مهند ابو فلاح

" خروقات ضاغطة "

نبض البلد -
‏مهند أبو فلاح 
‏الخروقات الضاغطة على الجبهتين اللبنانية و الفلسطينية لاتفاقيات السلام يعد ركيزة أساسية في الاستراتيجية الصهيونية الرامية إلى فرض شروطها في عملية تنفيذ هذه التسويات و إشعال نيران الحرب الأهلية و نقل الصراع إلى ساحة الطرف الآخر عبر إيجاد تناقضات مفتعلة بين مكونات النسيج الاجتماعي هنا او هناك .
‏من هذا المنطلق يمكن قراءة العمليات العسكرية المتصاعدة التي تشنها الة الحرب الصهيونية على الجبهات المختلفة في محاولة لإبقاء التوتر قائما على عدة اصعدة و تسويق فكرة مفادها أن القوة المسلحة الغاشمة التي يستخدمها حكام تل أبيب هي من أوجدت هذه التفاهمات و التسويات و أن حكومة اليمين الفاشي المتطرف التي يتزعمها بنيامين نتنياهو صاحبة اليد العليا بالتناغم مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض .
‏التناغم و الانسجام بين الإدارة الأمريكية في واشنطن و حكومة نتنياهو في تل ابيب يعتبر العامود الفقري في فرض ما يكاد يكون أشبه بشروط اذعان ليس على القوى الحية المقاومة للمشروع الصهيوني فحسب بل أيضا على الأقطار العربية و الإسلامية الرافضة لمنطق الهيمنة الأحادية الجانب من قبل حكام تل أبيب التي تسعى جاهدة لإعادة صياغة و رسم خارطة الشرق الأوسط السياسية على نحو لا يبقي طرفا فاعلا مؤثرا في المنطقة برمتها سوى الدويلة العبرية المسخ التي ما كان لها أن تبلغ هذا الحد من التمادي لولا غياب المشروع القومي العربي .
‏إن إيجاد صيغة تحالف فعالة مؤثرة بين الأقطار العربية و الإسلامية الرافضة للهيمنة الصهيونية بالتحالف و الاشتراك مع القوى الدولية ذات المواقف المتوازنة المنصفة نسبيا من الصراع العربي الصهيوني يشكل ضرورة قصوى لا مناص و لا بديل عنها في الوقت الحاضر لكبح جماح المتطرفين في تل ابيب و إيصال رسالة إليهم مفادها أن العالم يتغير و يتبدل الان و يسير نحو نظام عالم جديد متعدد الأقطاب و هو الأمر الكفيل بإعادة الحقوق المشروعة لشعبنا العربي الحر الأبي في فلسطين و غيرها من أقطار وطننا الكبير .