محسن الشوبكي

الرمثا وحي نزال… رسائل أمنية متزامنة تؤكد حضور الدولة وهيبتها

نبض البلد -
شهد الأردن خلال يوم واحد عمليتين أمنيتين لافتتين في الرمثا وحي نزال، رغم اختلاف طبيعتهما، لكنهما جاءتا في سياق واحد يؤكد قدرة الدولة على التعامل مع مستويات متعددة من التهديد. ففي الرمثا، تعاملت الأجهزة الأمنية مع عنصرين من حملة الفكر التكفيري، ووقع اشتباك مسلح انتهى بمقتل المطلوبين وإصابة عدد من رجال الأمن. العملية حملت طابعًا حساسًا نظرًا لقرب المنطقة من الحدود السورية ووجود احتمالات على ارتباط فكري أو لوجستي ببيئات متطرفة في الجنوب السوري، ما يجعل أي تحرك مشابه عنصر خطر يتطلب معالجة عاجلة.

أما في حي نزال بالعاصمة عمان، فكان التركيز على ملاحقة مطلوبين وذوي أسبقيات وفارضي إتاوات، ضمن حملة امنية مستمرة لضبطها داخل الأحياء . ورغم أن العملية لم تكن إرهابية الطابع، فإنها مثّلت امتدادًا لجهود الدولة في منع أي مظاهر للانفلات أو محاولات لخلق نفوذ موازٍ داخل المدن.

التزامن بين العمليتين لم يكن مصادفة، بل جاء كرسالة واضحة بأن الدولة تتعامل مع الخارجين عن القانون بمستوى واحد من الحزم، سواء كان التهديد ذا طبيعة متطرفة أو جنائية. الإعلان في وقت واحد عزّز الثقة الشعبية ومنع التأويلات أو الشائعات، وأظهر أن الأجهزة الأمنية تعمل وفق خطة واضحة هدفها ردع أي محاولة لاستثمار الظرف الإقليمي أو الاجتماعي لخلق بؤر فوضى.

ولم يكن المشهد أمنيًا فقط، بل اجتماعيًا أيضًا؛ فقد أظهر أهالي الرمثا وحي نزال تعاونًا لافتًا مع القوى الأمنية، وتعاملًا إيجابيًا مع الإجراءات، وحرصًا واضحًا على دعم جهود الدولة في فرض النظام. هذا التفاعل الشعبي رفع من مستوى النجاح الميداني ومنح العمليات بيئة آمنة ومنضبطة.

في المحصلة، حملت عمليتا الرمثا وحي نزال رسالة واحدة: الدولة حاضرة، والردع قائم، والقانون هو الإطار الناظم لكل شيء. هذا التزامن لم يؤكد فقط كفاءة أمنية عالية، بل جسّد أيضًا إرادة مجتمعية داعمة للاستقرار .
كتب محسن الشوبكي