الدور المصري في ملف غزة

نبض البلد -

أحمد الضرابعة

بعد الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، قلت إنه من الواضح أن أن مصر تتحضر للقيام بدور أكبر في ملف غزة، سواء عن طريق استضافة القيادة السياسية لحركة حماس وإدارة المفاوضات بشكل مباشر على أراضيها. المؤشرات على ذلك كانت قليلة، من بينها أن دائرة الوساطة ستتسع لتشمل تركيا وأن الإدارة الأميركية قررت إرسال جاريد كوشنر للانضمام إلى مبعوثها ويتكوف للمشاركة في إدارة المفاوضات بين طرفي الحرب، وأن الدوائر الإعلامية المقربة من الرئاسة المصرية نشرت تقارير تفيد بأن مصر هددت إسرائيل بالرد على أي محاولة منها لتكرار ما فعلته في الدوحة على الأراضي المصرية. كان هذا التهديد الاستباقي محاولة مصرية لبناء أرضية سياسية وأمنية لاستضافة جولات التفاوض في شرم الشيخ التي تشارك فيها بالإضافة إلى الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي، وفود أميركية وتركية ومصرية وقطرية. يدعم هذا القول مؤشر إضافي وهو أن المنصات الإعلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين بدأت مغازلة مصر منذ الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، وتوقفت عن استخدام أساليبها الساخرة من المواقف المصرية، بل إنها صارت تعرضها بشكل إيجابي، وهذا التحول الإعلامي يتزامن مع استضافة المصريين لقادة حركة حماس وتوفير الحماية الأمنية لهم، فقد ظهر رئيس الوفد المفاوض لحركة حماس خليل الحية في مقابلة إعلامية في الشارع ومن خلفه جندي من القوات الخاصة المصرية

بالنسبة لمصر، فإنها لا تستطيع الاستغناء عن دورها فيما يخص قطاع غزة من الناحية السياسية أو العسكرية، وهي لا تملك خياراً غير أن تكون طرفاً فاعلاً ومؤثراً في المعادلة التي ترسم مستقبل هذا القطاع لأسباب لها علاقة بحتمية الجغرافيا السياسية، ودورها الإقليمي، ومكانتها المركزية في النظام الرسمي العربي، فغزة ليست ملفا خارجياً لمصرر بل ملف داخلي يرتبط بأمنها القومي ويمس استقرارها الحدودي، ولذا فإن حضورها المتقدم في مسار المفاوضات يحول دون انفراد نتنياهو والإدارة الأميركية في صوغ مخرجات المرحلة المقبله