تواصل العقبة ترسيخ مكانتها كمنطقة اقتصادية خاصة ومركز استثماري رائد يحتضن الرؤى الملكية الهادفة إلى تحويل المدينة إلى نموذج وطني للتنمية الشاملة.
فمنذ إعلانها منطقة اقتصادية خاصة، حظيت العقبة بمكانة استثنائية على خريطة الاستثمار الأردني، مدعومة بتشريعات مرنة وبنية تحتية متطورة، ورؤية واضحة من القيادة الهاشمية لتكون بوابة الأردن البحرية نحو العالم.
وفي هذا الإطار، يبرز مشروع مرسى زايد كنموذج متقدّم من التعاون العربي المشترك بين الأردن ودولة الإمارات العربية المتحدة في مجال التطوير العقاري والسياحي، باستثمار ضخم تتجاوز قيمته 10 مليارات دولار، وامتداد عمراني يفوق 3.2 مليون متر مربع من الجبل إلى البحر.
ويُنفَّذ المشروع من قبل مجموعة ماج القابضة الإماراتية، ليجسّد ثقة المستثمر العربي بالبيئة الاقتصادية الأردنية، ويعبّر عن عمق العلاقات الأخوية بين البلدين واستمرارية التعاون في بناء مشاريع استراتيجية قادرة على إحداث أثر اقتصادي طويل المدى.
فمشروع مرسى زايد لا يُعدّ مجرد مخطط عمراني ضخم، بل رؤية استثمارية متكاملة تجمع بين السكن الفاخر والفنادق والمرافئ والمرافق التجارية والسياحية، ليُعيد تشكيل المشهد العمراني لمدينة العقبة بما يتوافق مع طموحها في أن تكون الوجهة الأولى للاستثمار والسياحة على البحر الأحمر.
وكشف الرئيس التنفيذي لمشروع مرسى زايد المهندس محمد نمر عن تفاصيل المرحلة الأولى من المشروع والمتمثلة في مشروع الريفيرا، موضحًا أنه يمثل البداية الحقيقية لتحويل المخطط الشامل إلى واقع ملموس يعبّر عن روح العقبة الجديدة ويؤسس لمرحلة متقدمة من التطوير العمراني والاستثمار النوعي في المملكة.
الريفيرا .. أيقونة معمارية ترسم ملامح شاطئ العقبة الجنوبي
وأوضح نمر أن مشروع الريفيرا يشكّل الانطلاقة الفعلية لمشروع مرسى زايد، وقد تم اختيار موقعه بعناية فائقة ليكون على الشاطئ البحري الطبيعي جنوب المدينة، وليشكّل حجر الزاوية في مسيرة تطوير المنطقة بأكملها.
ويضم المشروع أربعة أبراج سكنية شاهقة بارتفاعات تصل إلى 32 و33 طابقًا، تحتوي على نحو 1,300 وحدة سكنية متنوعة بين شقق بغرفة أو غرفتين أو ثلاث غرف نوم، بالإضافة إلى وحدات دوبلكس فاخرة في الطوابق العليا.
وبيّن أن المشروع منطقة سكنية خاصة ما يمنحه طابعًا من الخصوصية والتميّز، مؤكدًا أنه سيكون علامة معمارية فريدة من نوعها في الأردن والمنطقة.
فلسفة حياة متكاملة.. رفاهية وصحة واستدامة
وأكد نمر أن فلسفة المشروع تقوم على الانتقال من مفهوم السكن إلى مفهوم الحياة المتكاملة، إذ يتضمن الريفيرا مجموعة من المرافق الرياضية والترفيهية والاجتماعية التي تجعل منه بيئة عصرية متكاملة.
وأوضح أن منطقة البلازا في الطابق الخامس تشكّل المركز الحيوي للمشروع، وتضم ملعبين للتنس، وملعبين للبادل، وملعبًا لكرة السلة، ومسبحين أولمبيين، وممشى رياضيًا، وملاعب للأطفال.
كما يضم المشروع مسبحًا داخليًا ومركزًا رياضيًا ضخمًا بمساحة 6,000 متر مربع يضم سبا وجاكوزي مزوّدين بأحدث التجهيزات، وقاعات لليوغا والبيلاتس، وصالة ألعاب داخلية للأطفال، إلى جانب قاعة احتفالات ومجموعة مطاعم عالمية في الأدوار السفلية.
وأشار نمر إلى أن المشروع يجسّد مفهوم المبنى الأخضر باستخدام الألواح الشمسية لتغطية 30% من احتياجات الطاقة، وأنظمة إعادة تدوير المياه لري الحدائق، مؤكدًا أن الاستدامة تمثل أحد أعمدة التصميم الأساسية.
