نبض البلد - حسين الجغبير
لا استغرب شخصيا ان تنال حكومة الدكتور جعفر حسان ثقة كبيرة من المواطنيين الأردنيين، بحسب نتائج مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية بمناسبة مرور عام على عمر الحكومة.
الاستطلاع كشف أن 70% من الأردنيين سواءً العينة الوطنية أو عينة قادة الرأي، يثقون بحكومة الدكتور حسان، منهم 23% يثقون بدرجة كبيرة و47% بدرجة متوسطة.
السؤال الباحث عن اجابة، ان هل هذه الثقة مطلقة قائمة على حقائق واقعية، ام انها نابعة من ان الحكومة فعليا لم تتخذ قرارات من شأنها الاصطدام مع الشارع، ام لان الاردنيون كانت اولويتهم حرب الابادة على غزة فلم يراقبوا الاداء الحقيقي لحكومة الدكتور حسان؟.
الإجابة تحتمل كافة الإجابات، فكل المعطيات السابقة تشير الى انها صبت في مصلحة في تشكيل رأي الشارع الاردني بشأن الحكومة الحالية.
بالاضافة الى ذلك فقد نجح الرئيس بتشكيل صورة نمطية عنه وعن اعضاء فريقه الوزاري اثر الجولات الميدانية عنه، ومتابعته لبعض الملفات عبر اشتباكه المباشر ودون وسطاء مع الناس ومؤسسات الدولة المختلفة.
الى جانب ذلك، فانه لا يمكن انكار حقيقة ان الحكومة اتخذت قرارات مهمة في عامها الاول بعضها ساعد في الاقتصاد الاردني، والاخرى مست بشكل واضح قطاعات اقتصادية وقدمت لها تسهيلات، فيما كان هناك قرارات تمس المواطن وقطاع الخدمات بصورة مباشرة.
لكن هل هذا يكفي؟، بالتأكيد ليس كافيا، فذاكرة الناس قصيرة والملفات الوطنية التي بحاجة الى معالجة كثيرة وجدا ولا بد من خوض غمارها اذا ما ارادت الحكومة ان تواصل نيلها ثقة الرأي العام الاردني.
انا على دراية تامة بأن هذا ليس هدف الحكومة الاساسي، بقدر ما تسعى الى تحقيق انجازات تعود بالنفع على البلد كاملا، لذا كان عنوانها الاشتباك الميداني واتخاذ اجراءات وقرارات تسهل عمل الجميع، وتحقق معادلة طالما فقدناها وهي ان هناك الكثير من القرار لا تحتاج الى معجزة لان تتخذ بقدر حاجتها الى قرار نابع من ارادة في العمل والانجاز.
نتائج الاستطلاع تشير الى ان حكومة حسان ترتفع شعبيتها تدريجيا، حيث ارتفعت نسبة الأردنيين الذين يعتقدون أن الأمور تسير في الاتجاه الإيجابي إلى 57% مقارنة مع 55% عند التَّشكيل، فيما انخفضت نسبة من يرون أنَّ الأمور تسير في الاتِّجاه الخاطئ إلى 35% مقارنة مع 40% عند التشكيل.
وفي هذا الامر نقطة تحول هامة في علاقة السلطة التنفيذية مع الشارع، تلك العلاقة التي عانت من اتساع متواصل في الفجوة نتيجة ضعف الحكومات السابقة وعدم تعاطيها مع القضايا العامة بصورة فعلية.
مشوار حكومة الدكتور حسان ما تزال في بداية طريقها وأمامها تحديات كبيرة وصعبة، ربما لن تقدر على تجاوزها كلها، بكن المؤكد ان بدايتها كانت سليمة وهذا يعني ان هناك مزيد من العمل الجاد بانتظارها، وهو العمل الدي ينتظر الاردنيون نتائجه.