حسين الجغبير يكتب : ثلاث ساعات مع الرئيس

نبض البلد -
حسين الجغبير
بمناسبة مرور عام على تشكيل حكومة الدكتور جعفر حسان، دعا الرئيس رؤساء تحرير الصحف اليومية ومدراء مؤسسات إعلامية وعدد من الكتاب ومقدمي برامج حوارية تلفزيونية إلى لقاء حواري إمتد لأكثر من ثلاث ساعات، قدم فيها الدكتور حسان جردة حساب لما أنجز، وشرح ما هو آت، وتحديدا من الجانب الاقتصادي للدولة.
ما ميز اللقاء من وجهة نظري، وقد عاصرت عدد كبير من رؤساء الوزراء السابقين، أن الرئيس الحالي قدم رؤية لما سيقوم بتنفيذه طيلة فترة ادارته للسلطة التنفيذية، ولم يكتف بأن يستعرض ما انجز، وهو مؤشر على أن الحكومة الحالية لا تقوم بدور التعاطي مع الأزمات، بقدر ما تفكر بتجاوزها والتخطيط للمستقبل القريب والبعيد. أي أن دورها ليس التصدي للأزمات فقط.
كشف الرئيس عن أن الاقتصاد الأردني رغم الصعوبات الإقليمية والدولية، قادر على تحقيق نمو متواصل نتيجة القرارات السليمة التي تتخذ، وأن هذا النمو سيواصل تحقيق زيادة مضطردة وصولا إلى نسبة 4 %، وهي نسبة يؤمن حسان بصعوبة تحقيقها، لكن يؤمن أيضا بأننا قادرين على الوصول إليها خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، وهي ان تحققت فإن الاقتصاد الأردني سيتجاوز مرحلة التعافي إلى مرحلة التقدم على كافة الملفات الاقتصادية.
العام المقبل سيكون علامة فارقة وهامة، حيث سيشهد البدء مشاريع اقتصادية بمليارات الدولارات، ستساعد على النمو الاقتصادي، وتوفير فرص عمل كبيرة للمواطنين، وهذه المشاريع تعد استراتيجية وهامة للأردن، الذي يسعى الى تعزيز الاستثمار بشقيه المحلي والخارجي. إلى جانب الإنجاز في مشاريع الناقل الوطني، وخط سكة الحديد العقبة، وغاز الريشة، وهي مشاريع في مرحلة متقدمة من البدء في تنفيذها.
الناس سيكونون شركاء فيها بمشاريع اقتصادية كبيرة، وهذا غاية في الأهمية بحيث يوفر لهم فرصة الاستثمار بها.
بينت الساعات الثلاث للاجتماع، أننا أمام حكومة أولويتها الاقتصاد الأردني، مع التأكيد على دورها في الإصلاح السياسي والإداري، وحرصها وتمسكها على تنفيذ هذا المشروع الوطني الذي انطلق قطاره منذ نحو ثلاثة أعوام وأكثر قليلا، لكن هذه المرة تأتي بخطى ثابتة ورؤية محددة وغير مرتبطة بأشخاص، حيث نتحدث اليوم عن استراتيجية بأهداف، قابلة للتحقق اذا ما رتبت الأفكار، ووضعت منهجية عمل لها، ووفر لها ما يمكن توفيره من إمكانيات.
صحيح أن التحديات كبيرة، اقتصاديا وسياسيا وامنيا، وهي تحديات تدركها الحكومة، حيث لم يقلل الرئيس من شأنها، ولم يعظم أيضا، لكنه أكد على أن الخطورة تكمن في الاستسلام لها، وهذا لن يحدث.
ما سمعناه يثلج الصدر، ولا يسعنا سوى تقديم الدعم للحكومة للسير بخطى ثابتة في نهجها الذي اختطته لنفسها في إدارة ملفات الدولة الكبرى، بانتظار ما ستأتي به الأيام من أخبار مفرحة، يستحقها الوطن والمواطن.