تصميم يحتفي بالإطلالة البحرية ويحافظ على الخصوصية
وبيّن نمر أن من أبرز ما يميز الريفيرا قدرته على الجمع بين الإطلالة الكاملة على البحر والخصوصية التامة للسكان، إذ تم تصميم الأبراج بحيث تواجه جميع الشقق الواجهة البحرية، بينما توضع الممرات والخدمات في الجهة الخلفية.
وأضاف أن الشرفات الواسعة التي يبلغ عرضها 2.4 متر تمنح امتدادًا بصريًا ومعيشيًا لغرف المعيشة، وأن جميع الوحدات تحتوي على غرف نوم ماستر ومطابخ مجهزة بالكامل بأجهزة "بلت إن”، في حين تضمن المصاعد الذكية راحة السكان وتقليل زمن الانتظار إلى أقل من 20 ثانية.
استثمار واعد وتسعير تنافسي
وأوضح نمر أن الشركة اعتمدت سياسة تسعير مدروسة تجعل المشروع فرصة استثمارية حقيقية وليست حكرًا على فئة محدودة، مبينًا أن أسعار الوحدات تقل بنسبة لا تقل عن 25% عن أسعار المشاريع المماثلة.
وأضاف أن الأسعار المطروحة حاليًا هي أسعار حجز تأسيسية قبل الإطلاق الرسمي للبيع، مما يمنح المستثمرين فرصة للاستفادة من المرحلة الأولى.
وأشار إلى أن الشريحة المستهدفة تشمل الطبقة الوسطى العليا والمستثمرين الباحثين عن عائد عقاري مستدام، مشيرًا إلى أن الشقة المكونة من غرفة نوم واحدة بمساحة تقارب 70-75 مترًا مربعًا وشرفة تبلغ 50 مترًا مربعًا تُقدّر بنحو 170 ألف دينار.
إدارة شفافة وضمان للجودة والخدمة
وأوضح نمر أن فلسفة مرسى زايد في التطوير لا تقتصر على مرحلة البناء، بل تمتد إلى إدارة المشروع وتشغيله بما يضمن الحفاظ على قيمته وجودة خدماته.
وبيّن أن الشركة ستُنشئ شركة إدارة مستقلة لتنظيم عمليات التأجير نيابة عن الملاك، بهدف ضمان السلوك الإيجاري المنضبط والحفاظ على البيئة السكنية الراقية.
ونوّه إلى أن العقود صُممت بشفافية عالية، إذ تمتد من 60 إلى 65 صفحة وتشمل كافة تفاصيل الملكية المشتركة والمرافق العامة، مع إلزام المشتري بالتوقيع على كل صفحة لضمان الاطلاع الكامل على حقوقه وواجباته.
تسهيلات تمويلية وضمانات أمان عالمية
وأشار نمر إلى أن المشروع وفّر اتفاقيات مبدئية مع بنوك أردنية رائدة مثل بنك الإسكان وبنك الاتحاد لتقديم حلول تمويلية مرنة للمشترين، تشمل خطة دفع ميسّرة تبدأ بـ 10% عند التوقيع، و70% على أقساط خلال فترة البناء، و20% عند الاستلام.
وأضاف أن المشروع يلتزم بأعلى معايير السلامة العالمية، حيث يعتمد أنظمة إطفاء ذاتية حديثة، ويُصمَّم بمواد مقاومة للحرائق تضمن حصر أي حادث محتمل داخل الوحدة فقط.
العقبة في قلب الرؤية.. والريفيرا بوابة التحول القادم
أكد المهندس محمد نمر أن مشروع الريفيرا لا يمثل مجرد إضافة معمارية جديدة، بل رافعة تنموية للعقبة تسهم في ترسيخ مكانتها كمركز جذب استثماري وسياحي إقليمي.
ودعا نمر إلى تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتطوير البنية التحتية والربط اللوجستي للعقبة، سواء عبر زيادة الرحلات الجوية أو تطوير الطريق الصحراوي وإنشاء استراحات على مستوى مميز.
كما شدّد على ضرورة تكثيف الجهود التسويقية للعقبة على المستويين الإقليمي والعالمي، مؤكدًا أن الدعم المقدم من سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة يشكّل قاعدة مهمة للبناء عليها.
واختتم نمر بالقول إن مشروع الريفيرا ليس مجرد استثمار عقاري، بل هو رهان على مستقبل العقبة، وعلى قدرة الأردن على تقديم نموذج حضاري متكامل يجمع بين الرفاهية والاستدامة والفرص الاقتصادية الحقيقية.