نبض البلد -
زايد الزيود - برعاية وزير الدّاخلية مازن الفراية ورئيسِ الجامعة الأردنيّة الدكتور نذير عبيدات، احتفلت الجامعةُ الأردنيّةُ بتخريج أولِى دفعات من برنامج ماجستير الإردارة في التّنمية المحليّة خلالَ حفل رسميّ شارك فيه ممثّلو بعثة الاتحاد الأوروبيّ وبرنامج الأمم المتّحدة الإنمائيّ في الأردن ، إلى جانب عدد من نوّاب الرّئيس والعمداء، وجاء الحفلُ بوصفه محطّةً مفصليّة للجامعة وشركائها، إذ يشكّل انتقالًا من مرحلة التّنفيذ إلى مرحلة إنتاج كوادر متخصّصة قادرة على تعزيز مسارات الإصلاح والتّنمية المحليّة في المملكة.
وفي كلمته، أعرب وزيرُ الدّاخلية عن اعتزازه بتخريج كوكبة من موظفي القطاع العامّ ومؤسّسات المجتمع المدنيّ الذين أنهوا متطلبات درجة الماجستير في التنمية المحليّة، مؤكّدًا أنّ التعاون بين الوزارة والجامعة وبرنامج الأمم المتّحدة الإنمائيّ في الأردن شكل نموذجًا ناجحًا في تطوير قدرات الكفاءات العاملة في الوزارات والمؤسّسات المعنيّة بالإدارة المحليّة واللامركزيّة، وأشار إلى أثَر البرنامج في دعم جهود الحوكمة المحليّة من خلال إعداد كوادر مؤهّلة قادرة على إدارة التنمية وتقديم الخدمات بكفاءة وشفافية، وبما ينسجم مع أولويات الإصلاح الإداريّ في الدّولة.
وبيّن الفراية أنّ البرنامج، الذي انطلق عام 2019 ضمن برنامج دعم اللامركزية والتّنمية المحليّة المموّل من الاتّحاد الأوروبيّ والمنفذ من برنامج الأمم المتّحدة الإنمائيّ، وفّر أدواتٍ معرفيّة ومهاريّة أسهمت في تعزيز قدرات الموظفين في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والتّنموية، كما دعم الجهودَ الوطنيّة للحدّ من الفقر وعدم المساواة عبر الاستثمار في الموارد المحليّة والوطنيّة، مثمّنًا دعم الاتحاد الأوروبيّ لأولويات الحكومة التنمويّة، وجهود الجامعة وشركائها الدوليّين في إعداد وتنفيذ البرنامج.
من جانبه، أكّد عبيدات اعتزازَ الجامعة بهذه اللحظة التي تجسّد شراكة وطنيّة ودوليّة أثمرت أولى دفعات المتخصّصين في التنمية المحليّة، مشيرًا إلى أن برامج الدراسات العليا تتطلب التزامًا وجهدًا نوعيًّا ينعكس أثرُه على مواقع العمل في مؤسّسات الدّولة، وأوضح أنّ الجامعة تعمل على تحديث بنيتها الأكاديميّة والرقميّة عبر تحويل القاعات الدراسيّة إلى بيئات تعليميّة ذكيّة، ورقمنة المساقات، بما يعزّز جاهزيتها في إعداد الكفاءات الوطنيّة المؤهلة، معربًا عن تقديره لوزارة الداخلية والاتحاد الأوروبيّ وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائيّ على إسهامهم في إنجاح البرنامج.
بدورها، أوضحت نائبُ الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتّحدة الإنمائيّ في الأردنّ المهندسة ماجدة العساف أنّ البرنامج يعدُّ إحدى أهم ثمار الشّراكة الإستراتيجيّة التي تجمع البرنامج بوزارة الداخلية والاتحاد الأوروبيّ والجامعة الأردنيّة، مشيرةً إلى أنه وفّر منحًا لإكثر من سبعين موظفًا، وصُممَ ليتوافق مع أهداف التنمية المستدامة 2030 واحتياجات التنمية المحليّة في الأردنّ والمنطقة، وأكّدت أنّ البرنامج عزّز قدرات المؤسسات ذات الأثر المباشر في التنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة من خلال دمج المعرفة الدوليّة بالسّياق المحليّ.
كما أشارت رئيسُ فريق الحوكمة والتنمية البشريّة في بعثة الاتحاد الأوروبيّ لدى الأردنّ ماري هورفرس إلى أن البرنامج يشكل نموذجًا للتعاون الفاعل بين الاتحاد الأوروبيّ والمملكة، موضّحة أن الشّراكة الشاملة التي اعتمدها الاتحاد الأوروبيّ مع الأردنّ عام 2025 تسعى إلى مواءَمة برامج الدعم الأوروبيّة مع احتياجات سوق العمل الأردنيّ، وتوسيع مجالات التعاون لتشمل التدريب وبناء القدرات وتبادل الخبرات.
وفي مداخلته، أكّد مدير البرنامج ومنسّقه في كلية الأعمال الدكتور عبد الحكيم اخوارشيدة أنّ هذا اليوم يمثّل خطوة مهمة في مسيرة الجامعة، لافتًا إلى انسجام البرنامج مع رؤية جلالة الملك عبد الله الثّاني في التّحديث الإداريّ وتمكين الهيئات المحليّة، وبيّن أنّ تصميم البرنامج تمَّ بالشراكة مع خبراء من هولندا وإيطاليا ووزارة الدّاخلية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائيّ، إلى جانب أساتذة قسم الإدارة العامّة في الجامعة، موضّحًا أنّ محاوره شملت اللامركزية والتنمية المحليّة والحاكمية الرشيدة المستدامة، وأشار إلى أنّ نجاحه جاء نتيجةَ تكامل جهود الطلبة والجامعة وشركائها المحليين والدّوليين.
وفي ختام الحفل، سلّم وزيرُ الداخلية ورئيس الجامعة الشّهادات لاثنين وثمانينَ خريجًا وخريجةً، في أول دفعة من الماجستير في التّنمية المحليّة، وسْطَ حضور رسميّ وأكاديميّ، وأكّدت الجامعةُ الأردنيّة أنّ هذا البرنامج يشكّل نموذجًا للتّعاون بين مؤسّسات الدولة والشركاء الدّوليين، وإسهامًا حيويًّا في رفد مسارات التّنمية المحليّة بكفاءات مؤهّلة قادرة على دعم مسيرة الإصلاح الإداريّ في المملكة.