرياضة خير وسيلة شعبية للتعبير، كما هى خير إطار نابض بالحياة يعبر عن منطوق رسالة الأمة ويبين هويتها، فإن هذا التجمع الرياضي يحمل خير رد على كل من قال بأن أمة الضاد ورسالتها فى طي التاريخ، وان الابراهيميه والشرق أوسطية بتعددية اثنيه تحمل العنوان البديل، وان النظام العربي قد انتهى الى حيث لا رجعه بعد انكشاف هوانه فى محطة العدوان على غزة ببيان عدم تحمله لمسؤوليته التقديرية كونه قوة جيوسياسية، المفترض أن تكون قادرة على حماية الأمة والدفاع عن قضيتها.
لكن هذه المناسبة تأتي لتؤكد بأن امة الضاد مازالت حاضرة وسط حواضنها وحواضرها على الرغم من تكالب المحن التى قد تضعف حال نظامها لكنها لن تموت او تضمر مهما نالها من وهن ولغب، فإن الجواد العربي قد يكبو لكنه سيفوز بالسباق في نهاية المطاف لأصالته العريقة ولطبيعة القيم التى ستقوده حتما لنيل اهدافه وعدالة قضيته التى تحملها رسالته، فإن فلسطين ستبقى ما بقي العرب، والعرب سيبقون ما بقيت أنفاسهم تحول بياض الموت الى زرقة الحياة، مستندين لرسالتهم التي يحملها عباد الرحمن لإعمار الأرض.
أن كأس العرب اليوم وهو ينطلق للتأكيد على بقاء صوت العرب نابض وبقاء رسالتهم تحمل ذات المكنون السلمي للانسانيه جمعاء، بعنوان متوارث حملته الاجيال عبر موروث سماوي منذ أن حطت سفينة نوح عناوينه على الشواطئ العربية سفينه الحياه بعد قيامة الطوفان، فان الامة ستبقى تقوم برسالتها حتى قيامة المسيح وستبقى تحمل ذات القيم الإنسانية ما بقيت زرقة بهذه الحياه.
وهي ذات العبارة التي تحملها هذه التظاهرة الرياضية بعنوان ثابت يقول بان "الابراهيميه لن تكون بديلا عن العربية" مهما حاول من حاول إبعاد المنطوق العربي عن محتواه الثقافي، وذهب من ذهب تجاه سلخ القضية الفلسطينية عن جلدتها العربية عبر تقطيع اتصالها مع امتها العربية ببيان تعددية مذهبية ومنهجية وتنوع اثنيه وسياق التنوع فى الروافد المشربية، فإن عقيدة الضاد كما محتواها القيمي وقضيتها المركزية ستبقى تشكل النبض النابض للعروبة والعرب بمحتوى رسالتهم التى تجسدها القدس بعنوان هاشمية احترام ستاتيكو الأديان بأحيائها الأربعة، وهذا ما يجعلها تشكل عنوانا للديانات السماوية مركزا للحضارة الإنسانية جمعاء يحمل فيها كأس العرب مضمون الفيفا كما كأس الأمم الأوروبية بمضمون متصل يتشاركون فيه فى (حمل الحرية لفلسطين) وهم ينشدون عاشت فلسطين حرة عربية، عندما يتوجون النشامى كما هو مأمول بكأس العرب بدورة أيقونة الحرية التي نتطلع لتسميتها بدوره فلسطين.