نبض البلد - ... غدا الإثنين تلتئم القمة العربية الإسلامية المنعقدة نتاج الاعتداء الاسراىيلي الأخير على مقر القيادة السياسية لحم اس، ولأن الاعتداء والعدوان على الدوحة سابقة في الصراع العربي الفلسطيني الصهيوئي، فهي المرة الأولى التي تدخل فيها جغرافيا المنطقة الخليجية في الاشتباك المباشر ،وهي المرة الأولى التي يتم فيها استهداف جغرافيا دوله محسوبة ضمن الخط المعتدل بل الوسيط الرئيس في الحرب الغزية، ولذلك فإن الأمر مختلف هذه المرة ويجب أن يكون كذلك، فحالة الاستباحة التي تجري في المنطقة اسقطت كل قواعد الاشتباك المعلنة والضمنية ،فمن بيروت لدمشق لصنعاء وطهران كان الحالة مختلفة فتلك العواصم غارقة بطريقة او أخرى في الصراع، أما الدوحة فخلاف ذلك ،فهي من الجهات التي مارست سياسية إدارة الصراع عبر القنوات والموافقات الإقليمية والدولية طوال عقود لصالح الأطراف المتضادة.
عودة على المؤتمر الذي لا يتوقع الشارع العربي والإسلامي منه الكثير، وعلى ضوء السياقات السابقة فلن يتجاوز سقف التصعيد اللفظي الذي لا يرتقي لحجم الحدث والحدث هنا يتعلق برؤية شاملة هدفها تدجين المدجن والافصاح عما هو معروف طوال عقود من سياسات تسلل من خلالها المشروع الاستيطاني بين جنبات التناحر والتناقضات والخلافات العربية القطرية (بمعني اقطار) واستطاع الاستثمار بهذه الصراعات البينية ليمتدد وينفرد بالمنطقة دولة دوله ،مدعوعا باسناد أمريكي وشيك على بياض ويلا حدود.
كل هذا السياق معروف لهذه الدول ،بل ويعرفون ما هو أكثر، ويملخص بسيط يرى المشروع والهوية المدعوم هذه المنطقة كيانا واحدا وترى نفسها كيانات ،
فإذا ما بقيت السياقات نفسها وقواعد الاشتباك والعلاقات بين الدول المؤتمرة تتصرف بنفس الطريقة التقليدية فإن النتائج لن تتجاوز ما هو معروف مسبقا للشارع العربي ومن يراقب الحدث، وسيمر يوم المؤتمر يوما عاديا مفعما بالحديث عن التنديد والتضامن وبوس اللحى كالعادة ويبقى التسلسل والحالة كما هي وننتظر حادثة أخرى لمؤتمر آخر.
سيقول البعض ،لماذا يجب أن تختلف مخرجات لقاء الدوحة عما سبق ؟وهل الدوحة اهم من بيروت ودمشق وصنعاء والأهم غزة وفلسطين ،؟؟الجواب لا ليست اهم ولكنها نقطة تحول وما حدث عليها من عدوان لا يجب النظر إليه من زاوية عدوان او اعتداء بدوافع امنيه او سياسية ،بل يجب النظر إليه من زاوية ان ما حصل هو رسالة للجميع ،الجميع دون استثناء، بأن لا حدود ولا محرمات ولا ضمانات لأي طرف من وحل الصراع، وأن ما يحصل في غزة والضفة يجب فهمه بإطار يتجاوز ردة الفعل على السابع من أكتوبر.
نعم ،ولمرة واحدة على الجميع أن يعرف ان رسما جديدا لخارطة القوى الفاعلة والتابعة من طرف واحد وان لا اسثناء، ومن يظن انه مستثنى سيكون الهدف القادم ولكل طريقة، ومن يتابع ما يصدر من واشنطن وتل أبيب يعرف ذلك،
فهل ترتقي قمة ولقاءات الدوحة هذه المرة لمستوى الحدث، وهل يراجع المؤتمرون في طريقهم للدوحة صيرورة ما حدث ويحدث طوال ثمان عقود خلت ،واذا ما وعوها، فهل يتصرفون على أساسها.
في الدوحة مؤتمر على بعد عشرات الأمتار من موقع الرسالة الأخيرة وفي غزة تستمر المذبحة على المباشر وفي الضفة يتواصل القضم وفي سماء دمشق وبيروت وصنعاء تستمر الاستباحة ،فهل من مدرك ومتعظ.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
المهندس عامر الحباشنة.