نبض البلد - عماد عبدالقادر عمرو
رئيس مجلس محافظة العقبة سابقاً
جاء خطاب العرش السامي لعام 2025 لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين كوثيقة وعي وقيادة، لا ككلمة بروتوكولية، إذ حمل في طياته قراءة شاملة للمشهد الوطني والإقليمي بلغة الواثق المؤمن بوطنه وشعبه. في لحظة حساسة تتكاثر فيها التأويلات وتتراجع الثقة العامة، جاء الخطاب ليعيد ضبط البوصلة الوطنية ويؤكد أن الأردن ماضٍ بثبات في نهجه، متماسك في موقفه، وواضح في رؤيته.
أعاد جلالته التأكيد على الموقف الأردني الثابت من القضية الفلسطينية باعتبارها جوهر السياسة الأردنية ومركز الضمير الهاشمي، مشدداً على أن الوصاية الهاشمية على القدس ليست مجرد دور تاريخي بل التزام وطني وعقائدي. وفي الداخل، شكّل التوجيه الملكي للحكومة ومجلس الأمة باستكمال مسيرة الإصلاح الشامل تأكيداً على أن الإصلاح في الأردن خيار مصيري لا يتأخر ولا يُؤجل، وأن الدولة لا تُدار بردّ الفعل بل بالتخطيط والفعل الواعي. وقد تجلّى البعد الإنساني في الخطاب بوضوح من خلال قلق الملك على الوضع الاقتصادي وفرص الشباب، وهو قلق نابع من قلب القائد الذي يرى في الإنسان الأردني الثروة الحقيقية للوطن. كما حمل الخطاب إشادةً واثقة بقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، باعتبارها عنوان الكرامة والسيادة، وركيزة الأمن الوطني. وبتخصيصه الشباب وولي العهد بالذكر، رسخ جلالته مفهوماً جديداً للقيادة المتجددة التي تمزج بين الخبرة والإيمان بالمستقبل.
في جوهره، كان خطاب العرش 2025 رسالة ثقة وعبور، تعيد للأردنيين يقينهم بأن وطنهم، رغم التحديات، ما زال قائماً على قاعدة صلبة من الشرعية، والإيمان، والولاء، والعزم المستمر على البناء والإصلاح.