منصة سراج.. تعزيز لدور المعلم وتوظيف للتكنولوجيا

نبض البلد -
معلمون يتحدثون عن تجربتهم حول المنصة
الزيدانيين: "سراج” بمثابة مكتبة ضخمة ومختبر افتراضي في آن واحد
عياد: "سراج” تسهم في إعداد المواد التعليمية بطريقة تفاعلية
المجالي: "سراج” منصة تربط العلم بالحياة وتحفّز الإبداع لدى الطلبة

 شذى حتاملة

في خطوة غير مسبوقة نحو تطوير العملية التعليمية وتعزيز دور المعلم، أطلقت وزارة التربية والتعليم الأردنية منصة "سراج”، وهي مساعد ذكي تعليمي مدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي، بهدف توظيف التكنولوجيا الحديثة في خدمة التعليم.
وتأتي هذه المبادرة لاستخدام المنصة ضمن النظام التعليمي كأداة مساعدة للطلبة والمعلمين، إذ تستند في محتواها إلى المناهج والكتب المدرسية الأردنية لتقديم محتوى تعليمي يتماشى مع المنهاج الوطني.

وقامت صحيفة الأنباط بالتواصل مع عدد من المعلمين والتربويين لاستطلاع آرائهم حول دور منصة "سراج” وآلية استخدامها في الميدان، ومدى تأثيرها المحتمل على العملية التعليمية، وتقييم جاهزية المعلمين واستعدادهم للتعامل مع هذه التقنية الجديدة.

الزيدانيين: "سراج” مكتبة ضخمة ومختبر افتراضي في آن واحد

يرى الأستاذ أيمن جبريل الزيدانيين أن منصة "سراج” تؤدي دورًا محوريًا في تسهيل عمله كمعلم فيزياء بشكل ملحوظ، إذ تمثل مكتبة ضخمة ومختبرًا افتراضيًا في آن واحد، وتوفر له العديد من المصادر والأدوات التعليمية الجاهزة والمتنوعة.
وأضاف أن هذه المنصة تسهم في تقليل الوقت المستغرق في إعداد المواد الأساسية، كما تتيح له استخدام تقنيات تفاعلية مثل المحاكاة أو الفيديوهات التعليمية، ما يساعد في توصيل المعلومة بفعالية وكسر جمود الدروس النظرية في الفيزياء.

وأكد الزيدانيين أن استخدام أي تقنية جديدة يزيد العبء في مرحلة البداية، إذ يتطلب إتقان المنصة وتضمينها في العملية التعليمية وقتًا وجهدًا في البداية، لكنه يرى أن هذه المرحلة ضرورية للوصول إلى الاستخدام الأمثل لاحقًا.

وحول استخدام "سراج” في إعداد الدروس والاختبارات، أوضح أنه باتت جزءًا لا يتجزأ من روتينه اليومي، حيث يستخدمها في تنظيم المحتوى الرقمي وتضمين الأنشطة التفاعلية والاختبارات المتعددة بشكل منظم ودقيق.

وأشار الزيدانيين إلى أن الميزة الكبرى تكمن في توفير الوقت والجهد خلال مرحلة التقييم، إلا أن الأهم – بحسب رأيه – هو حرصه على تنويع أنماط الأسئلة ضمن اختباراته المعدة عبر المنصة (اختيار من متعدد، صح أو خطأ، أسئلة مقالية قصيرة)، لأن تنويع الأدوات لا يسهل التصحيح فحسب، بل يسهم أيضًا في تطوير مهارات التفكير العليا لدى الطلبة.

وبيّن أن الجاهزية للتعامل مع هذه التقنية تتطلب انخراطًا ذاتيًا والتزامًا مهنيًا مستمرًا، إلى جانب ضرورة حصول المعلم على تدريبات عملية ومكثفة على آليات استخدام المنصة، خصوصًا في المواد العلمية التي تتطلب توظيف التجارب الافتراضية.

ولفت الزيدانيين إلى أنه تلقى توجيهات واضحة من إدارة المدرسة ووزارة التربية والتعليم لحضور دورات وورش عمل متخصصة حول "سراج التعليمي”، تتناول آليات دمج التقنية في التعليم بشكل فعّال. كما أشار إلى أنه يعتمد على تبادل الخبرات مع زملائه داخل المدرسة وخارجها لضمان الاستفادة القصوى من المنصة وتطوير مهاراته باستمرار، بل ويقوم أيضًا بتدريب زملائه على كيفية بناء الاختبارات الفعالة بواسطة "سراج”.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن "سراج” ذات تأثير إيجابي وفعّال على مهارات الطلبة، خصوصًا في تطوير التفكير النقدي في مادة الفيزياء، إذ تتيح المنصة عرض المحاكاة والتجارب الافتراضية المعقدة التي يصعب تنفيذها في الصف.
وبيّن أن ذلك يدفع الطلبة إلى التحليل والاستنتاج والتنبؤ بدلًا من التلقين، مما يعزز التفكير النقدي. أما في جانب الإبداع، فتتيح المنصة للطلبة إنشاء مشاريعهم الخاصة أو حل المسائل بعدة طرق باستخدام الأدوات الرقمية المتاحة، ما يعزز التعلم الذاتي ومهارات حل المشكلات، وهي لبنات أساسية للإبداع.

عياد: "سراج” تسهم في إعداد المواد التعليمية بطريقة تفاعلية

وقالت الأستاذة مجدولين عياد إن معلمات المدرسة تلقين تدريبًا حول استخدام منصة "سراج”، بإشراف إحدى المعلمات اللواتي خضعن سابقًا لتدريب في المديرية، وجاء ذلك بتوجيه من إدارة المدرسة.
وأضافت أن المدرسة عقدت مجتمع تعلم تم خلاله عرض آلية الدخول إلى المنصة وطرق الاستفادة منها في العملية التعليمية.

وأوضحت عياد أنها استعانت بعدد من مقاطع الفيديو التي أعدها بعض المشرفين، والتي قدمت شروحات وافية حول استخدام "سراج”.
أما من حيث مدى الاستفادة من المنصة في الدروس، فأشارت إلى أنه يمكن توظيفها في إعداد أوراق العمل، وعروض البوربوينت، والاختبارات القصيرة.
وبيّنت أنها بدأت بالفعل تجربة إعداد عرض بوربوينت وورقة عمل واختبار قصير عبر المنصة، ووجدت أن الأداة تسهم في إعداد المواد التعليمية بطريقة تفاعلية متنوعة في المهارات والأنشطة بما يتناسب مع أنماط تعلم الطلبة.

وأكدت أن المنصة تتيح للمعلم حرية اختيار الأنشطة التي تتلاءم مع مستوى طلبته، موضحة أن أكثر ما أعجبها في "سراج” هو الأنشطة التفاعلية التي تنمّي مهارات الطلبة وتربط التعلم بالحياة الواقعية.

وشددت عياد على أن "سراج” تمثل أداة تعليمية داعمة للمعلم، تساعده في تنظيم معلوماته وتزوده باقتراحات وأفكار ونماذج متنوعة تثري الدروس وتدعم تعلم الطلبة، مؤكدة في الوقت ذاته أن للمعلم دورًا كبيرًا في اختيار ما يتناسب مع مستوى طلبته وبيئتهم التعليمية، والعمل على الارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم.

المجالي: "سراج” تربط العلم بالحياة وتحفّز الإبداع لدى الطلبة

من جانبها، أكدت الأستاذة هيفاء المجالي أن منصة "سراج” تعد أداة متكاملة للمعلمين، إذ توفر لهم أدوات لإنشاء خطط دروس جاهزة، وتصميم عروض تفاعلية، وملخصات للدروس، إضافة إلى اختبارات قصيرة وأوراق عمل.
وبيّنت أن المنصة تعزز التعلم الدامج، حيث يستطيع المعلم تصميم أنشطة تتناسب مع جميع مستويات الطلبة، كما تشجع على العمل التعاوني بما يسهم في تنمية مهارات التواصل لديهم.

وأشارت المجالي إلى أن المنصة تدمج بين التكنولوجيا والتفكير التفاعلي، وتربط العلم بالحياة الواقعية، مما يحفّز الجانب الإبداعي لدى الطالب ويجعل من العملية التعليمية تجربة حيوية متكاملة تجمع بين المعرفة والممارسة.